الأربعاء 09 أكتوبر 2024
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

حدِّث العاقلحدِّث العاقل

Time
الثلاثاء 07 مارس 2023
View
5
السياسة
طلال السعيد

حدث العاقل بما لا يعقل فان صدق فلا عقل له، هذا ما يقوله المثل، وما لا يعقل أن مواطنا هرب من التفتيش في مركز السالمي الحدودي، بعد أن اكتشف معه كمية من الحشيش تقدر بسبعة عشر كيلوغراما، وتوجه مباشرة الى المطار ليغادر جوا إلى تركيا!
هذه هي الرواية الرسمية التي مطلوب منا أن نصدقها، سواء أكانت تليق او لاتليق.
للعلم المسافة بين السالمي والمطار الدولي نحو ساعتين، وهي مدة كافية للتبليغ عنه، ومطاردته، والقاء القبض عليه، وكل تلك الاجراءات لم تتخذ لا من الجمارك ولا من شرطة او مباحث السالمي، ولن يحاسبوا، وسوف تمر القضية عليهم بردا وسلاما!
بالتأكيد ان القضية لن تنتهي بهرب المهرب خارج البلاد، فسوف يلاحق عاجلا ام آجلا، ويلقى القبض عليه، او يجلب عن طريق الـ"انتربول" الدولي، فقد ضيع نفسه بنفسه، وانتهت حياته عند هذا الحد، ولن ينفعه الهرب.
لكن السؤال المهم: اين كل اجهزة الداخلية عن القاء القبض عليه، وهي تمتلك من الامكانيات ما يجعلها تسبق المهرب قبل وصوله الى المطار، ومن دون شك ان هناك من تقاعس عن اداء الواجب، ولم يتحرّك كما يجب من الجمارك والشرطة، وهذه ليست غريبة على هذا المركز الحدودي التعيس الذي عرف عنه كثرة مشكلاته، فقد سبق وأنشأ موظف فيه قاعدة بيانات خاصة به، جعلته يفلت من منع السفر.
وسبق وتم تهريب اشخاص من هذا المركز الحدودي، الذي يحتاج الى النسف رأسا على عقب بجميع اقسامه التي اصبح شغلها الشاغل تعطيل المسافرين، وزيادة الازدحام من خلال اغلاق الكبائن، سواء في الجوازات او الجمارك، فهم يستمتعون بتعذيب المسافرين، الا من رحم ربي منهم.
طبعا فنحن لا نعمم وها هم يسقطون سقوطا مدويا في هروب المهرب منهم، وكان يمكنهم الاتصال بالطيران العمودي للداخلية لمطاردة المهرب على طريق السالمي، او تعميم اسمه والحيلولة دون هربه، وكل هذا لم يحصل، فهل تأكد معالي النائب الاول من صدق كلام الناس عن اداء هذا المركز التعيس الذي يشعرك بالكآبة منذ ولوجك اليه بشكله ومبانيه الخربة الآيلة للسقوط، على العكس من المركز السعودي المقابل؟
المهم انهم يطلبون منا ان نصدق روايتهم الرسمية التي تعفيهم من المسؤولية، ليسدل الستار على تخاذل مركز حدودي يفترض انه محصن، وتتخذ به اجراءات تمنع الهرب والتهريب، لكن لانه "خري مري"، بمعنى انه مفتوح على الجهات الاربع، ولا يشعرك بهيبة الدولة، مع الاسف الشديد، حصل الذي حصل، ولعل هناك حوادث كثيرة تمت طمطمتها، ولا يعرف عنها احد.
اللهم احفظ بلدنا الكويت، ولا تكلنا على انفسنا او على موظفي السالمي جمارك او جوازات او شرطة... زين.
آخر الأخبار