الأحد 29 سبتمبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

حرب الذهب

Time
السبت 03 يونيو 2023
View
9
السياسة
نافع حوري الظفيري

فجأة ومن دون سابق إنذار انطلقت رصاصات قتل الأخوة بينهما، وتوسعت، والتهمت اليابس والأخضر، فهل يعقل او يقبل ان اختلاف وجهة نظر شخصين قائدين أن يضحيا بهذا العدد الكبير من أبناء وطنهم السودان؟
وهل يتصور العقل أن يقبلا ويشاهدا تلك الدماء التي تجري من أبناء هذا الشعب، الذي كتب الله عليه عدم الاستقرار منذ ثورة إبراهيم عبود الأولى؟
والمتأني في هذا المشهد السياسي الخطير الذي يمر به هذا القطر الشقيق العزيز علينا بطيبة وبساطة أبناء السودان الذين ندين لهم بتعليمنا زمن الدراسة الأولى.
إن أسباب هذا النزاع الدموي لا تتعدى مصالح شخصية ضيقة بين طرفين لا ثالث لهما، والاختلاف على حصص يسيل لها اللعاب، وهي مناجم الذهب الموجودة في كل اراضي السودان.
ان الطمع بالحصة الاكبر هي ما جعلتهم يحرقون المدن والقرى، ويشردون الملايين، ويقتلون أبناء وطنهم من دون ذرة رحمة، بل هم منذ البداية عملا على التفرقة أبناء الوطن الواحد، الى حد ان الاخوة يتقتلون بين بعضهم بعضا اكان في الجيش او قوت الدعم السريع.
بل في التطورات الاخيرة ما يثير الرعب من الاحداث المتوقعة بعد اصدار حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي امرا لسكان الإقليم بـ"حمل السلاح وحماية أنفسهم وممتلكاتهم ممن وصفهم بالمعتدين، بعدما تضاعفت الاعتداءات على المواطنين"، وهذا يعني دخول البلاد في مرحلة جديدة من الصراع، لا سيما بعد تعليق رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان مشاركة الجيش في مفاوضات جدة، اي ان الافاق مفتوحة على كثير من التطورات الخطيرة التي يواجهها السودان.
الغريب في هذا الامر ان الفريقين كانا سنداً لبعضهما بعضا، داعمين ومطالبين بحكم مدني ديمقراطي، لكن كما يبدو في كل العالم العربي، وازماته، ان الجمر كان تحت الرماد، لهذا فجأة أنقلب الوضع إلى حرب ضروس أكلت اليابس والأخضر. المضحك و المبكي في آن واحد هو أن كلا من الاطراف لديها اسرى من الطرف الآخر، وكأنهما أصبحا جيشين يمثلان دولتين مختلفتين، فالله هو الوحيد الذي يعلم ما سوف تؤول اليه الأوضاع المأسوية التي قد تشكل خطراً كبيراً على باقي دول المنطقة. والمؤسف في الوقت نفسه أن معالجة جامعة الدول العربية لتلك الأزمة السودانية لا تشجع الطرفين المتنازعين على الرضوخ للتهدئة، والجلوس الى طاولة المفاوضات.
اللهم احفظ الكويت وكل العالم العربي.

محام وكاتب كويتي

[email protected]
آخر الأخبار