الأولى
حرب تهديدات بين واشنطن وطهران
الأحد 05 يناير 2020
5
السياسة
واشنطن حوّلت وجهة آلاف "المارينز" من المغرب الى الخليجواشنطن، طهران، عواصم - وكالات: وسط سباق محموم للتصعيد المتبادل ورفع سقف التهديدات إلى الحد الأقصى، ورفض الوساطات، تواصلت لعبة عض الأصابع بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران أمس، فيما العالم يحبس أنفاسه ويراقب تداعيات مقتل قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني.فقد واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، توجيه أقوى رسائل التهديد لإيران، مؤكدا أن "الولايات المتحدة تمتلك أكبر وأفضل جيش في العالم، وأحدث أنواع الأسلحة"، ملوحا عبر "تويتر" باستخدامها في الرد على أي هجوم إيراني انتقاما لمقتل سليماني.وقال ترامب: "أنفقت الولايات المتحدة للتو تريليوني دولار على المعدات العسكرية (...) نحن الأكبر والأفضل على الإطلاق في العالم! إذا هاجمت إيران قاعدة أميركية أو أي أميركي، سنرسل بعض تلك المعدات الجميلة الحديثة نحوهم من ودون تردد!".وتوعد بتوجيه ضربة أقوى من كل سابقاتها لإيران محدداً 52 موقعا كأهداف فيها، قائلا: "هاجمونا، وجاءهم ردنا. وإذا هاجموا مرة أخرى، وهو ما أنصحهم بشدة بعدم الاقدام عليه، فسنضربهم بقوة أكبر مما تعرضوا له من قبل".وأضاف: إن "إيران لم تمثل شيئا سوى المشكلات لسنوات عدة. وأترك هذا بمثابة تحذير بأنه إذا أقدمت على ضرب أي أميركيين أو أصول أميركية، فقد حددنا 52 موقعًا إيرانيًا نستهدفها (تمثل الرهائن الأميركيين الـ52 الذين اختطفتهم إيران في العام ١٩٧٩)، بعضها على مستوى عالٍ جدًا ومهم لإيران والإيرانيين وللثقافة الإيرانية، وتلك الأهداف، وإيران نفسها، ستتعرض للضرب بسرعة كبيرة وبشكل قاس للغاية، ان الولايات المتحدة لا تريد المزيد من التهديدات".وبالتزامن مع تهديدات ترامب، غيّرت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) مسار الآلاف من قوات المارينز، التي كانت متجهة إلى المغرب للمشاركة في مناورات عسكرية، نحو الشرق الأوسط على متن البارجة "يو إس إس باتان"، وسط توقعات أن ينضم هؤلاء إلى أفراد من الفرقة 82 المجوقلة، كانوا أرسلوا سابقاً من قاعدة "فورت براغ" بولاية نورث كارولينا إلى الكويت.بدورها، أكدت وزارة الأمن الداخلي الأميركية ان لا وجود لتهديد "موثوق" على التراب الأميركي مرتبط بعمليات انتقامية محتملة يمكن أن تقدم عليها إيران، وأوضحت أن إيران "وشركاءها مثل "حزب الله" أظهروا النية والقدرة على شن عمليات في الولايات المتحدة"، ومشيرة إلى أن طهران "لديها برامج قوية تمكنها من تنفيذ هجمات إلكترونية ضد الولايات المتحدة".وفي طهران، استدعى مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي، امس، السفير السويسري الراعي للمصالح الأميركية للمرة الثالثة، وأبلغه أن "تصريحات الرئيس الأميركي العدائية، تشكل انتهاكا صارخا للقوانين الدولية ومثالا صارخا على جرائم الحرب"، كما حذّر وزير الخارجية محمد جواد ظريف الرئيس ترامب، قائلا: "إن استهداف مواقع ثقافية جريمة حرب".من جانبه، ردّ الجيش الإيراني على تهديد ترامب، زاعما أن الولايات المتحدة لا تملك "الشجاعة" للقيام بذلك، وقال قائد الجيش الإيراني عبدالرحيم موسوي: "إن الأميركيين يقولون أمورا من هذا النوع لتحويل اهتمام الرأي العام العالمي عن عملهم الشنيع وغير المبرر".في السياق ذاته، نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية مؤشرات على أن إيران رفعت جاهزية صواريخها، ورصدت أهدافا محتملة في قطر والكويت وقد تنتقم بضرب حلفاء أميركا في الشرق الأوسط.وذكرت مصادر أن "طهران أبلغت موفدا عمانيا وصل إلى إيران، أنها غير مهتمة بأي وساطة فغادر من دون لقاء أي مسؤول"، بينما زعم رئيس مركز الدراسات الستراتيجية في الجيش الإيراني بوردستان أن "الأميركيين وسّطوا 16 دولة، كي لا تقدم إيران على رد شديد".كما رفضت طهران وساطة قطرية، فقد كشف القائد في "الحرس الثوري" محمد رضا نقدي عن أن بلاده أبلغت وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن أن "تبعات مقتل سليماني ستكون موجعة للأميركيين، وقرار الرد اتخذ ولا رجعة فيه، وننصح الولايات المتحدة ألا تتعب نفسها بإرسال وساطات".في غضون ذلك، نظم عشرات الآلاف من الإيرانيين مسيرات في الأهواز، بثتها القنوات التلفزيونية الإيرانية على الهواء مباشرة، حيث تم نقل جثة سليماني من بغداد إلى مدينة الأهواز، صباح أمس، تمهيداً لدفنها في مدينة كرمان مسقط رأسه غدا، بينما تخطط مدن إيرانية عدة لتنظيم مسيرات جنائزية في الأيام المقبلة.من جانبه، وصف وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي اغتيال سليماني، بأنه "خطوة غبية وجريمة إرهابية لم نر مثيلا لها في التاريخ"، فيما أعلن الناطق باسم الخارجية عباس موسوي التقدم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن، وسانده المدعي العام محمد جعفر منتظري بالقول: "سيتم متابعة قضية اغتيال سليماني عبر المحافل الدولية".