بغداد - وكالات: بعد أن تحوَّلت ثورة العراق إلى معارك كر وفر بين قوات الأمن والمحتجين في عموم البلاد، برزت حرب من نوع خاص للسيطرة على الجسور في بغداد، أمس، تبادل خلالها المحتجون وقوات الأمن السيطرة على الجسور المهمة في العاصمة. وأطلقت قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق محتجين تجمعوا على جسر الشهداء وسط العاصمة، والذي أغلقه المحتجون، أول من أمس، أعلنت قيادة عمليات بغداد، إعادة فتح جسر باب المعظم مقابل مدينة الطب بعد إغلاقه من قبل متظاهرين.وقتلت قوات الأمن نحو 13 محتجا بالرصاص خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، متخلية عن ضبط النفس الذي مارسته نسبياً على مدى أسابيع، وأغلقت البنك المركزي والفرع الرئيس لمصرف الرافدين في شارع الرشيد، إثر اقتراب المتظاهرين من منطقة المصارف الرئيسة في العاصمة.من جانبه، هدد المتحدث باسم الجيش عبدالكريم خلف، بأنه سيتم اعتقال أي شخص يحاول قطع الطرقات، متوعداً أن "أي عملية قطع للجسور سيتم التعامل معها بحزم".
ودعا المتظاهرين إلى عدم الاقتراب من القواعد العسكرية، مشيراً إلى أن خسائر الاقتصاد الناجمة عن إغلاق ميناء أم قصر في البصرة، بلغت نحو ستة مليارات دولار.وبينما واصل المحتجون إغلاق ميناء أم قصر، أغلق متظاهرون مدخل مصفاة الناصرية، أمس، وسط محاولتهم منع ناقلات النفط من دخول المصفاة، ما تسبب في نقص الوقود في جميع أنحاء محافظة ذي قار، فيما عززت السلطات الأمنية إجراءاتها حول الحقول النفطية والموانئ في محافظة البصرة، خشية من سيطرة المتظاهرين عليها.في غضون ذلك، طالبت الولايات المتحدة الحكومة العراقية، بالتفاعل عاجلاً مع المواطنين المطالبين بالإصلاح، مشيرة إلى أنه لا مستقبل للعراق بقمع إرادة شعبه.وشجبت السفارة الأميركية في بغداد في بيان، "قتل وخطف المحتجين العزل وتهديد حرية التعبير ودوامة العنف الدائر"، مشددة على ضرورة "أن يكون العراقيون أحراراً لاتخاذ قراراتهم الخاصة بشأن مستقبل بلدهم".