عواصم - وكالات: تحولت الحرب في الحديدة بين القوات اليمنية والانقلابيين إلى حرب شوارع بالمدينة، فيما وجهت الأمم المتحدة نداء جديداً من أجل "اتخاذ خطوات فورية لإنهاء معاناة المدنيين".وقالت منسّقة عمليات منظمة "سيف ذي تشيلدرن" في الحديدة مريم الدوغاني إن "الوضع صعب"، مضيفة إن "أصوات الاشتباكات تقترب أكثر يوماً بعد يوم ونحن نسمع أصوات الطيران وتبادل إطلاق النار من دون توقف".وقال شهود عيان إن "الحوثيين يستخدمون المدفعية ... لقصف القوات المتقدمة ... نخشى أن تبادر القوات المهاجمة بدورها إلى استخدام المدفعية، ما قد يعني أن المدنيين هم من سيدفع الثمن الأغلى".من ناحيتها، قالت مصادر عسكرية إن المواجهات في شرق المدينة "عنيفة جداً"، وأن القوات الحكومية تستقدم تعزيزات إلى مواقعها في هذه الجبهة، مضيفة إن الاشتباكات في شرق المدينة تدور عند طريق رئيسي محاذ لحي سكني يربط وسط الحديدة بصنعاءوأشارت إلى أن المعارك التي تشارك فيها مروحيات "أباتشي" تابعة للتحالف "تتحول في هذا الموقع إلى حرب شوارع"، موضحة أن المتمردين يستخدمون "القناصة بشكل كثيف وقذائف الهاون التي يطلقها المتمردون تتساقط كالمطر".وأوضحت أن القوات الحكومية تواجه خلال محاولة تقدمها "ألغاماً كثيرة، وضعت في البراميل والخنادق وعلى الطرقات ... يؤدي بعضها أحياناً إلى تدمير أكثر من آلية".وفي جنوب غرب المدينة، دارت اشتباكات متقطعة، حيث تحاول القوات الحكومية التوغل شمالاً على الطريق الساحلي باتجاه الميناء، فيما سيطر الجيش على "مجمع إخوان ثابت" في الحديدة.وأعلنت مصادر أمس، مقتل نحو 50 من الحوثيين، وإصابة عشرات آخرين في مواجهات مع المقاومة اليمنية المشتركة وغارات التحالف العربي في الحديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.وقالت إن قوات المقاومة تمكنت من تمشيط مستشفى 22 مايو وشارع الخمسين من الميليشيات الحوثي. وحمل التحالف الحوثيين مسؤولية استخدام المدنيين كدروع بشرية.
وفي الضالع، أعلن الجيش أمس، أسر قيادي حوثي بارز في منطقة بيت اليزيدي يدعى محمد عبدالله الشامي.على صعيد آخر، أكد محافظ صعدة اللواء هادي طرشان الوايلي ليل أول من أمس، أن الجيش تمكن من تطهير نحو 50 في المئة من المساحة الجغرافية للمحافظة من الحوثيين.من ناحية ثانية، أعرب وزير الإعلام اليمني المنشق عن الحوثيين عبد السلام جابر في مؤتمر صحافية بالرياض، أمس، عن سعادته لانضمامه للقوى الوطنية بعد أعوام من البقاء تحت هيمنة الميليشيات في صنعاء.وقال إنه "لولا تدخل قوات التحالف العربي لتحول شعب اليمن إلى مجتمع خاضع يدين بالولاء لمن لا يستحق الولاء (مليشيات الحوثي)".وأضاف إن "وصولنا إلى الرياض يفتح أبواباً أوسع للعمل على إعادة الشرعية لليمن، الذي تعرض لنكبة فاقت قدرة اليمنيين على الاحتمال لما تمارسه الميليشيات في صنعاء، ونشكر قيادة الشرعية على ما بذلته لتأمين وصولنا من صنعاء إلى عدن ومن عدن إلى الرياض".وأشار إلى أن "شعب اليمن يتعرض منذ 21 سبتمبر العام 2014، لحالة من القمع والهيمنة"، واصفاً ما يحدث في اليمن بأنه أخطر من الانقلاب.وكشف عن أنه كان من بين الفريق الذي أجبر على ممارسة حملة التضليل، داعياً زملاءه في القوى الوطنية إلى الالتحاق بسرعة بالقوى الشرعية، كما دعا اليمنيين في الحديدة إلى الالتحاق بالشرعية.وأكد أن "الحوثيين يلفظون أنفاسهم الأخيرة"، معرباً عن أمله في أن يعود اليمن إلى الحاضنة العربية، مشيراً إلى أن "الانقلابيين يحولون مؤسسات الدولة إلى جزر لهم".