الأخيرة
حرروا محولاتنا!
السبت 20 يوليو 2019
5
السياسة
طلال السعيدما لم تتم سرقة "كيبلاته" من محولات وزارة الكهرباء والماء تم احتلاله، وتحول الى بيت سكن كامل الخدمات، تم احتلاله من دون وجه حق من قبل ناس قدموا الينا من بلاد يسكنون فيها في المقابر، حيث يقوم حارس المقبرة في بلادهم بتأجير حوش القبر على من ليس له سكن، فيعيش فيه حتى قيل ان الذين فوق الارض اكثر من الذين تحت الارض في مقابرهم. الغريب انه اذا مات أحدهم يدفن في مكان آخر، فالقبر الذي يسكنه هو للسكن بالإيجار فقط، وليس للدفن، وللعلم لكل قبر إيجاره فلقبورالباشوات أسعار تختلف عن إيجارات قبور العامة، لذلك فالسكن في" محول الكهرباء" أحسن ألف مرة من سكنى القبور، فلا تستغرب اذا رأيت إحدى العائلات تحتل محول الكهرباء في منطقة من مناطق الكويت، خصوصا الجديدة منها، وتحوله بيتا تسكن فيه من دون ايجار، ولا دفع فواتير كهرباء وماء، وتسير الامور بالستر، فلن يكتشف الامر، ولا يتصور أحد ان محول الكهرباء الذي تم تصويره، وتم تداول الفيديو هو المحول الوحيد المحتل، فهم يحتلون اغلب محولات الدولة، ويقلدون بعضهم بعضا، وهذا المحول بالذات اكتشفه، وقام بتصويره مواطن، وليس الاجهزة الحكومية، هذا للعلم فقط. ليست محولات الكهرباء هي المحتلة فقط، فهناك احتلال آخر لغرف حراس الحدائق العامة، مثل حديقة الأندلس التي لا تعرف من يسكن غرف الحراسة من كثرة من يدخل ويخرج منها، وهناك مرافق كثيرة محتلة تحتاج الى تحريرها من مغتصبيها، حتى بيوت الأئمة والمؤذنين، ومقار اللجان الخيرية في المناطق في المباني الحكومية محتلة هي الاخرى، تنبعث منها روائح الطبخ وقت الوجبات، حتى واللجان مغلقة في غير وقت الدوام!هم يتكاثرون في كل مكان لهم رجل فيه، فما يلبث الحارس ان يصبح اثنين وثلاثة، أو عائلة لا تدري من أين قدمت، ثم ما تلبث ان تجد سيارات امام الأبواب، لا تعرف كيف تم شراؤها، ولا تعرف كيف استخرجت رخص القيادة لأشخاص لا تنطبق عليهم الشروط؟لا تعرف ايضا لأي غرض تستخدم تلك السيارات، ما لم تكن تحمل الركاب، او توصل الطلبات، المهم انهم يتناوبون العمل عليها من المباني الحكومية التي تستغلها بعض اللجان الخيرية في أرقى مناطق الكويت، حتى انهم يقومون ببناء الملاحق في بيوت الأئمة، بغياب الرقابة، ويقومون بتأجيرها على ابناء جلدتهم، فلا الحدائق العامة سلمت ولا المحولات سلمت، ولا مساكن "الاوقاف" ومقار اللجان الخيرية سلمت، فكلها تستغل اسوأ استغلال، والحكومة منشغلة عنها، وأجهزتها غائبة أو مغيبة، ولم يعد المواطن خفيرا كما كان في السابق، والوافد وشركاه من الوافدين ينهبون ويستغلون وظائفهم على اساس ان الديرة ليست ديرة ابوهم! لعل اكتشاف السكن في المحول يفتح عيون الدولة على أماكن اخرى يتكاثر فيها غير المرغوب فيهم، ولن ندخل بالتفاصيل..زين.