جثامين الضحايا تفحَّمت واختلطت بمتعلقاتهم ولم يتم التعرف عليها والشهود رووا مشاهد مرعبةالقاهرة - وكالات: لحظات رعب مروّعة عاشها مرتادو محطة مصر بوسط القاهرة أمس، مع تكرار مشهد حوادث القطارات المفزعة، إثر اصطدام جرار أحد القطارات بالمصدات الخرسانية بنهاية الرصيف داخل المحطة، ما أوقع 20 قتيلا تفحمت جثامينهم بصورة اعترفت معها وزيرة الصحة المصرية هالة زايد بصعوبة التعرف على أصحابها، فضلا عن إصابة 43 اخرين جراء اندلاع النيران بسرعة في القطار.وفيما أمر الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكومة بفتح تحقيق عاجل في الحادث، أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي الذي هرع على الفور إلى مكان الحادث وزار المصابين لاحقا قبول استقالة وزير النقل هشام عرفات، وتعهد بتحقيق شفاف ومعاقبة المتسببين، بينما فتحت مستشفيات القاهرة أبوابها لاستقبال المصابين وأعلنت حال الطواريء والاستنفار بين أجهزة الحكومة كافة، وروى شهود العيان تفاصيل مروعة.وكانت هيئة السكك الحديد أعلنت "أن جرار وردية رقم 2302 بمحطة مصر انحدر واصطدم بالمصدات الخرسانية الموجودة بنهاية الرصيف رقم 6 بالمحطة، ما أدى الى اندلاع حريق وحدوث حالات وفاة واصابات".وأظهرت لقطات فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ومأخوذة من كاميرا أمنية داخل محطة مصر للقطارات، الجرار وهو يدخل مسرعا الى رصيف رقم 6 قبل أن يرتطم بمصدات وحاجز في نهايته، بينما كان ركاب يسيرون وهم يحملون أمتعتهم. وأظهرت لقطات كاميرا أمنية أخرى أشخاصا يهرعون من موقع الحادث والنار تمسك بملابسهم. وارتفعت أعمدة الدخان فوق محطة مصر بميدان رمسيس في وسط القاهرة. وداخل المحطة كان الجرار المتفحم مائلا على أحد جانبيه بجوار أحد الارصفة.وذكرت مصادر أمنية أنه لا توجد أي إشارة على أن الحادث متعمد، بينما قال وزير النقل إن خزان وقود الجرار الذي يعمل بالديزل انفجر، وعلقت وزارة النقل حركة وصول وانطلاق القطارات من محطة مصر لفترة وجيزة قبل أن تعلن انتظام حركة القطارات بالمحطة، فيما عدا الرصيف الذي وقع عنده حادث الجرار.
وقال شاهد عيان "شاهدت شخصا يلوح من الجرار في بداية دخوله الى الرصيف ويصرخ قائلا لا توجد فرامل /مكابح/. قبل أن يقفز من الجرار"، بينما قال آخر إن "المشهد كان مرعبا".وفي مستهل مؤتمر صحافي مع نظيره الألباني ألير ميتا، عقب محادثات بينهما بقصر الاتحادية، توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتعازي لأسر الضحايا، وأصدر توجيهاته للحكومة بمحاسبة المتسببين.من جانبه، استهل مجلس الوزراء اجتماعه الأسبوعي بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الضحايا، بينما وجه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بفتح تحقيق فوري، وشكّل لجنة لإعداد تقرير فني، مشدداً على أن أي إهمال أو تقصير سيواجه بحساب عسير.وأكد أن الحكومة لن تقف مكتوفة أمام أي تقاعس، موجها بفتح تحقيق عاجل وتشكيل لجنة لتحديد المتسبب، فيما أمر النائب العام المصري نبيل صادق بانتقال محققين من النيابة العامة الى مكان الحادث للوقوف على ملابساته واتخاذ ما يلزم من اجراءات.ولوّح البرلمان باستخدام أدواته كافة لمعاقبة المتسببين، وأكد وكيل مجلس النواب سليمان وهدان، أن البرلمان سيستدعي كل المسؤولين وعلى رأسهم وزير النقل ورئيس هيئة السكة الحديد، مشيرا إلى أن مصر كانت ثاني دولة في العالم يوجد بها سكة حديد، ولكن نتيجة للإهمال والفساد تراجع أداء الهيئة.ميدانيا، أعلنت وزيرة الصحة هالة زايد وفاة 20 وإصابة 43 آخرين، مؤكدة من موقع الحادث أن معظم الجثث متفحمة بصورة يصعب التعرف فورا على أصحابها، ووجه محافظ الجيزة أحمد راشد برفع درجة الاستعداد القصوى بالمستشفيات كافة.وأمر وزير العدل حسام عبد الرحيم، برفع درجة الاستعداد بمصلحة الطب الشرعي، بينما أمرت رئيس هيئة النيابة الإدارية أماني الرافعي بتحقيق عاجل، وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي أن فرق الإغاثة بالهلال الأحمر المصريقدمت الدعم للضحايا وذويهم.وبينما نعى الأزهر الشريف وإمامه الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب ضحايا الحادث، توالت التعازي الدولية والمحلية، وأعرب سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر ايفان سوركوش عن خالص عزائه ومواساته، وقدمت الكويت والأردن وبريطانيا ومنظمة التعاون الإسلامي عزاءها.