الدولية
"حزب الله" اللبناني يدير ميليشيات إيران في العراق بعد مقتل سليماني
الأربعاء 12 فبراير 2020
5
السياسة
بغداد - وكالات: عقد "حزب الله" اللبناني، اجتماعات عاجلة مع قادة فصائل عراقية مسلحة، وذلك لتوحيد صفوفها في مواجهة فراغ كبير خلفه مقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني.وكشف مصدران عراقيان على دراية بتلك الاجتماعات، أمس، عن ظل سليماني في العراق، ورجله أو خليفته الموقت، محمد الكوثراني، المنتمي لـ "حزب الله".وقال المصدران، إن "حزب الله" تدخل عبر كوثراني للمساعدة في ملء الفراغ الذي تركه سليماني، فيما يتعلق بتوجيه الميليشيات العراقية المسلحة.وأضافا ان سليماني أوغل في الأزمة في الشهور التي سبقت اغتياله وعقد اجتماعات مع الجماعات المسلحة العراقية في بغداد في الوقت الذي سعت فيه طهران للدفاع عن حلفائها ومصالحها في صراعها على النفوذ مع الولايات المتحدة.وأشارا إلى أن الاجتماعات بين "حزب الله" وقادة الجماعات العراقية بدأت في يناير بعد أيام فقط من اغتيال سليماني، وأضاف أحدهما ان الاجتماعات عقدت في بيروت، فيما قال الآخر إنها عقدت في إيران.وأوضحا أن الكوثراني وبخ الميليشيات العراقية لتقاعسها عن التوصل لخطة موحدة لاحتواء الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة والقوات شبه العسكرية التي تهيمن عليها، مشيرين إلى أن الكوثراني حض أيضاً على تشكيل جبهة موحدة في اختيار رئيس وزراء جديد للعراق.من جانبه، أكد مسؤول إقليمي موال لإيران، إن توجيه "حزب الله" للميليشيات المسلحة في العراق سيستمر إلى أن تتولى القيادة الجديدة في "فيلق القدس" التعامل مع الأزمة السياسية في العراق.في المقابل، ألمحت مصادر عراقية مطلعة إلى احتمال نشوب "حساسيات" بين الكوثراني وبعض تلك الميليشيات. وقالت: "يرى الكثير من قادة الفصائل أنفسهم أكبر كثيراً وأهم من أن يأخذوا الأوامر... حالياً وبسبب ضغوط من إيران فإنهم يتعاونون معه، لكني أشك في أن هذا سيستمر ويعرف الإيرانيون ذلك".من ناحية ثانية، أعلنت قيادة عمليات بغداد في بيان، أمس، أنها بدأت في إعادة فتح جسر السنك في بغداد والساحات القريبة منه، كما حصرت مكان المظاهرات في ساحة التحرير وسط بغداد.وذكرت أنها "ستستمر بواجباتها لتأمين وحماية مصالح المواطنين الخاصة والعامة وحركة السير في بغداد".وحذرت "المتظاهرين السلميين" من "الاندفاع إلى خارج ساحة التحرير أو استخدام الوسائل التي تدخل في مجال العنف ضد القوات الأمنية"، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات قانونية بحق كل من تسبب بقطع طرق أو عمليات حرق.وأعاد المتظاهرون أمس، إغلاق الطرق المؤدية إلى جسر السنك وساحة التحرير بالإطارات المشتعلة، بعد أن عمدتن القوى الأمنية إلى فتح طرقات العاصمة صباحاً.وفي سياق آخر، تنطلق اليوم الخميس، مليونية نسوية في بغداد، توقع الداعون إليها أن تكون الأولى والأكبر من نوعها في تاريخ البلاد، وذلك "للتأكيد على دور المرأة الفاعل الذي ظهر في كل المواقف الوطنية، وكانت لها البصمة التي يفخر بها كل عراقي أصيل منذ اليوم الأول من انتفاضة أكتوبر".وذكرت لجنة التظاهرات في بيان، أن "هذه المسيرة هي وفاء للعراق وللقتلى، وفي مقدمهم سارة طالب، وهدى خضير وزهراء القره لوسي وجنان الشحماني، اللواتي اغتالتهن عناصر مسلحة لنشاطهن في التظاهرات".في غضون ذلك، قال السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هايكي على حسابه بموقع "تويتر"، أمس، إنه لا يمكن استمرار عمليات الاغتيال والخطف في العراق.وأضاف إنه "شعر بالصدمة عقب مقتل المشرف العام لقناة الرشيد الفضائية نزار ذنون، على يد مسلحين مجهولين"، مشيراً إلى أن حرية التعبير هي حق أساسي من حقوق الانسان، علاوة على أنها حق يجب أن تفتخر به الأمة.على صعيد آخر، أعلن المتحدث العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء عبدالكريم خلف أمس، تشكيل وفدين عراقيين للتفاوض مع حلف شمال الأطلسي "الناتو"، لإيجاد نافذة جديدة للتعاون.وقال: إن "الحكومة العراقية لديها خيارات عدة لتحديد شكل العلاقة مع حلف الناتو"، مضيفاً ان "هذه الخيارات ما زالت قيد النقاش والمحادثات، لأنها ترتبط مع دول عدة داخل التحالف وليس دولة واحدة".وشدد على أن "العراق يبحث عن آلية تعاون جديدة، تعمل وفق شراكة يحترمها الجميع وتحترم سيادة العراق".في غضون ذلك، اجتمع وزراء دفاع "الناتو" في بروكسل، أمس، لبحث تعزيز مهمة التدريب التابعة للحلف في العراق.وتوقع أمين عام "الناتو" ينس ستولتنبيرغ، أن يعيد الحلف تثبيت التزامه بمهمة التدريب التي يقوم بها في العراق وأنه "مستعد لتقديم مزيد من الدعم".وقال: إن "الأمر مهم إلى حد كبير بألا يعود تنظيم داعش على الإطلاق".إلى ذلك، أعلن نائب قائد العمليات المشتركة الفريق عبدالأمير يارالله أمس، انطلاق عملية عسكرية "للقضاء على بقايا الإرهاب" بمحافظة الأنبار والمناطق القريبة من الحدود مع سورية والأردن، في إشارة إلى فلول تنظيم "داعش".