"حزب الله" رفض عدم الرد مقابل وقف العقوبات الأميركية على لبنان

بيروت ـ"السياسة" : فيما غابت كلياً تحركات الجيش الإسرائيلي الميدانية على الحدود مع لبنان، خشية استهداف وحداته من جانب "حزب الله" الذي يتحين الفرصة للرد على خرق الضاحية الجنوبية لبيروت، وخصوصا قبيل كلمة أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله، التي ألقاها أمس، سجل إطلاق الجيش الاسرائيلي، أمس، لنحو 30 قنبلة مضيئة فوق الخط الحدودي الممتد من الغجر وحتى مرتفعات شبعا وكفرشوبا، كما اطلقت مواقع السماقة والعلم والمرصد رشقات رشاشة ثقيلة بشكل عشوائي، وتردد في قرى العرقوب دوي سلسلة انفجارات مصدرها داخل مزارع شبعا المحتلة احصي منها 12 انفجارا، حيث نفذ الإسرائيليون، عملية تمشيط واسعة داخل مزارع شبعا المحتلة.
وتزامن ذلك مع إرسال إسرائيل تعزيزات عسكرية من المدفعية إلى الجبهة الشمالية، كما اعلنت البحرية الاسرائيلية التأهّب تحسُباً لرد "حزب الله"، وقررت السلطات الإسرائيلية اغلاق المجال الجوي على طول الحدود مع لبنان أمام الرحلات الجوية المدنية، وكذلك إغلاق مطار كريات شمونة، ووقف جميع عمليات الإقلاع والهبوط.
وأشارت مصادر أمنية، إلى نجاة جنود باليونيفيل من قذيفة ضوئية عيار 155 ملم سقطت في موقعهم بمزرعة بسطرة قرب كفرشوبا.
سياسيا، دعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري، "أمل" للبقاء على الجهوزية والاستعداد لإفهام العدو أن أرض لبنان وكل شبر منه مقاوم، مشددا على أننا "لن نسمح لإسرائيل بترميم صورتها الردعية في الشرق الأوسط على حسابنا"، مشيراً إلى أن "نتانياهو يحتاج لنصر معنوي قبل الانتخابات"، مشدداً على أن "عبارات الادانة وحدها لم ولن توقف إستباحة إسرائيل وعدوانيتها المتواصلة".
وقال بري في ذكرى إختفاء الامام موسى الصدر: "وحدهم المقاومون يملكون سر المعادلة التي تعيد للامة اعتبارها مع إشادتي بالوحدة التي أظهرها كل اللبنانيين بعد الاعتداء، لا سيما موقف عون والحريري".
في سياق اخر، وبعد وضع الإدارة الأميركية بنك "جمال ترست" على القائمة الأميركية لممولي الإرهاب هذا الأسبوع، أخبر مسؤول أميركي بارز صحيفة "ذا ناشيونال"، أن جهود واشنطن تهدف إلى "طرد حزب الله من النظام المالي اللبناني"، مضيفا أن جهود العقوبات ستستمر وتتكثف.
وكشف أن علاقات "جمال بنك" تتجاوز "حزب الله"، وتمتد إلى شبكة أكبر من الوكلاء الإيرانيين.
وعندما سئل عن مخاوف من انتقام "حزب الله" ضد المصالح الأميركية أو المصرفيين اللبنانيين، بدا المسؤول واثقًا من أن الجميع يفهمون الخطوط الحمراء الأميركية.
دبلوماسياً، تلقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل اتصالاً من وزير خارجية المانيا هايكو ماس، أعرب فيه عن "رغبة بلاده وسعيها للحفاظ على الاستقرار في لبنان"، بينما أبلغ باسيل نظيره الالماني أنه يقدر جهوده، وأن "لبنان هو الذي يريد الاستقرار، لكن "اسرائيل" هي التي تعتدي على لبنان، وهي انتقلت من ارتكاب مئة وخمسين خرقاً جويا وبحرياً وبرياً في الشهر الى مئتين وخمسين خرقاً".
واضاف باسيل أن "ما جرى هو اعتداء بواسطة الطائرات المسيرة في قلب الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، وهو سابقة خطيرة جداً لا يمكن للبنان القبول بها".
وأكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، "أننا الآن أمام تحد أن نعيد هذا العدو الى انضباطه وإلى سجنه في معادلة الردع التي أسرناه فيها طوال الفترة الماضية".
وكشف رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب، أن مسؤولا لبنانيا أبلغ قيادة "حزب الله" أنه إذا لم ترد على الاعتداء الإسرائيلي الأخير في الضاحية الجنوبية لبيروت، فإن واشنطن لن تتخذ عقوبات ضد مؤسسات لبنانية.وقال وهاب ، إن "قيادة المقاومة رفضت مقايضة عدم الرد على إسرائيل في مقابل عدم فرض العقوبات الأميركية"، موضحا أن "المقاومة لا يمكن أن تسمح باستمرار استهداف بيئتها عن طريق العقوبات الأميركية". في المقابل، علّق رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميّل على خبر تسليم "حزب الله المسيرتين" للجيش اللبناني بعد أن أنهى معاينتهما، قائلا "خلال هذا الوقت كانت الدولة اللبنانية وأجهزتها تنتظر".