بيروت - "السياسة": في وقت تتزايد المخاوف من حصول انفجار اجتماعي قد لا يبدو بعيداً في ظل التدهور الاقتصادي والاجتماعي المتفاقم، كشفت المعلومات التي توافرت لـ"السياسة" من مصادر موثوقة، أن رسائل ديبلوماسية أبلغت إلى المسؤولين اللبنانيين، بضرورة العمل فوراً على تأليف الحكومة؛ لأن المخاوف على الوضع الأمني تكبر، ولا بد من تدارك الأمر، قبل انزلاق المشهد الداخلي إلى ما لا تحمد عقباه، في ظل الخشية من زعزعة الاستقرار الأمني، على خلفية التوتر الاجتماعي والحياتي السائد.وأشارت المعلومات إلى أن الرسائل الديبلوماسية حذرت المسؤولين اللبنانيين، من وجود إشارات لا تحمل على التفاؤل من مغبة عودة الفوضى إلى لبنان، إذا لم يبادر مسؤولوه إلى الإسراع في تحصين الوضع الداخلي، من خلال تشكيل حكومة موثوقة مستقلة قادرة على كسب ثقة المجتمع الدولي، مشيرة إلى أن الوضع الإقليمي غير مريح مع تزايد التهديدات الإسرائيلية لإيران، والتي قد تقود في حال تصاعد التوتر إلى القيام بعمل عسكري ضد المنشآت الإيرانية النووية، ما يوجب على لبنان اتخاذ كل الإجراءات لتحصين نفسه من الأسوأ.وفي وقت يعول على دور لـ"حزب الله" في حلحلة العقد الحكومية، بالضغط على رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، بعد وصل الجميع إلى الطريق المسدود، زار وفد من الحزب برئاسة رئيس كتلته النيابية النائب محمد رعد، موسكو، أمس، والتقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بحضور نائبه ميخائيل بوغدانوف وأعضاء طاقم وزارة الخارجية.وقد دام اللقاء 40 دقيقة، حيث قال النائب رعد بعد اللقاء: "كان اللقاء ودياً وصريحاً وتم البحث في تطورات أوضاع لبنان والمنطقة، وكيفية تثبيت الإستقرار وتعزيز الإنجازات التي تحققت بفعل مواجهة الإرهاب في سورية ولبنان، وما يمكن أن تقوم به روسيا بدعم للشعوب الصديقة في المنطقة وخصوصا في لبنان". وأضاف: "كما عرض في السياق الوضع الحكومي في لبنان وحرص حزب الله على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، وفق ما يعبر عن إرادة الشعب اللبناني وهو مفتاح الاستقرار وبداية معالجة الأزمات".
وأشارت معلومات "السياسة"، إلى أن وفد "حزب الله"، سمع كلاماً روسياً بضرورة التدخل لدى رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي، لتسهيل مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري الذي يجهد لتشكيل حكومة اختصاصيين غير حزيية، باعتبار أن موسكو تتفهم وجهة نظر الرئيس الحريري، لناحية عدم حصول أي طرف على الثلث المعطل.وأفادت مصادر ديبلوماسية مطلعة على ما جرى خلال الاجتماع "أن الجانب الروسي أكد على ضرورة تثبيت الإستقرار وتعزيز الإنجازات الأمنية على نفس السياق والنموذج السوري"، بما يعني تواجد أمني روسي في شوارع لبنان، مثل ما هو جاري حاليا في سورية. وقد اعتبر النائب محمد الحجار، ان "ما يحصل في لبنان هو تلاقي إرادتين على تعطيل تأليف حكومة جديدة".وقال: "هناك إرادة لدى فريق رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بعدم السماح بتشكيل حكومة جديدة لا يكون من خلالها لهذا الفريق قدرة تحكم كامل بقرارات الحكومة عبر ثلث معطل واضح أو مستتر، ويستطيع من خلالها ضمان المستقبل السياسي لباسيل الذي يجهد لتحسين ظروف ترشيحه لرئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية عمه العماد ميشال عون".وأضاف: "هناك إرادة ثانية تلتقي مع الإرادة الاولى وإن اتخذت بعدا آخر، هي إرادة "حزب الله"، غير المستعجل على ما يبدو، لتشكيل الحكومة كون إيران غير مستعجلة لذلك، وهي تريد الإمساك بالورقة اللبنانية بهدف استخدامها على طاولة مفاوضاتها مع أميركا والدول الغربية في ملفات النووي والصواريخ البالستية، أي نفوذها في المنطقة، وبالتالي لا تريد حكومة قبل أن تقبض ثمن تسهيل ولادتها وتعتمد بذلك على حزب الله الذي يستند بدوره إلى التعقيدات التي يطرحها فريق عون- باسيل ويستفيد منها لتأخير تأليف الحكومة وبالتالي بقاء الورقة اللبنانية في يد إيران".إلى ذلك، ومع استمرار تدهور سعر الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي الذي تشير التوقعات إلى أنه سيواصل ارتفاعه إلى ما يقارب الـ15000 ألف ليرة، دون أن تنجح كل المعالجات في لجمه، أقفلت، أمس، محال تجارية في سوق صيدا أبوابها، بعدما لامس صرف الدولار عتبة ال13 الف ليرة لبنانية، ووضعوا ملصقات صغيرة على جرارات أبواب محالهم الخارجية كتبت عليها عبارة " مقفل لعدم رغبتنا برفع الأسعار".إلى ذلك، أشار نائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني بعد لقائه مع وفد من "القوات اللبنانية" مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، من دار الفتوى، إلى "أننا أطلعناه على تفاصيل موقفنا الداعي إلى انتخابات نيابية مبكرة لإعادة تكوين السلطة بهدف إيجاد مخرج لهذه الأزمة التي حلّت بلبنان". وشدَّد على أن "الطريقة الوحيدة لاسترجاع الثقة بالسلطة هي أن يقول الشعب كلمته ويتّجه إلى انتخابات تكون بمثابة استفتاء جماعي".