"حزب الله" لمعادلة فرنجية أو الشغور .. والمعارضة ترفض المقايضة الفرنسية

بيروت ـ من عمر البردان:

مع استمرار تمسك فرنسا بمرشح "الثنائي الشيعي" سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، رغم تراجع حظوظه، لأسباب داخلية وخارجية، فإن ما صدر عن المسؤولين في " حزب الله" يؤشر وفق معلومات "السياسة"، إلى تخوف من أن يعمد الحزب، إلى تكرار تجربة العهد السابق، وتعطيل الانتخابات لما يقارب السنتين ونصف السنة، حتى تمكن من فرض ميشال عون رئيساً، مشيرة إلى ان هذا الفريق نفسه لن يتردد، في استخدام الأسلوب نفسه، لفرض فرنجية، وإن استمر الشغور مدة طويلة.
وإذ تحذر أوساط بارزة في المعارضة من هذا التوجه الذي يعمل عليه الحزب مع حلفائه، فإنها أكدت لـ"السياسة"، رفضها المخطط الفرنسي الذي يعمل من أجل إجراء مقايضة بين الرئاستين الأولى والثالثة، أي انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، مقابل نواف سلام رئيساً للحكومة. وهو أمر لا يمكن أن يرى النور، وفقاً للأوساط نفسها، باعتبار أن عهد فرنجية، سيكون استكمالاً للعهد السابق الذي أوصل لبنان إلى الحضيض على حد وصفها.
وفيما تتجه الأنظار إلى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرياض، للقاء كبار المسؤولين السعوديين وفي مقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يتوقع أن يزور السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، للبحث في تطورات الاستحقاق الرئاسي، وذلك في ظل بقاء الموقف السعودي على حاله من المواصفات التي يفترض أن يتمتع بها رئيس الجمهورية المقبل وأن يكون من خارج الإصطفافات.
وفي السياق، أكّد جعجع أنه لا يوجد انفراج قريب في ملف الاستحقاق الرئاسي، مدللا على ذلك بكلام نائب أمين عام حزب الله عن الإنتخابات، موضحا ان حزب الله يطرح معادلة واضحة وهي إمّا مرشحه أو الفراغ، لافتا إلى انه لا صحة لتغيير الموقف السعودي أو الأميركي، قائلا إنه في حال إنتخاب فرنجية ستقفل الأبواب أكثر في وجه لبنان أمام الدول العربية، وشدّد جعجع على أنهم, قادرون على تعطيل نصاب جلسة انتخاب الرئيس في حال تأمن 65 صوتاً لمرشح حلف الممانعة، مشيرا إلى ان ذلك سيحصل حتى من دون كتلة "لبنان القوي"
وبانتظار حصول توافق بين قوى المعارضة على اسم بديلا لميشال معوض، أعرب النائب "التغييري" غسان سكاف عن تفاؤله بالوصول إلى خواتيمه السعيدة، معلنًا مبادرته الثانية، موضحًا أنّ المبادرة الثانية بدأت منذ نحو عشرة أيام تهدف إلى إيجاد مرشحين متواجهين، لافتًا إلى التوازن السلبي في المجلس النيابي، وبالتالي على النواب المعارضين الـ 45 ونواب الممانعة الـ 45 إقناع النواب المترددين الـ 30، آملًا حسم الخيارات نهاية الاسبوع.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين عن إجلاء 52 شخصًا من مدينة بورسودان.
وفي حين نفى وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار، أن يكون حصل إبعاد قسري للنازحين السوريين من لبنان، أشارت المعلومات إلى أن عملية ترحيل لنازحين سوريين من قبل الجيش اللبناني، تمّت في عدد من قرى وبلدات عاليه، بينها رشميا التي غادرها نحو 70 سورياً ممّن لا يحملون أوراقاً ثبوتية.
قضائياً، كشفت وثائق مقدمة لمحكمة فرنسية، أن ممثلي الادعاء الفرنسي أبلغوا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أنهم يعتزمون توجيه اتهامات مبدئية له بالتزوير وغسل الأموال تستند جزئيا إلى مزاعم عن تزوير كشوف حسابات مصرفية لإخفاء ثروته.
ورد الاتهام باستخدام كشوف حسابات مصرفية مزورة، والذي لم يكشف عنه من قبل، في وثائق أرسلتها السلطات القضائية الفرنسية إلى سلامة قبل جلسة من المقرر عقدها بفرنسا في 16 مايو، ويعتزم ممثلو الادعاء الفرنسي خلال تلك الجلسة توجيه الاتهامات المبدئية لسلامة وتسميته رسميا بالمتهم