"حزب الله" لمُحازبيه في الخليج: استعدوا للترحيل

"السياسة" ـ خاص:

أصابت الضربة التي وجَّهها جهاز أمن الدولة إلى تنظيم حزب الله -بعد إلقاء القبض على خلية تابعة له في الكويت- بما يُشبه الصدمة. وفيما تواصل أجهزة الأمن تحقيقاتها مع المتهمين الاربعة، ووسط معلومات جديدة عن جمع تبرعات وتصرفات مالية غير قانونية شرع "حزب الله" -الذي بدا وكأنه "يترنح" و"يهذي" تحت تأثير "حصار إقليمي ودولي محكم بدأ يعطي مفاعيله- في الاستعداد لمرحلة صعبة وعسيرة، تحسُّباً لاحتمال ترحيل الموالين له من دول الخليج العربية، فتحت عنوان "التقية" حددت رئاسة المجلس التنفيذي في الحزب 6 إجراءات لمواجهة الأزمة الحالية والتخفيف من آثارها، استناداً إلى معلومات وردتها من مجمع تشخیص مصلحة النظام في طهران.
وتكشف وثيقة للحزب صُنّفت ضمن فئة "سري للغاية"، موجهة إلى أمين عام الحزب حسن نصرلله في الثالث من الشهر الجاري وممهورة بتوقيع رئيس المجلس هاشم صفي الدين، أن المجلس التنفيذي دعا الموالين للحزب، إلى التهجم عليه في الأماكن العامة -إن استدعى الأمر- وإبداء تعاطف مع التيارات المخالفة خلال هذه الفترة، وحذف حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل فوري.
واقترح صفي الدين توجيه لجان الشؤون الاجتماعية في الحزب لوضع خطط استقبال المُرحَّلين من دول الخليج، فيما طلب من اللجان الدولية داخل الحزب توفير فرص العمل في الداخل والخارج لهم، والبحث عن بدائل مناسبة لسكنهم وعملهم وطمأنتهم ومحاولة التخفيف من خسائرهم قدر الإمكان. كما شدد على ضرورة إظهار عدم الاكتراث لترحيلهم من تلك الدول، ذلك أن القرار قد اتخذ، بحسب قوله.
من جهة أخرى، واصل جهاز أمن الدولة التحقيق، أمس، مع خلية "حزب الله" اللبناني، التي قبض عليها في وقت سابق، وكشفت مصادر مطلعة لـ"السياسة" عن تفاصيل جديدة في القضية، مُبيِّنة أنَّ المتهمين الأربعة وهم: "ح. غ، ج.ش، ج.ج، ج.د" كانوا يجمعون تبرُّعات في مسجد الحسين في ميدان حولي.
وأضافت: إنَّ عملية القبض عليهم جاءت عقب متابعة وتحريات مُعمقة، حيث اقتيدوا جميعاً من منازلهم، لافتة إلى أنَّ رجال أمن الدولة دخلوا إلى مكاتبهم المجاورة للمسجد، وحرزوا كلَّ ما فيها من أوراق ومستندات تتعلَّق بنشاطهم.
وأوضحت المصادر، أنَّ جميع هذه المستندات المضبوطة قيد الفحص والتدقيق، فيما التحرّيات مازالت مستمرة جنباً إلى جنب مع التحقيقات القائمة مع المتهمين، مبينة أنها قد تشمل المتبرعين أيضاً لمعرفة ما إذا كانوا على علم بمصير تبرُّعاتهم والجهة التي تحول إليها أموالهم.
وفي شأن التّهم المُوجهة إلى الموقوفين الأربعة، قالت المصادر: إنَّ الملف لم يكتمل بعد، لكن في طليعتها جمع التبرّعات من دون ترخيص، والقيام بنشاط مالي مع كيان محظور التعامل معه وفق القائمة الخليجية والأميركية، من خلال التعاون مع حزب خارجي مُصنف في دول شقيقة بأنه إرهابي، بالإضافة إلى ما يُمكن أن تكشف عنه التحقيقات بما يتعلق بالأموال التي جمعوها والغاية من ذلك وما الجهة التي موَّلوها والتي طلبت منهم جمع المال.
في السياق، نفى النائب السابق خالد الشطي أن يكون قد استُدعي للتحقيق في جهاز أمن الدولة، وأكد في اتصال مع "السياسة" أنه لم يُسْتدع للتحقيق.
إلى ذلك، تصدر الخبر الذي نشرته "السياسة"، أمس، بشأن القبض على الخلية، الوسوم، على موقع "تويتر"، واحتل المركز الأول على مدار اليوم، كما تناقلت المواقع، ووكالات الأنباء العالمية، الخبر نقلاً عن "السياسة"، فيما بدأت أسر المتهمين الأربعة بتشكيل هيئة دفاع من المحامين؛ استعداداً لمثولهم أمام النيابة العامة.