بيروت ـ"السياسة": لا يكفي ما يعانيه لبنان من ممارسات العهد و"حزب الله" التي أوقعته في عزلة عربية ودولية قاتمة، حتى فاقم قرار دولة الإمارات العربية المتحدة وقف منح اللبنانيين تأشيرات دخول، من معاناة اللبنانيين الذين كانوا يتطلعون للسفر إلى الإمارات والعمل هناك، بحثاً عن فرص أفضل، كما هي الحال بالنسبة إلى بقية الدول الخليجية، في ظل خشية من إقدام عدد من هذه الدول على التخفيف من إجازات العمل للبنانيين في العواصم الخليجية، مع ما لذلك من انعكاسات بالغة السلبية على أوضاع لبنان الاقتصادية والمالية التي تزداد سوءًا.ورغم فداحة المأساة فإن العهد ومعه القابضين على السلطة في لبنان، من الذين ينادون ظاهرياً بالسير في التدقيق المالي الجنائي، إنما يريدون من كل ذلك ليس محاربة الفساد وكشف الفاسدين، إنما يريدون بالدرجة الأولى "رأس" حاكم مصرف لبنان رياض، كما تؤكد أوساط سياسية بارزة لـ "السياسة"، وليس أي شيء آخر، وهو ما يدركه الفريق الآخر جيداً، لأنهم يعملون من أجل تغيير النظام المالي والمصرفي في لبنان، وهذا الأمر لا يتحقق إلا من خلال الإطاحة بسلامة وتعيين آخر من الفريق نفسه يحقق لهم ما يريدون. ولذلك لم تقنع موافقة المجلس النيابي على السير بالتدقيق المالي أحداً، باعتبار أن هذه الخطوة تبدو بعيدة المنال، ولا يمكن تحقيقها في ظل وجود هذه الطبقة السياسية.