الدولية
"حزب الله" وحركة "أمل" يحرقان لبنان... والقادم يُنذر بالأسوأ
السبت 13 يونيو 2020
5
السياسة
المشنوق: أهل مدينة بيروت ومُحبُّوها سُنَّةً وشيعةً ودروزاً ومسيحيين سيُدافعون عنها ومن يعِش يرَ ويسمع مطالب الثوار: تسليم السلاح غير الشرعي تطبيق القرارات الدوليةوقف نقل السلاح من سورية والتهريب إليهابسط سلطة الحكومة على كل الأراضي اللبنانيةبيروت ـ "السياسة": كشفت أحداث اليومين الماضيين في لبنان، أن ميليشيات "حزب الله" وحركة "أمل"، أو "الثنائي الشيعي" يرغبان بشدة في حرق بيروت... بل لبنان بأكمله، في مقابل أستمرار السيطرة الإيرانية على الدولة. ولم تقنع العلاجات الترقيعية التي ذهبت إليها الحكومة مرغمة بعد غضب الخميس غير المسبوق، على الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار الأميركي الذي يقف وراءه "حزب الله".ورد الثوار على القرارات الحكومية التي طلبت من حاكم مصرف لبنان رياض سلامه ضح مزيد من العملة الخضراء في الأسواق، بدءاً من يوم غد، بمزيد من التصعيد النوعي في التحركات، حيث أقدم عدد من المحتجين على القيام بإحراق واجهات محال تجارية في ساحة رياض الصلح ببيروت، ومنها مبنى العازارية التاريخي، بحيث عاشت العاصمة، ومعها مناطق لبنانية ليل، أول من أمس، يوماً جديداً من التظاهرات والاحتجاجات، عمد خلالها المواطنون إلى قطع الطرقات وحرق الإطارات ومستوعبات النفايات، تعبيراً عن غضبهم واستيائهم مما آلت إليه أحوالهم الاقتصادية المعيشية، وجرت عمليات كرّ وفرّ بين المحتجين والقوى الأمنية، وكانت وصلت عدد كبير من الدراجات النارية إلى رياض الصلح حيث بدأت معها أعمال الشغب، بإشعال مستوعبات النفايات وقطع الطرقات بالإطارات والاعتداء على الأملاك العامة والمصارف والمحلات.وعملت عناصر الجيش اللبناني على تسيير دوريات راجلة وملاحقة المحتجين وإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، فيما شهدت ساحة عبدالحميد كرامي اشتباكا بين المحتجين من جهة وعناصر الجيش وقوى الامن الذين تعرضوا للرشق بالحجارة وقنابل المولوتوف، وردوا بإطلاق القنابل المسيلة للدموع.ونظم متظاهرون، أمس، وقفة احتجاجية في جونية، بالقرب من ساحة الرئيس فؤاد شهاب، بعنوان "لا لدويلة داخل الدولة، لا للسلاح غير الشرعي"، وطالبوا بـ "تطبيق القرارات الدولية 1559، 1701 و1680 التي هي وحدها قادرة على حل أزمتنا المالية والاقتصادية والسياسية"، وبـ "ترسيم الحدود مع سورية ووقف نقل السلاح منها والتهريب إليها"، وبـ "أن تبسط الحكومة سلطتها على كل الأراضي اللبنانية". وفي الوقت الذي وجهت الاتهامات صراحة إلى الصيارفة التابعين لـ "حزب الله" بالوقوف وراء ارتفاع سعر صرف الدولار الخميس الماضي، إلى حدود سبعة آلاف ليرة لبنانية في السوق السوداء، بعد قيامهم بتهريبه إلى سورية للتخفيف من الضغط على الليرة السورية، اعتبر النائب نهاد المشنوق، أنّ "عدم وقف تهريب المازوت المدعوم، والدولار، إلى سورية، جريمة بحقّ لقمة عيش اللبنانيين". وتوجّه المشنوق، إلى "حزب الله وحلفائه"، بالقول: "مبروك". وأضاف: "تحالف الموتوسيكلات" الذي تذكّر فجأةً أنّه فقير وجائع، بتعليمات مباشرة من قيادته، وبجدول أعمال تدميري محدّد وله أهداف لا علاقة لها بالثورة لا من قريب و لا من بعيد". وزاد: "علينا، نحن أهل المدينة، وناسُها، وسكّانُها، ومحبّوها، سنّةً وشيعةً ودروزاً ومسيحيين، أن ندافع عن مدينتنا ضدّ تدمير الأملاك العامة والخاصّة". وتابع: "بيروت لها رجالها ولها كلمتها ومن يعِش سيرى ويسمع".وقال المكتب الاعلامي في رئاسة مجلس الوزراء، أن "رئيس مجلس الوزراء حسان دياب أجرى اتصالات بقادة الأجهزة العسكرية والأمنية لاتخاذ الاجراءات المناسبة لوقف الاعتداءات على الأملاك العامة والخاصة في وسط بيروت"، مؤكدا أن "ما حصل مرفوض بكل المعايير"، مشدداً على "اتخاذ كل التدابير التي تحمي أملاك الناس والمؤسسات، وقمع كل عمليات التخريب".وغرد الرئيس سعد الحريري، على "تويتر" قائلا: "لاهل الحكم والحكومة ورعاة الدراجات النارية نقول، بيروت ليست مكسر عصا لأحد... لا تجبروا الناس على حماية أملاكهم وارزاقهم بأنفسهم، المسؤولية عندكم من أعلى الهرم الى أدناه ونحن لن نقف متفرجين على تخريب العاصمة". وأضاف: "الذين نظموا ونفذوا هجمات التكسير والتخريب والحرق في بيروت لا يملكون ذرة من اهداف الثورة وقيمها، انهم مجموعات مضللة تنجرف وراء مخطط ملعون يسعى الى الفتنة ولمزيد من الانهيار". إلى ذلك، اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أن "لجم تدهور سعر صرف الليرة لا يكون بخسارة مزيد من الدولارات من المصرف المركزي، والتي أغلب الظن ستذهب إلى سورية".وفي موقف منتقد لأداء الحكومة ورئيسها حسان دياب، رأى نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي أنّ "كمية قليلة من الدولارات اذا تم ضخها أو سحبها من السوق ستؤثر على سعر الصرف"، وقال إنّ "الساحة مباحة لشتى أنواع التدخلات"، رافضاً، رفضاً قاطعاً "اللعب بلقمة عيش المواطن"، ومشيرا الى أنّ "استقرار سعر الدولار يتأثر بالاستقرار الداخلي".من جهتها، غردت النائبة رولا الطبش، عضو كتلة "المستقبل" النيابية، بالقول: "السبت أشعلوا حربا طائفية، الخميس تظاهروا وطنيا ومعيشيا، الجمعة أحرقوا قلب الوطن! ماذا بعد؟ لقد سقط القناع، وظهرت الوجوه السوداء التي لطالما ابتسمت خبثا ورياء، على حقيقتها؛ فمن جاء بهذه الحكومة الدمية، والتي سقطت شرعيتها منذ اليوم الاول، يحاول اليوم زج البلد في أتون نار قيصرية، وكأن على اللبنانيين دفع ثمن جرائم الشقيقة ومغامرات شريك الداخل. بيروت وكل لبنان يحترق".وبدوره، غرد أمين سر تكتل "الجمهورية القوية" النائب السابق فادي كرم، قائلاً: خداع السلطة مستمر، من الاعلان عن إنجازات غير حقيقية الى شعارات كاذبة وانتصارات وهمية الى خطط ورقية الى استدانة لتمويل الفساد، ومعابر تهريب أموال وتبييضها، واليوم كذبة تثبيت الدولار بضخ مدخرات الشعب لنجدة سلطتهم. الحل الوحيد هو بسقوطكم الفعلي بعد السقوط الاخلاقي".وأشار منسق "التجمع من أجل السيادة" نوفل ضو، إلى أنّ "مصرف لبنان لن يضخ دولاراً واحداً في الأسواق إلا من خلال آليته التي تضمن معرفة كافة التفاصيل المتعلقة بالشاري ووجهة الاستعمال والأسباب الموجبة!". وأضاف ضو: "محاولة تمويل مشروع إيران ونظام الأسد مما تبقى من أموال اللبنانيين لن يمرّ خلافاً لكل ما يقال!".كما أشار النائب السابق فارس سعيد، الى أن "حزب الله يقتل لبنان لاستدراج انتباه اميركا".وقال: "ارفعوا وصاية ايران عن لبنان". في المقابل، ولإبعاد الشبهة عن حزبه، لفت عضو كتلة "حزب الله" النيابية، النائب ابراهيم الموسوي، الى انه "يجدر بالحكومة أن تقوم بواجبها لجهة لجم الارتفاع الجنوني لسعر الدولار مقابل الليرة، وذلك من خلال التدخل بحكمة في السوق، ولكن من دون هدر الاحتياط، الذي يضمن الامن الصحي الغذائي الاجتماعي للناس".وأعلنت نقابة الصرافين، في بيانٍ، وجّهته الى شركات ومؤسسات الصرافة "تسعير سعر صرف الدولار الاميركي مقابل الليرة اللبنانية، أمس، واليوم، حصرًا، وبهامش متحرك بين: الشراء بسعر 3890 حدا أدنى، والبيع بسعر 3940 حدا أقصى، التزامًا بتوصيات اجتماع السرايا الحكومية.جنبلاط: لا يُمكن الاستغناء عن الدول الخليجيةجاء لقاء رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط بسفراء الكويت والسعودية والإمارات في الساعات الماضية، ليؤكد أهمية دور هذه الدول في دعم لبنان في المراحل السابقة، وما يمكن أن تقوم به من دور مستقبلي على هذا الصعيد، في حال عملت حكومة حسان دياب على تصحيح مسار علاقاتها بدول مجلس التعاون الخليجي. وأكد جنبلاط، للسفراء، على حرصه على أفضل العلاقات مع الدول الخليجية "التي ما قصرت يوماً في مساعدة لبنان، بعدما ثبت للقاصي والداني أن الوضع الاقتصادي لن يتحسن، في حال لم تبادر الحكومة إلى تبييض صفحتها مع الدول الخليجية، لتلقي الدعم المطلوب، لإنقاذ الوضع الاقتصادي من الانهيار". وأضاف: إن "لبنان الحريص على انتمائه العربي، يرى أن مصلحته تكمن في توطيد دعائم علاقاته مع الدول الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية"."حزب الله" يتلاعب بالدولار لإنقاذ الليرة السورية المُتدهورةشهد لبنان ليل الخميس الماضي ما يشبه بمسرحية قام بها "حزب الله" لتغطية عملية إرسال الدولارات إلى سورية، فاشتعل الشارع بقرار منه، ونزل أنصاره إلى الشارع بحجة ارتفاع سعر صرف الدولار والجوع، للضغط على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة للمرة الثانية. وخرجت أوامر الحزب برفع سعر صرف الدولار في عملية هدفها جمع الدولارات لإنقاذ الليرة السورية المتدهورة، وما إن وصلت الدولارات إلى سورية وضخها النظام في الأسواق حتى انخفض سعر الصرف في دمشق. وضرب "حزب الله" عصفورين بحجر واحد، أنقذ النظام السوري وضغط على المركزي لضخ الدولار في الاسواق اللبنانية تجنباً لأي من انواع الإقالة، لكن المعطيات تشير إلى أن ضخ الدولار ليس الحل بل يزيد من تفاقم الوضع الاقتصادي.ويجمع عدد من الخبراء الاقتصاديين، على أن الحملة على سلامة هدفها جمع الدولارات مجدداً، واي عملية ضخ للأموال سيستفيد منها "حزب الله" عن طريق التجار الذين يدورون في فلكه، اذ انهم يحصلون على الدولارات من "المركزي" ومن ثم يتم ضخها في اسواق الضاحية لتتجه بعدها بطريقة منظمة إلى جيوب "حزب الله". وتقضي الخطة بأن يبقى المتعهّد على تواصل مع الزبون السوري الذي يبحث عن دولارات، ويعطيه السعر المعروض أولاً بأول، وكلما وافقَ الزبون على سعر جديد أعلى وباشَر المتعهد الشراء، كلما ارتفع سعر الدولار في السوق، ويَتّبِع المتعهدون وسائل تَخَفٍّ مبتكرة للافلات من الرقابة المشددة على تجارة الدولار في السوق السوداء.