السبت 24 مايو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

"حزب الله" يدفع حكومة دياب للتطبيع مع دمشق رغم الرفض الشعبي

Time
السبت 01 فبراير 2020
View
5
السياسة
بيروت ـ"السياسة":


وسط ما يشبه الحصار الذي تعانيه حكومة حسان دياب، من جانب الدول العربية والمجتمع الدولي، باعتبارها حكومة اللون الواحد التي أشرف "حزب الله" على تأليفها، وفيما تشير معلومات "السياسة"، إلى أن هناك خشية واسعة لدى المسؤولين اللبنانيين من مقاطعة طويلة للحكومة اللبنانية من جانب دول مجلس التعاون الخليجي، ستفاقم الأزمة المالية والاقتصادية على نحو غير مسبوق، خاصة في ظل توجه رسمي للتطبيع مع النظام السوري، أكدت مصادر نيابية بارزة لـ "السياسة"، أن "خطوة الانفتاح على نظام بشار الأسد، بالغة الخطورة وتمثل استهتاراً شنيعاً بكرامة اللبنانيين الذين لا يمكن أن ينسوا ممارسات الأسد الإجرامية بحقهم"، مشددة على أن "حزب الله الذي أشرف على تأليف الحكومة لن يتردد بفعل كل شيء من أجل إعادة تلميع صورة نظام الإجرام والقتل، ولو على حساب مصلحة لبنان وشعبه" .
وفي هذا الملف، لفتت عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب رولا الطبش، إلى أن "الحكومة السابقة استطاعت أن تحشد دعما دوليا استثنائيا عبر مؤتمر سيدر، وكان من المحتمل أن يؤمن أكثر من 11 مليار دولار لمشاريع استثمارية وبنى تحتية، كذلك وضعت ورقة إصلاحية وافق عليها مجلس الوزراء بالإجماع".
ورأت أن "المطلوب في الوقت الحالي، حكومة تضع برنامجا اقتصاديا وماليا إنقاذيا وإصلاحيا مع استكمال إنجازات سابقاتها، والأهم ألا تضع لبنان في مواجهة مع أشقائه العرب وأصدقائه الدوليين، وأن تعمل على توفير المناخ المؤاتي لوضع مقررات سيدر موضع التنفيذ".
وأكدت استمرار التواصل مع كل أهالي بيروت وفاعلياتها، وأن أبواب مكتبها ستبقى مفتوحة لاستقبالهم للتشاور والتنسيق والتعاون.
من جهته، كشف القيادي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش، أن "السعودية ترفض التعامل مع حكومة تحت سيطرة حزب الله".
وأكد، أن هناك مشكلة بين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والسعودية، وقال، إن الخلاف ما بين الحريري والمملكة العربية السعودية "كان نتيجة عدم رضا الأخيرة على مسار الأمور، حيث شكّلت التسوية الرئاسية البند الاهم في الخلاف، خاصة وأنها فيها تعاون مع حزب الله". وركز على أنّ "الحريري الآن خارج الحكم، وقد يؤدّي ذلك إلى إعادة التفاهم أو أقلّه الحوار بينه وبين السعودية".
من جانبه، تمنى الرئيس دياب، على الاتحاد العمالي العام الذي التقى وفد منه، أمس، "التعاون في المرحلة المقبلة للتخفيف من تداعيات المشكلة الحياتية والاجتماعية والمعيشية التي يمر بها لبنان"، معتبرا أن "مشاركة الاتحاد في تحمل الأعباء مسؤولية وطنية كبيرة".
وتوجه دياب لوفد "العمالي" بالقول : "أعرف حجم الضغوط والأعباء الاقتصادية والمعيشية وظروف العمال والموظفين، وأعرف جيدا مدى ارتفاع نسبة البطالة وكم ترتفع معدلات الفقر"، منوها بموقف الاتحاد، "الذي يعبر عن تقدير ومسؤولية في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد". وأصدر دياب قرارا، شكل بموجبه لجنة لمتابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا، برئاسة الامين العام للمجلس الأعلى للدفاع وعضوية ممثلي الإدارات والأجهزة المنتدبين لعضوية اللجنة الوطنية لوضع خطط طوارئ لمواجهة الكوارث على انواعها.
ووسط هذه الأجواء، وفي ظل مخاوف من أن تعمد الحكومة، إلى اتخاذ المزيد من الاجرءات الأمنية والقضائية الرامية إلى خنق الثورة، تمهيداً للقضاء عليها، أكدت أوساط الثوار ل"السياسة"، أن "السلطة تحلم إذا كانت تفكر بهذا الأمر، لأن أحداً مهما بلغت قوته لا يمكن أن يحد من اندفاعة اللبنانيين لتحقيق الأهداف التي قامت من أجلها ثورة 17 تشرين"، مشددة على أن "حكومة دياب لا تمثل أهداف الثورة، ولذلك فإنها لا تحظى بثقة اللبنانيين، بالتأكيد لن يكون مصيرها أفضل من مصير حكومة سعد الحريري السابقة"، متوقعة "مرحلة شديدة الصعوبة سيواجهها البلد، لأن هذه الحكومة عاجزة عن القيام بما هو مطلوب منها" .وحذرت الأوساط، من "أي مغامرة غير محسوبة للأجهزة الأمنية لضرب الانتفاضة، لأن ذلك سيشعل لبنان بأكمله، وسيدفع الثوار إلى مزيد من التصعيد الواسع في كل البلد، لأن الثورة انطلقت ولا يمكن أن تتراجع، قبل تحقيق كامل أهدافها" .
وأكد وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي، أن "إخماد الحراك ليس هدفه، لكنه شدد على مواجهة المتظاهرين غير السلميين".
وقال إن هدفه "ليس إخماد الحراك بما يمثله من مطالب محقة، إنما حماية المواطنين والمتظاهرين السلميين ومنع أعمال الشغب وتخطي هذا الوضع الأليم"، مشيرا إلى أنه وضع "ستراتيجية جديدة للتعاطي مع المتظاهرين غير السلميين".
وفي إطار التحرّكات اليومية للانتفاضة الشعبية، انطلقت، أمس، مسيرات شعبية من نقاط تجمّع مختلفة ‏تحت عنوان "لن ندفع الثمن".‏ وانطلقت مسيرة من ساحة ساسين في الأشرفية باتجاه ساحة الشهداء، تنديدا باعتقال عدد من الناشطين، وتأكيدا لاستمرار التحركات حتى تحقيق كل مبادئها.
وسلكت المسيرة عددا من شوارع الأشرفية، وسط دعوات للمواطنين في الأبنية وعلى الشرفات إلى المشاركة في المسيرة أو التصفيق دعما للتحرك، وسط تفاعل لافت من المواطنين، إذ قام البعض منهم بنثر الأرز. وتقدمت المسيرة لافتة كبيرة كتب عليها "لا ثقة"، وهتافات تدعو إلى محاسبة السارقين والفاسدين.
وفي طرابلس، انطلقت مسيرة حاشدة من ساحة النور، شارك فيها ناشطون من مختلف المناطق، وجابت الشوارع الرئيسية والفرعية والأسواق الداخلية والوسط التجاري، مرورا بساحة التل وطريق عزمي وشارع نديم الجسر، ثم العودة الى ساحة النور.
وحمل المشاركون العلم اللبناني ورايات الجيش ولافتات تندد بسياسة الحكومة والقمع بحق الناشطين الموقوفين، ورددوا هتافات تؤكد استمرار التحرك والوقوف بجانب الناشطين الموقوفين، وتشدد على وحدة الصف والإصرار على إسقاط الحكومة ومنظومة الفساد، ورفعوا شعارات مطالبة بمحاسبة السلطة الفاسدة.
آخر الأخبار