الدولية
"حزب الله" يستعين بالأميركان للخروج من مأزق تشكيل الحكومة
السبت 30 نوفمبر 2019
5
السياسة
موسكو لـ"الثنائي الشيعي": الحريري وحده القادر على الإنقاذ وموفد الجامعة العربية: لن يترك لبنان وحيداًبيروت ـ"السياسة":بدا واضحاً أن استقالة فريق العهد من مسؤولياته وتعمده التأخير في تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة بعد أكثر من شهر على استقالة الحكومة، قد وضعا البلد أمام مفترق طرق بالغ الخطورة، ظهرت معالمه جلية بالتراجع الاقتصادي والاجتماعي على مختلف الأصعدة، وتناسل الأزمات الحياتية التي أرهقت كاهل المواطنين، وجعلتهم عاجزين عن تلبية أدنى احتياجاتهم اليومية.ولم تظهر مؤشرات توحي بأن هناك جدية من جانب أهل الحكم، بالتعامل مع الملف الحكومي وفق المقتضيات الدستورية، بما يضع الاستشارات الملزمة على السكة الصحيحة، تمهيداً لتسمية رئيس حكومة مكلف، ولا زال الخلاف بشأن اسمه مستمراً، حيث علمت "السياسة" من مصادر موثوقة، أن "حزب الله"، "المأزوم" لا يريد إلا الرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة، وطلب من رئيس الجمهورية ميشال عون تأجيل الاستشارات الملزمة إلى الأسبوع المقبل، بعدما أعاد خطوط التواصل مع رئيس تيار "المستقبل"، بعدما تلقى نصائح روسية في هذا الإطار، سيما وأن "الثنائي" الشيعي" بات مدركاً أن لبنان الذي أضحى قاب قوسين من إنهيار مالي، لا يمكن أن ينقذه إلا وجود الحريري على رأس الحكومة المقبلة . وأشارت المعلومات أن الروس أبلغوا حلفاءهم في لبنان أنهم ليسوا ميالين إلى استبعاد الحريري عن رئاسة الحكومة، وأن حجم الضغوطات علي لبنان سيتزايد في حال لم يتسلم الحريري رئاسة الحكومة، للثقة التي يتمتع بها على المستويين العربي والدولي. وفي موقف لافت، قال وزير الدولة لشؤون مجلس النواب في حكومة تصريف الاعمال محمود قماطي، أن "هناك نوافذ ايجابية للحل قد فُتحت مع وصول الرسالة الدولية الى مختلف الفرقاء السياسيين والتي تجمع اكثر من طرف دولي، مشدداً على أن "لن يكون هناك شارع ضد شارع لأن كل شارع هو شارعنا ونوافق على كل مطالبه المعيشية".من جانبه، أكد رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" السيد ابراهيم أمين السيد، أن "الأولوية في تشكيل الحكومة عندنا هي حفظ لبنان وعدم ذهابه إلى الانهيار، ورؤيتنا أن نأتي بحكومة فيها من القدرة والقوة والتماسك والمنعة، ما يجعلها قادرة على علاج الأزمات".ودعا السيد، الى "أن تتعاون كل الأطراف السياسية مع بعضها، من دون استبعاد أحد، ولو كان خصما، لأن المرحلة الحالية ليست مرحلة خصومة، وأن تشكل حكومة قوية قادرة على النهوض، تستطيع أن تمنع الإنهيار في البلد، وليس حكومة تصفية حسابات سياسية، أو لإرضاء الخارج، أو الحراك الموجود".وقال: "نريد حكومة تستطيع أن تعالج، وليس حكومة يربح بها فلان أو يخسر فلان، تستطيع أن تنهض وتواجه وتضع برنامجا من أجل علاج الأزمات في لبنان".وتحدث السيد، عن "إشارات دولية يجب أن نلتقطها، لها علاقة بوجود مساعدات خارجية من أجل عدم انهيار البلد، لكن الموجودين في الداخل لا يريدون ذلك". وأكد أن "معلوماتنا تقول ان الأميركي ليس لديه مشكلة في دخول حزب الله إلى الحكومة، وهو ليس قادرا على منعنا من ذلك، فماذا يريد بعض من في الداخل؟".واعتبر أن "أي حكومة تكنوقراط أو اختصاصيين من دون السياسيين، أو حكومة الأشهر الستة، هي حكومة محكومة بالفشل، والفكر الذي يتحدث عن حكومة من هذا النوع يأخذ البلد إلى الإنهيار"، سائلا "من الذي منعكم أن تأتوا بوزراء تكنوقراط سابقا، أو تستعينوا بخبراء وأنتم موجودون في الحكومة؟".وتعليقاً على كلام السيد، حول قبول أميركي بمشاركة "حزب الله" في الحكومة الجديدة، أشار منسق عام "التجمع من أجل السيادة" نوفل ضو، عبر "تويتر"، الى أن "السفارات طلعت داعمة حزب الله، مش الثورة، والثوار؟!".واضاف: "نظموها يا شباب واثبتوا على رأي!".وسأل: "كيف يمكن للسفارات ولا سيما السفارة الأميركية ان تدعم الثوار وتمولهم وتحركهم طالما ان لا مشكلة لديها في توزير حزب الله؟!".وشدد ضو، على أن "هذا اعتراف من حزب الله بأن الثوار يتحركون لمشروعهم وليس لمشروع الاميركيين!".الى ذلك، أكدت أوساط ديبلوماسية لـ"السياسة"، أن "حزب الله" تلقى رسائل شديدة اللهجة من خطورة تداعيات اللعب بالنار، بعد "الغزوات الداعشية" التي قام بها مناصرون له ضد أحياء سنية ومسيحية في مناطق بيروتية عدة، مشيرة إلى الحزب أبلغ بأن الأمور قد تخرج عن السيطرة في حال استمر عناصره في استفزاز أهالي هذه المناطق، وبالتالي فإن المطلوب منه لجم هذه الممارسات بكل الوسائل، قبل أن تفلت الأمور من عقالها ويسقط الهيكل على رؤوس الجميع، ومنهم "حزب الله" الذي سيصاب بخسائر فادحة.وفي سياق آخر، رأى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، أن "لبنان يمر بمرحلة مفصلية نتمنى أن تكون نحو الأفضل، وأن تسبق الخطوة السياسية الخطوة الاقتصادية نحو الحل".وإذ أكد أن "لبنان لن يترك وحيدا، ومساعدته تتم على قدر استعداده للتجاوب"، قال: "إن الصناديق العربية مستعدة للمساعدة ولكن ينبغي أن تكون هناك حكومة مسؤولة، فتشكيل الحكومة أساس في كل هذا المسعى".واضاف: "الوضع الاقتصادي في لبنان ضاغط جدا ونحن نعمل على رصد الخطوات التي يمكن القيام بها، والمبادرات تطرح عندما تستكمل عملية الاستكشاف".