"حزب الله" ينفي مسرحية الاشتباك مع إسرائيل ويتوعّد: ردُّنا آتٍ

السفير الإيراني: الضربة ستكون أقصى على إسرائيل إذا ارتكبت أي حماقة

 

نتانياهو: نتابع باستمرار ما يجري على حدودنا الشمالية وجيش الدفاع مستعد

 

القصف الإسرائيلي يُدمِّر منزلاً في الهبارية ونزوح من القرى الحدودية باتجاه صور

 

بيروت ـ"السياسة":

أكد "حزب الله" اللبناني ليل أمس، أن "كل ما تدعيه وسائل إعلام العدو عن إحباط عملية تسلل من الأراضي اللبنانية إلى داخل فلسطين المحتلة، هو محاولة لاختراع انتصارات وهمية كاذبة".
وقال الحزب في بيان، تعليقًا على التوتر الامني الذي حصل على الحدود يوم أمس: "لم يحصل أي اشتباك أو إطلاق نار من طرفنا حتى الآن، وإنما كان من طرف واحد فقط هو العدو الخائف والقلق والمتوتر"، مضيفا أن "ردنا على استشهاد الأخ المجاهد علي كامل محسن الذي استشهد في العدوان الصهيوني على محيط مطار دمشق الدولي آت حتماً، وما على الصهاينة إلا أن يبقوا في انتظار العقاب على جرائمهم". ولفت البيان إلى أن "القصف الذي حصل على قرية الهبارية وإصابة منزل أحد المدنيين، لن يتم السكوت عنه على الإطلاق".
وكان الجنوب اللبناني، وبعد أيام من التصعيد الكلامي والميداني بين الجيش الاسرائيلي، و"حزب الله" بسبب الغارة الاسرائيلية التي استهدفت مركزاً مشتركاً للحزب والحرس الثوري الايراني في سورية ادّت الى مقتل احد عناصر الحزب، شهد يوم أمس، ماقيل أنه تبادل لإطلاق النار بين "حزب الله"، والجيش الاسرائيلي، حيث أوضحت مصادر مقرّبة من "حزب الله"، "ان عناصر الحزب نفذوا عملية عسكرية، وهي ردّ مضبوط وضمن قواعد اللعبة"، قبل أن يعود الحزب وينفي العملية في بيانه الليلي. وعلى الفور، أفادت مصادر إعلامية محلية، أن إقدام "حزب الله" على القيام بهذه العملية "المضبوطة"، أو "المسرحية"، بوجه أكثر دقة، تعني الأعلان عن أن "الحزب" هو من يملك قرار الحرب والسلام في لبنان، لافتة إلى أن "مغامرات" الحزب المنفذ لأجندة إيران في المنطقة، يدفع ثمنها جموع اللبنانيين.
وعن "المسرحية" في مزارع شبعا، تردد ان "العملية" استهدفت دبابة اسرائيلية بصاروخي كورنيت من دون الاعلان عن سقوط ضحايا، وعلى الاثر، فرض جيش الإحتلال إغلاقاً في مرتفعات الجولان، بينما ردّت المدفعية الإسرائيلية بقصف مناطق عند الحدود مع لبنان.، وافيد ان قصفا مدفعيا اسرائيليا سُجّل على المرتفعات الشرقية لبلدة كفرشوبا، وفي محيط موقع رويسات العلم". وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن لا معلومات عن أي إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي، مشيرة إلى أن العملية" استهدفت دبابة إسرائيلية".
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية، قد افادت ان الجيش الإسرائيلي، فرض الإغلاق على طول الحدود الشمالية مع لبنان وأمر السكان بـ"البقاء في منازلهم"، بسبب ما وصفه بـ"حادث أمني" في مرتفعات الجولان المحتلة.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "اننا نتابع باستمرار ما يجري على حدودنا الشمالية وجيش الدفاع مستعد لجميع السيناريوهات"، بينما قال الجيش الإسرائيلي ان خلية من "حزب الله" تضم من 3 إلى 4 عناصر تسللت أمتارا معدودة داخل الخط الأزرق، معلنا لاحقا عن إحباط عملية تخريبية في منطقة جبل روس، وتحدثت مصادر إسرائيلية عن سقوط 4 قتلى من عناصر خلية "حزب الله" وإصابة جندي إسرائيلي.
وأعلن الناطق باسم "اليونيفيل" اندريا تيننتي، أن "رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام ستيفانو ديل كول على اتصال مع الطرفين لتقييم الوضع ولجم التوتر".
وبينما أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" بسقوط قذيفة مدفعية على منزل فوزي ابو علوان في بلدة الهبارية، أفيد عن حركة نزوح من القرى الحدودية باتجاه صور وصيدا.
وسجل تحليق لطائرات استطلاع اسرائيلية فوق مزارع شبعا، وقال المتحدّث باسم الجيش الاسرائيلي:" أمامنا أيام معقدة ومتوترة".
إلى ذلك، وفي حادثة هي الأولى من نوعها، وتتزامن مع دعوة الولايات المتحدة الأميركية لتعديل مهام قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصة "يوتيوب" مقطع فيديو لحادثة أمنية بدأتها قوات "اليونيفيل"، حيث حاولت منع مواطن لبناني من التقدم باتجاه منطقة ملاصقة للحدود الدولية.
وخلال قيام أحد المواطنين على متن "بيك أب" بتوصيل عدد من الرعيان لديه إلى قطيع الماشية، قامت دورية إسبانية تابعة لقوات الطوارئ الدولية عند عودته بمحاولة إجباره على التوقف ومنعه من التقدم، لكن السائق لم يكترث، فقام أحد العناصر بإطلاق الرصاص فوقه في الهواء وأكمل بعدها سائق البيك أب طريقه، وعلم أن قيادة اليونيفيل فتحت تحقيقاً بالحادثة.
وفي هذا الشأن، أشار النائب السابق فارس سعيد، إلى "أننا نكتشف كل يوم أنباء عن قصف إسرائيلي أو أميركي لمواقع إيرانية في سورية، ويعلن الشيخ نعيم قاسم عن سقوط مسؤولين من حزب الله بالاسم"، معتبرا أن "هدوء جبهة الجنوب يؤكد أن قرار السلم والحرب ليس بيد حزب الله إنما بيد إيران"، مشيراً إلى أن " حزب الله لا يملك قرار ذاته"، قائلا "ارفعوا وصاية إيران عن لبنان". واعتبر أن "يوماً بعد يوم يتأكدّ أن حزب الله نمر من ورق "منفوخ" بكورتيزون إيراني".
وفي موقف لافت، أكد السفير الإيراني لدى لبنان محمد جلال فيروزنيا، أن "إيران تقف إلى جانب لبنان بحكومته وشعبه في هذه المرحلة، ولن نبخل بأي مساعدة أو دعم يطلب منها".
وقال من دار الفتوى، بعد لقائه مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، إن "أي دولة بإمكانها تقديم المساعدة للبنان يجب ألا تبخل بذلك، ونحن سنقف بجانب لبنان بكل ما أتينا من قوة في هذه المرحلة الصعبة".
ورداً على إحتمال حدوث ضربة إسرائيلية على لبنان، أجاب فيروزنيا: "لا أعتقد أن الكيان الصهيوني بوضع يسمح له بارتكاب المحرمات، ونعتقد أنه لا يمكن أن ينسى الهزيمة التي لحقت به في العام 2006، والضربة ستكون أقصى في انتظاره في حال ارتكاب أية حماقة".