الجمعة 16 مايو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

"حزب الله" يُحكم قبضته على السلطة التنفيذية

Time
الثلاثاء 31 ديسمبر 2019
View
5
السياسة
الراعي: لم تعد مقبولة طريقة تعامل السياسيين مع تشكيل الحكومة وكأننا أمام أولاد صغار

الحراك الشعبي ينظم اعتصاماً أمام مجلس النواب احتجاجاً
على التمديد لشركتي الخلوي



بيروت ـ"السياسة":


مع إطلالة العام 2020، لم تهدأ ثورة اللبنانيين التي انطلقت في السابع عشر من تشرين الأول من العام المنصرم، رفضاً للواقع المأساوي الذي يعيشه لبنان على مختلف الأصعدة، بعدما رفع المنتفضون في الساحات شعار "كلن يعني كلن"، ما دفع الرئيس سعد الحريري إلى تقديم استقالة حكومته، تحت وطأة الضغوطات التي تعرض إليها، رافضاً العودة إلى رئاستها، إلا على رأس حكومة اختصاصيين لا تضم سياسيين، وهو ما رفضه العهد والثنائي الشيعي الذين تمكنوا من سحب ورقة الأستاذ الجامعي حسان دياب، دون موافقة الطائفة السنية، وقامت الأكثرية بتسميته رئيساً مكلفاً تشكيل الحكومة.
ورغم الصعوبات التي تواجه دياب في مهمته، فإنه يتوقع أن تبصر حكومته النور في الأسبوع الأول من العام الجديد، أو الأسبوع الثاني إذا سارت الأمور كما هو مرسوم لها، حيث يتوقع وفق التقديرات الأخيرة، تكنوسياسية، بعد رفض "حزب الله" أن تكون اختصاصية بالكامل، في وقت يرجح عودة الوزيرين محمد فنيش وحسن اللقيس اللذين يطالب بهما "الثنائي الشيعي"، في حين يصر الوزير جبران باسيل على أن يكون الوزيران سليم جريصاتي وندى البستاني، عضوين في التشكيلة العتيدة التي يرجح أن لا تتجاوز العشرين وزيراً.
من جانبه، أعرب رئيس الجمهورية ميشال عون عن تفاؤله بإمكان الخروج من الازمة الراهنة، "لأننا نبذل كل جهودنا لتذليل الصعوبات، لكننا نحتاج على الدوام لتضامن المجتمع"، آملاً ان تتشكل الحكومة الجديدة في الايام القليلة المقبلة، وان تحمل السنة الجديدة تحسنا في الاوضاع وان بشكل تدريجي.
ولفت عون الى ان "ما نفعله اليوم، هو محاولة لجمع الشمل السياسي لتأليف حكومة فعالة تخاطب المجتمع الدولي الذي يريد مساعدتنا، بعدما عانينا من تأثيرات الحروب الدولية في منطقتنا، وعلى رأسها النزوح السوري الكثيف الى لبنان". واعتبر أن الفوضى التي حكمت البلاد في العقود الثلاثة الاخيرة انتجت الانفجار الذي يحصل اليوم، بسبب عدم قدرة الناس على تحمل المزيد. وقال رئيس الجمهورية: "إذا بقيت الازمة على حالها والمواطنون على احتجاجهم دون فسحة من الهدوء، فستتفاقم الأزمة عما هي عليه اليوم، لأن النزول الدائم الى الشارع واقفال الطرقات يعطل ما تبقى من انتاج لدينا".
وفي عودة للسجال بين حلفاء الأمس، على خلفية الأزمة الحكومية، رد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط على الرئيس سعد الحريري مغرداً:" بالاساس فان الأقنعة ساقطة واللعبة مكشوفة، وان تفاهم البوارج التركية والاتصالات بين البرتقالي والأزرق والذي خرب البلاد يبدو يتجدد بصيغة أخرى مع لاعبين جدد في حكومة التكنوقراط الشكلية وهيمنة اللون الواحد.لكن احذر من احتقار الدروز وحصرهم بموقع وزارة البيئة بأمر من صهر السلطان". وكان الحريري قال في تغريدة: "فعلاً الاقنعة سقطت واللعبة انكشفت... في ناس عندهم عمى الوان بالسياسة ونظرهم مروكب على اللون الازرق... رافضين يفوتو عالحكومة من الباب وراكضين يفوتو من الشباك، مشاكلكن ما تحلوها على ضهر غيركن... خلصنا بقا".
وغرّد النائب السابق وعضو قيادة "المستقبل" مصطفى علوش، منتقداً جنبلاط دون تسميته، فقال: "هناك في لبنان من يتحف الناس بالتغريدات صعودًا ونزولًا يمينًا ويسارًا ولا مجال لفهم ما يريد أو ما يقصده فتخاله احد حكماء اليونان التاريخيين، لكنه مستعد لاشعال حرب أهلية من اجل موظف تابع له أو بسبب حصة في مشروع أو شركة، فهل نخاله اليوم مترفعا عن التوزير، المحن هي امتحان الحكماء".
وفي السياق، واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صلاته في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، وقال: "نشكر الرب على سنة 2019 التي وبالرغم من كل سيئاتها تبقى ايجابياتها أكثر، ونلتمس ان تكون سنة 2020 سنة خير وبركة وسلام في الشرق واستقرار في لبنان وخروج من ازماته السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية".
وتابع: "نوجه صرخة الى الله كأبناء وبنات له لنقول: لم تعد محمولة الطريقة التي يتعامل بها السياسيون عندنا مع موضوع تشكيل الحكومة.
من المؤسف ان يعود السياسيون اليوم ليطالبوا بحصص بعد سبعين يوما من الانتفاضة التي يشارك فيها الكبار والصغار في الشوارع والساحات والطرقات، وان يبقوا على روحهم ونهجهم القديم في اختيار الاسماء والوزارات، وكأننا امام اولاد صغار.
نصلي من اجلهم كي يحررهم الله من عتيقهم فيزيل منهم الروح الصبيانية ليمنحهم روح المسؤولية والعطاء والتضحية والتجرد في الخدمة والتفكير في كيفية النهوض بالبلاد وبالشعب.
واضاف: "نذكر في صلاتنا الرئيس المكلف الذي يتلقى الضربات من كل الجهات، كي يتحمل مسؤوليته كما يمليها عليه ضميره الوطني.
الكنيسة لا يمكنها ان تتحزب لأحد ولا ان تتلون بلون أحد، وهذا دورها وواجبها، ولكننا نصلي من اجل الخير العام وخلاص لبنان، لانه لم يعد مقبولا رمي الوطن في الديون المتراكمة وفي البطالة المتزايدة وفي الجوع والعطش وصرخات الناس، فيما نرى السياسيون يتصلبون في طلباتهم كالاولاد الصغار".
وختم: "نصلي على نيتهم كي يكبروا بالروح الرئاسي، وان يتزينوا بفرح العطاء وبالتجرد، فالفرح الحقيقي هو عندما يعطي الانسان بتجرد وحرية، واننا نبارك بكل المبادرات الفردية والجماعية التي يقوم بها ملائكة الخير من اجل التخفيف من الآم المتألمين الذين سينقذون الوطن حتما بآلامهم المضمومة الى الآم السيد المسيح".
إلى ذلك، وفيما عد رفضاً درزياً لما أثير عن توجه لمنح ممثل الطائفة حقيبة البيئة في الحكومة العتيدة، اعتبر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن أن هناك من لا يقيم وزناً لكل اعتبارات التوازن الطائفي والميثاقية، "فلا يكتفي بالقفز فوق نصوص الدستور وتخطي الصلاحيات، بل ويسعى لضرب التمثيل الطبيعي لمكوّن أساسي تأسيسي للبلاد"، آملا في أن يطل العام الجديد على لبنان واللبنانيين بنفحة أمل بقيام الدولة العادلة القادرة التي تتحسس هموم الناس وقضاياهم.
وشدد رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" طلال أرسلان على وحدة الصف الدرزي في موقفه حيال تأليف الحكومة، وقال: "هذا موقفنا الدائم منذ سنين ولن يتبدّل".
وأضاف: "قد أبلغناه للرئيس المكلّف، المعني الأوّل بتأليف الحكومة، علماً أنه لم يتدخّل أحد بهذا الموضوع إلاّ الدروز، وعلى رأسهم وليد جنبلاط ونحن".
كما علق، رئيس "حزب التوحيد العربي" وئام وهاب على التحذير الذي أطلقه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط على حسابه عبر "تويتر"، من "احتقار الدروز وحصرهم بموقع وزارة البيئة بأمر من صهر السلطان".
وأضاف "كنا أبلغنا الجميع بأن أية حصة غير وازنة مرفوضة ولن نقبل بمشاركة أحد في حقيبة ثانوية كما نصر على رفع العدد الى عشرين أو إنقاصه إلى 18".
توازياً، قال وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، أن "الإنهيار ليس قَدَراً مَحتوماً على اللبنانيين، وبالإمكان رسم خطة إصلاحية تعيد الانتظام للحياة الاقتصادية، وهذا ما يحتاج إلى خلق مناخ وطني جامع لإطلاق خطة إصلاحية".
وأعلن خليل أنه من "المتوقّع تشكيل حكومة الإختصاصيين قبل نهاية الأسبوع في ظل عدم وجود "عقبات جديّة أمام تشكيلها"، لافتاً إلى أن رئيس الحكومة المكلف حسان دياب "قطع شوطاً كبيراً في مفاوضاته".
وأشار إلى أن "الأميركيين والسّعوديين لم يكونوا متحمسين لعودة الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة".
وكشف خليل، عن تحويل أموال من لبنان إلى الخارج رغم التضييق على سحوبات صغار المودعين، مضيفاً أنه وجهّ "كتاباً إلى حاكم مصرف لبنان للإفادة حول كل الأموال التي حوّلت إلى الخارج".
وأعرب خليل عن "أسفه لإهتراء الدّولة اللبنانبة وتحوّلها إلى "دولة عاجزة عن إنتاج سلطة تتحمّل مسؤوليتها"، موضحاً أن "الخلل البنيوي في الاقتصاد يجب أن يصحّح من خلال التحول من نظام الريع إلى نظام الإنتاج".
وفيما نفى وزير المال أن يكون وقع مرسوم تمديد للخليوي، شدد رئيس لجنة الاعلام والاتصالات النائب حسين الحاج حسن بعد الإجتماع الإستثنائي للجنة في مجلس النواب، على أن "هناك اجماع داخل اللجنة على عدم قبول التمديد لشركتي تاتش والفا".
وأشار الحاج حسن، الى أن "لجنة الاعلام والاتصالات اوصت بإسترجاع ادارة الشركتين للدولة خلال 60 يومًا".
ونفذت مجموعات من الحَراك الشعبي وقفة إحتجاجية أمام مجلس النواب احتجاجًا على التمديد لشركتي الخلوي "MTC" و"ALFA" تزامنًا مع انعقاد جلسة لجنة الإعلام والاتصالات.
آخر الأخبار