بيروت ـ "السياسة": تسود الخشية جدياً في الأوساط اللبنانية بعد تصنيف واشنطن "الحرس الثوري" الإيراني منظمة إرهابية، من أن يكون القرار الأميركي مقدمة لعقوبات أقسى تطال قيادات لبنانية، في إطار العقوبات التي تفرضها إدارة الرئيس دونالد ترامب على "حزب الله" والمقربين منه. واستناداً إلى المعلومات المتوافرة لـ"السياسة" من شخصيات لبنانية زارت العاصمة الأميركية في الأيام الماضية، فإن الإدارة الأميركية تبدو حازمة لدرجة كبيرة في التعامل مع إيران وأدواتها بالمنطقة وفي المقدمة "حزب الله" والدائرين في فلكه والمحسوبين عليه، في إطار خطواتها التصاعدية والتصعيدية، في سياق تشديد الضغوطات على إيران وأذرعها في لبنان والمنطقة، وأن لا مسؤول لبنانياً فوق رأسه خيمة، أو يمكن أن ينجو من هذه العقوبات إذا ثبت تورطه.
وإذا كان المسؤولون الأميركيون لم ينفوا صراحة ما ذكر عن توجه لدى واشنطن لفرض عقوبات على رئيس مجلس النواب نبيه بري وحركة "أمل"، إلا أنه وبحسب زوار العاصمة الأميركية فإن إدارة ترامب عازمة على تشديد الخناق على "حزب الله"، ومعاقبة الذين يروّجون لسياسته والمتحالفون معه في لبنان والمنطقة، الأمر الذي يجعل حلفاء الحزب في مقدمة الذين يمكن أن تشملهم العقوبات الأميركية في المرحلة المقبلة، حيث علم أن الوفد اللبناني الموجود بواشنطن لمس تشدداً أميركياً تجاه "حزب الله" أكثر من أي وقت مضى، مع ما يتركه ذلك من انعكاسات سلبية على لبنان الذي يعاني ظروفاً بالغة الصعوبة، وهو في أمس الحاجة لدعم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. ورغم محاولة الوفد تحييد المؤسسات اللبنانية الاقتصادية والمالية عن العقوبات الأميركية، إلا أنه لم يستطع الحصول من المسؤولين الأميركيين على التزام بعدم شمول العقوبات مسؤولين وجهات لبنانية، وإن بدا الحرص الأميركي على الاستمرار بدعم الجيش اللبناني في المرحلة المقبلة، ليتمكن من فرض سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية، وهذا التشدد الأميركي يأتي وفقاً لما أكدته لـ"السياسة" هذه الشخصيات، استكمالاً لحملة واشنطن غير المسبوقة على "حزب الله" بعد البيان شديد اللهجة الذي أدلى به وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من وزارة الخارجية الأميركية، على مسمع حليف الحزب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، الذي سمع كلاماً واضحاً من نظيره الأميركي بأن بلاده لن تتهاون مطلقاً بعد الآن مع إيران وجماعاتها في الشرق الأوسط. وفي الوقت الذي يؤكد المقربون من الرئيس بري أن "أي قرار أميركي لا يقدم ولا يؤخر"، إلا أن مصادر نيابية في "الثامن من آذار"، لا تستبعد أن تصدر عقوبات أميركية بحق أي مسؤول، "لأن إدارة ترامب عودتنا على قراراتها العشوائية غير المنطقية وغير المسؤولة المتحيزة لإسرائيل والبعيدة كل البعد عن الحق والعدالة، وأي قرار أميركي سلبي تجاه لبنان، لن يزيد اللبنانيين إلا ثباتاً على مواقفهم وتمسكاً"، في حين اعتبر رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أن ما يحكى عن عقوبات على الرئيس بري، "لا أساس له وهو جزء من الحملة التي تستهدف البلد ويجب وضع حد له". توازياً، لفت ارتفاع وتيرة الاتصالات واللقاءات بين قيادات في "حزب الله" وحركة "حماس" في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد اللقاء الأخير الذي عقد بين الأمين العام حسن نصرالله والقيادي في "المقاومة الاسلامية" صالح العاروري، حيث تشير المعلومات إلى اجتماعات تعقد بين الجانبين لتعزيز التنسيق السياسي والأمني، في وقت يعمل الحزب على فتح الخطوط مجدداً بين "حماس" والنظام السوري، دون استبعاد أن يقوم وفد من الحركة بزيارة دمشق قريباً بترتيب من "حزب الله".