طلال السعيدلو حسبنا المسألة حسبة بدو، وحسبة البدو بسيطة وغير معقدة، ولا تحتاج الى آلات حاسبة، ولا كمبيوترات، انما هي عملية حسابية سريعة باليد، ونتيجتها صحيحة: هناك 120 ألف وافد يشتغلون في الحكومة، وهناك 30 الف كويتي عاطل عن العمل، حط هذا مكان هذا، وهو ما يسمى "الاحلال" للقضاء على البطالة، اما حين توظف عيال الناس وعيالك عاطلين عن العمل فتلك طامة كبرى!المؤسف حقا ان ديوان الخدمة اصبح آلة طيعة بيد الاخوة الاشقاء الوافدين، فهو بالتأكيد لخدمتهم، وليس لخدمتنا، ويوظفهم او يوافق على توظيفهم بسرعة غريبة، فكتاب الوافد لا يتوقف بديوان الخدمة، بل ينجز باليوم نفسه، وباليد بينما كتاب المواطن يتأخر لاكثر من اسبوعين، هذا اذا انجز، اما الرفض فحدث عنه ولا حرج، والسبب الدور الثامن اياه!ولا نريد ان نتكلم عن الربط الآلي مع الشقيقة الكبرى خوفا من التحويل الى النيابة، فالكلام في هذا الموضوع من المحظورات جعل الله كلامنا خفيفا عليهم!أعجبتني دعاية تتداول في وسائل التواصل تقول" لا... مو هذي لكويت اللي نعرفها"!وقد اصاب اصحاب الدعاية كبد الحقيقية، اذهب الى سوق الغنم لا تجد تاجرا كويتيا واحدا، فالاغلبية من الجالية البنغلاديشية، سواء بيع او شراء او حتى حراج! وسوق السمك مصريين، ومعه المطاعم الصغيرة والقهاوي، وحاليا اصبح المصري في كل مكان من بيع الخام الى بيع الآش والسمبوسك!وسوق الذهب تحت سيطرة الجالية الايرانية وسوق "الصفافير" للهنود "البهرة"، وسوق الخضار والفواكه جميع الجنسيات عدا الجنسية الكويتية، كذلك المناطق الصناعية كلها، وبيع قطع الغيار، تجد كل الجنسيات الا الكويتية. وشركات السيارات لا تختلف كثيرا، اما تجارة الاثاث في منطقة الضجيج فقد سيطرت عليها الجالية السورية، وهذا قليل من كثير، مع شديد الأسف، المهم ان ذهن الحكومة السابقة تفتق عن منح اقامة حرة لمدة 15 سنة للمستثمرين، بارك الله في فكركم النير، لكن لماذا لا يصدر مع هذا القرار قرار اخر يمنع الوافدين من العمل بوظائف معينة، ويقتصر العمل فيها على الكويتي او "البدون"، على الاقل مثل حراس الامن وسائقي التاكسيات، وخدمات التوصيل كخطوة اولى، تليها خطوات، باذن الله. قد تفشل التجربة في المرة الاولى، لكن الاصرار والاستمرار كفيل بانجاحها فيما بعد، ولنا بالشقيقة السعودية خير مثال فـ"السعودة" عندهم لم تنجح اول اقرارها، اما حاليا فكل المهن المساعدة تقريبا سعوديين!نحن بأمس الحاجة الى انتفاضة حقيقية تعيد الكويت الى اهلها من دون مبالغة، فقد اصبحنا نشعر بالغربة في بلادنا، فلم نعد نعرف هل نحن مواطنون ام وافدون، ولماذا اصبحنا قلة في بلادنا؟بل اكثر من ذلك نحن نشعر ان البلاد بلادهم، ونحن الذين نضايقهم فيها، هذا هو الشعور العام، وليس هناك حل، مع الاسف، فالحكومة المستقيلة استقالت وهي لم تجد حلا لمسألة من وصل عامه الستين من الوافدين، وتركت ملفاتهم مفتوحة تحت رحمة التمديد الموقت، فلا هي ابعدتهم ولا منحتهم الاقامة. والادهى والامر ان الحكومة المستقيلة لم تجد حلا لمسألة الكلاب الضالة التي تتكاثر بشكل سريع جدا، وحاليا الناس تشتكي من الفئران الصغيرة والجراذين الكبيرة التي انتشرت في كل مكان حتى "قطاوتنا" اخذت تهرب خوفا منها، ويرجعون السبب الى تكدس الوافدين في المناطق السكنية، والشعب الكويتي كمن يطبخ الفأس وينتظر المرقة من الحديدة...زين.
[email protected]