طلال السعيدمن يسمون أنفسهم معارضة، وهم بالتأكيد ليسوا كذلك، إذ ليس هناك معارضة بالمعنى المعروف للمعارضة، حين يكون هناك برنامج عمل واضح المعالم، يقتنعون به فيتبنونه، ويقنعون به الناخبين ليصوتوا لهم.على هذا الأساس، من يدعون المعارضة عندنا هم مجموعة أشخاص كل واحد من مشرب، ليس لهم هوية واضحة، فهويتهم ضائعة، ولو سألت احدهم عن ماهية معارضته لعجز عن الجواب، أو يقول معارضة من أجل الإصلاح، ومكافحة الفساد، وهي جمل يحفظها ولا يعرف المعنى الحقيقي لها، ولا يعرف كيف تطبق، فليس هناك برنامج عمل واضح يسيرون عليه، لكنهم اذا تجمعوا وفتحوا الـ"مايكروفونات" والتف حولهم بعض المندفعين من فاقدي الهوية أيضا، اشتغل الصراخ، واستغل التصفيق، وبدأ رفع السقف، ولا مانع من الوقوع تحت طائلة القانون، فهناك قاعدة عندهم تقول "حد القوم على القوم فقايدها على أهلها"، لذلك هم حاليا جعلوا من الرئيس أحمد السعدون رمزا لهم، ورئيسا للمجلس المقبل، حتى قبل أن ينجح، على أساس أنه هو هوية المعارضة المزعومة، وما يقوله ويصرح به، وفكره السياسي هو مشروع المعارضة السياسي!من ناحية ثانية من يسمون أنفسهم موالاة، وهم ليسوا كذلك، فالموالاة تعني تبني برنامج عمل الحكومة، ودعمه، وإقناع الناخبين بالحكومة وبرنامجها، لكنهم في الحقيقة هم الخطر الأكبر على الموالاة، وعلى الحكومة نفسها، بسبب تخاذلهم ومواقفهم السابقة. فقد يكون هؤلاء نفعوا أنفسهم، لكنهم أضروا بالحكومة، وأضروا بالناخبين بعد أن تصوروا أن مهنتهم الحقيقية توقيع المعاملات، وبالتالي كسب الناخبين على أساس أن الحكومة تدعمهم، وهم يدعمونها، وحين أغلقت الحكومة أبوابها في وجوههم، ولم يعد أحدهم قادرا على نقل كاتب طبيب، فلا موقف مسجلا، ولا معاملة! وهؤلاء ليس لديهم رمز يجتمعون حوله، يكون خطه سالكا مع الحكومة، يتفاهم معها نيابة عنهم، ويدعم توجههم، لذلك فهم ضائعون أيضا، وليسوا أفضل حالا من مدعي المعارضة!بقيت نقطة واحدة مهمة، وهي أن اللاعب الرئيس هو الحكومة، إذا أحسنت الاختيار، وبالتالي استرجعت زمام المبادرة، ومثل ما توصينا المراجع العليا بحسن الاختيار، نحن أيضا نوصيها بتوسيع دائرة المشاورات، وحسن الاختيار، فأحسنوا الاختيار نحسن نحن الاختيار... زين.
[email protected]