كل الآراء
حسن تقدير الأمور
السبت 06 نوفمبر 2021
5
السياسة
د. خالد عايد الجنفاويأعترف أنني أسعى منذ سنوات، وبكل ما أستطيع من قوة وجهد وحرص، على اكتساب مهارة حسن تقدير الأمور في مستقبلها، التي يمكن وصفها أيضاً ببعد النظر، أو الفراسة، أو نفاذ البصر، أو حدة البصيرة، بسبب إدراكي المبكر بأن ترسيخ ملكة حسن التقدير وجعلها صفة مُتَأَصِّلة في العقلين، الواعي واللا واعي، تجعل من السهل نوعاً ما توقع جزء كبير من المستقبل استناداً على ما حصل في الماضي، وما يحصل في الحاضر، ولقد استفدت من سعيي المتواصل لاكتساب مهارة حسن التقدير للأمور في مستقبلها، بعض الدروس والقواعد والقوانين السلوكية شبه الثابتة في الحياة الإنسانية، لا سيما ما ترتبط باستطلاع المستقبل وقرأته بشكل حاذق، ومنها بعض ما يلي:-كل قرار شخصي مصيري في عالم اليوم المتغير يجب أن يستند على الحقيقة الحياتية التالية: لا يجب أن يؤثر قرارك الحياتي المصيري سلباً على مصالح، وأمن، وطمأنينة وسلامة من تتحمل مسؤولية أخلاقية موقتة تجاههم.-احد دلائل ترسخ مهارة حسن تقدير الأمور في مستقبلها تتمثل في التفكير العميق بنتائج أو عواقب الكلمات التي تخرج من أفواهنا، وربما ما تكتبه أيدينا على لوحات مفاتيح الكمبيوتر أو الهاتف الذكي، وما ستؤدي إليه تحيزاتنا النفسية النرجسية، وما ستفضي إليه تصرفاتنا الشخصية الاعتيادية، لا سيما عند وقوعنا تحت ضغوط نفسية حادة، أو عند اضطرارنا لاتخاذ قرارات سريعة وحاسمة. -إذا أردت تحقيق حسن تقدير مناسب للأمور، فما عليك سوى ربط توقعاتك بالحقائق الإنسانية والنفسية الراسخة، وبخاصة ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل وفقاً لما يتم زرعه في الحاضر.- كُلّ مبذول مملول، وكل ممنوع مرغوب، وكل ثقة في غير محلها تؤدي حتماً إلى خيبة الأمل.- لا تسقط التفاحة بعيدًا عن الشجرة.-الحلم وضبط النفس وعدم التأثر المفرط بالغضب تحقق ما لا يمكن أن تحققه الرعونة والانْقِياد وراء الأهواء الإنسانية المتقلبة، والانفعالات الغاضبة النرجسية.-المرء على دين اقرانه ومن يخالطهم أغلب وقته، ولو حاول إنكار ذلك، ويحاكيهم في انطباعاتهم، وتصرفاتهم، وردود فعلهم المتوقعة.$ كاتب كويتي@DrAljenfawi