* الخطباء دعوا الله أن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه وأن تبقى واحة أمن وأمان* الحسين لم يكن يوماً رمزاً لفئة أو جماعة فمآثره وسيرته كانت وستظل قدوة ونبراساً لكل الأحرارفيما اختتمت حسينيات الكويت أمس مراسم إحياء ذكرى عاشوراء، شهدت ليلة أمس الأول إقامة شعائر ليلة العاشر من محرم، الليلة الاخيرة قبل واقعة الطف، واستشهاد الإمام الحسين واهل بيته واصحابه عليهم السلام، وتسمى "ليلة الوداع"، حيث تصف حال الحسين ومن معه من معسكر الحق، وأحوالهم في تلك الليلة، وما دار بينهم، وتستذكر هذه الليلة ايضا قصة قتل عبدالله الرضيع بين يدي أبيه الحسين بسهم قاتل، وهو يستسقي له الماء من الاعداء، مستذكرة ثورة الحسين، وأجمعت على أنها تشكل ملحمة جسدت قيم ومعاني البسالة والتضحية، وسطرت دروسا في الثبات على المبدأ مهما عظمت المخاطر واشتدت، لذلك لم يكن الحسين يوما رمزا لفئة أو جماعة، ولم تكن مآثره وسيرته ملكا لدين أو مذهب، بل كان وسيظل قدوة ونبراسا لكل الأحرار.بدأت مراسم العزاء بتلاوة القرآن الكريم، ثمَّ قرأ خطباء المنابر ما حدث في واقعة الطف في كربلاء، بعد أن رفعوا عمائمهم من على رؤوسهم، احتراما وإجلالا للإمام الحسين، وأي ظلم وجور وقع لآل بيت النبي، وكيف كان حالهم في مثل هذه السويعات، فلم يجد الحاضرون لإحياء العزاء إلا فيض الدموع، ليفرغوا ما بداخلهم من أحزان وآهات لما جرى للحسين عليه السلام وأصحابه وعائلته، وبعدها توجهت الجموع الغفيرة بالدعاء والتوسل إلى الله عز وجل في هذا اليوم، حيث لم يفت الخطباء في دعائهم ذكر الكويت والدعاء بحفظها وشعبها من كل مكروه وأن يجعلها واحة أمن وأمان.مقتل الرضيع واستذكرت الحسينيات الروايات والاحداث في هذا الشأن أن بني هاشم برزوا واحدا بعد واحد وقاتلوا الأعداء حتى استشهدوا جميعاً، ثم نادى الحسين: هل من ذائب يذبّ عن حرم رسول الله؟ هل من موحّدٍ يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا؟.وذكر الخطباء أن الحسين أتى القوم واضعا الرضيع بين يديه ومناديا بالقوم ان كانت الحرب بيني وبينكم فما ذنب هذا الطفل الرضيع ان تمنعوه الماء، وهنا اختلف معسكر بني سعد بين مناد بسقي الماء للطفل الرضيع وبين رافض لذلك، حتى ساد الهرج والمرج في اوساط الجيش، وعندما أحس عمر بن سعد بالهمهمة واختلاف معسكره أمر حرملة بن كاهل الأسدي بقطع نزاع القوم، فرمى حرملة الرضيع بسهم مثلث مسموم ذي ثلاث شعب فذبحه من الوريد إلى الوريد وهو في حجر أبيه، عندئذٍ وضع الحسين يده تحت نحر الرضيع حتى امتلأت دماً.ليلة الاختبار وقال الخطباء إن الحسين جمع أصحابه وأهل بيته قائلاً بعد أن اذن لهم بالانفصال عنه والتفرّق في البلدان لكي ينجوا من القتل: "ألا وإنّي لأظنّ يومنا من هؤلاء الأعداء غداً، ألا وإنّي قد أذنتُ لكم جميعاً، فانطلقوا في حل ليس عليكم مني حرج ولا ذمام.. وتفرّقوا في سواد هذا الليل، وذَروني وهؤلاء القوم؛ فإنّهم لا يريدون غيري، ولو أصابوني لذُهلوا عن طلب غيري"، فرفضوا ولم يتفرقوا وآثروا البقاء معه إلى النهاية، واستشهدوا جميعاً، وكان في مقدمة الرافضين العباس بن علي عليه السلام وإخوته وبقية شباب بني هاشم.وأكدوا أن الإمام عليه السلام لم يغفل عن الاستعدادات العسكرية، فقد روي أنّه خرج عليه السلام في جوف الليل فتبعه نافع بن هلال الجملي، فسأل عما أخرجه؟ فقال الحسين: خرجت أتفقد التلاع والروابي مخافة أن تكون مكمنا لهجوم الخيل يوم تحملون ويحملون.ومن تلك الإستعدادات أنه عليه السلام لمّا رأى أن الحرب على وشك الوقوع، أمر بحفر خندق حول المعسكر والخيم، وأن تلقى فيه النار لتكون مواجهة العدو من جهة واحدة، ولكي لا يباغتوا من الخلف. الوداع الاخير وقال الخطباء أن الحسين عليه السلام قدم الى عياله ليودعهم الوداع الأخير وجراحاته تتفجر دما وقد أوصى حرم الرسالة وعقائل الوحي بلبس الأزر والاستعداد للبلاء وأمرهن بالخلود الى الصبر والتسليم لقضاء الله، فذابت أسى ارواح بنات الرسول "صلى الله عليه واله" حينما رأين الامام بتلك الحالة يتعلقن به يودعنه.

مشاعر الألم في ختام ليالي عاشوراء

لم يمنعه كبر سنه من التطوع في خدمة المعزين بحسينية الرميثية

جموع المؤمنين في حسينية الأوحد

جانب من مراسم إحياء الذكرى الحزينة