الثلاثاء 27 مايو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى

"حصان طروادة" يقتل الخلايا السرطانية بلا آثار جانبية

Time
الخميس 25 يوليو 2019
View
5
السياسة
طور علماء في بريطانيا علاجا جديدا لامراض سرطانية عدة قد يؤدي إلى ثورة كبيرة في هذا المجال الذي لا يزال يشغل مراكز الأبحاث والاطباء منذ عقود.
العقار الجديد الذي أطلق عليه العلماء "حصان طروادة" يعمل وفق تقنية التحايل على الخلايا السرطانية من خلال اندماجه بالدهون التي تتغذى عليها تلك الخلايا، وحين تدخل الدهون الى الخلية يتحرك الدواء ويقتلها ليزيلها تماما، وقد نجح العلاج في شفاء فئران مختبر من سرطان العظام والبنكرياس والقولون.
ووفقا للدراسة الجديدة، فإن المرض ينمو على الدهون حيث تقبل عليها الخلايا الخبيثة بنهم، ولذلك جرى دمج العقار الجديد بذلك الغذاء، وعندما تبدأ الخلايا بتناولها تسحب معها العقار الجديد، الذي بمجرد دخوله الورم يصبح نشطا فيدمر الخلايا المريضة ولا يدمر السليمة.
ونقلت صحيفة "ميل اون لاين" البريطانية عن العلماء العاملين على تطوير الدواء الجديد انهم اختبروا تلك الطريقة باستخدام عقار "باكليتاكسيل" الكيماوي، وقد ادى الى القضاء تماما على سرطان العظم والبنكرياس والقولون.
تجرى الدراسة في جامعة "نورث وسترن" برئاسة أستاذ في قسم الكيمياء الدكتور ناثان جيانتشي، الذي قال: "إن العقار مثل حصان طروادة، فهو يبدو حامضا دهنيا صغيرا لطيفا، لذا فإن مستقبلات الورم تراه وتدعوه، ثم يبدأ عملية الأيض ويقتل خلايا الورم".
وهذا العلاج يختلف الى حد كبير عن العلاج الكيماوي المتعارف عليها حاليا، إذ إن فعاليته تعتمد على نوع الورم ومدى تقدمه وصحة المريض العامة، غير ان الخلايا السرطانية تكتشف كيفية مقاومة العلاج الكيماوي، ما يؤدي الى إبطال مفعوله.
وقال الاطباء في هذا الشأن: "ان الخلايا التي لم يتم قتلها قد تتغير كما تتغير في الاستجابة، أو تعمل على إصلاح الحمض النووي الذي يتلفه الدواء أو تطوير آلية تجعله عديم الفائدة. لذلك، فإن نجاح العلاج يعتمد غالبًا على فشل آليات إصلاح الخلايا السرطانية، وهي قد تنتج مئات النسخ من جين معين، يُعرف بـ"تضخيم الجينات"، ما يؤدي إلى إنتاج مفرط من البروتين الذي يوقف فعالية العلاج".
كما ان في بعض الأحيان تكون الخلايا المريضة قادرة على إخراج الدواء من تلقاء نفسها، وذلك باستخدام جزيء يسمى "البروتين السكري"، ومن المعروف ان العلاج الكيماوي يستهدف الخلايا سريعة النمو، بما في ذلك الخلايا السليمة وهو يتلفها مثل المريضة، كما انه يترك آثارا جانبية مثل تساقط الشعر والقيء والالتهابات.
وقال الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السرطان البروفيسور وركمان: "إن قدرة المرض على التكيف والتطور كبيرة، لذلك يصبح مقاوما للأدوية، وهو سبب الغالبية العظمى من الوفيات الناجمة عن المرض والتحدي الأكبر الذي نواجهه في التغلب عليه".
لهذا السبب صمم الباحثون دهنًا مرتبطًا بالعقاقير في طرفي سلسلة الأحماض الدهنية لمعرفة ما إذا كان يمكن إعطاء العلاج الكيماوي بنجاح أكبر، وهو ان يختبئ مركب الدواء- الدهون داخل البروتين المصلي البشري، الموجود في الدم وينشر جزيئات الدهون حول الجسم.
وقال البروفيسور جيانشي: "إنه مثل الحمض الدهني، وتسمح مستقبلات الخلايا بالتعرف على "HSA"، وتسمح لدهونها وبروتيناتها بالدخول اليها".
وقد أظهرت النتائج، التي نشرت في مجلة الجمعية الكيماوية الأميركية أن النهج العلاجي الجديد سمح لجرعة "باكليتاكسيل" ان تكون أعلى بعشرين مرة ما يعطى عادة، ورغم هذه الجرعة عاليا جدا، إلا أن العلاج كان أكثر أمانًا بنسبة 17 مرة من أدوية "باكليتاكسيل" الأخرى.
واضاف: "هدفنا هو زيادة الكمية التي تصل إلى ورم في الخلايا والأنسجة الأخرى، وهذا يتيح لنا جرعة بجرعات أعلى بكثير من دون آثار جانبية، التي تقتل الأورام بسرعة".
آخر الأخبار