حضر المستهلكون وغاب "الزبيدي" الكويتي... رغم السماح بصيده

* يُباع خارج السوق بـ12.5 دينار للكيلو متجاوزاً تسعيرة الوزارة البالغة 10 دنانير
* الصويان لـ"السياسة": "التجارة" تحارب المنتج المحلي بشتى الطرق وكأن بينها وبينه ثأر مُبيّت

تحقيق - ناجح بلال:

رغم إعلان الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية بالسماح بصيد الزبيدي المحلي اعتبارا من 16 الجاري في مياه الكويت الإقليمية، أصيب الكثير من المواطنين والمقيمين بخيبة أمل عند هرعوا للأسواق لشرائه، وباءوا بالخسران، حيث لم يعرض على البسطات سوى الزبيدي الإيراني مع بقية أنواع أخرى من الاسماك من مختلف الدول.
وبينما أرجع باعة سوق شرق في تحقيق خاص لـ"السياسة" غياب الزبيدي المحلي لقلة وجود صياديه، شدد رئيس اتحاد الصيادين ظاهر الصويان على أن الزبيدي لن يتوفر في السوق "مالم تعدل وزارة التجارة من قرارها وتسمح بعودة المزادات مجددا"، مؤكدا تأثر الأسعار بالارتفاعات المتزامنة والمتلاحقة لتعرفة الوقود، منتقدا في الوقت ذاته إجراءات تقوم بها وزارة التجارة التي وصفها بأنها "تحارب المنتج السمكي المحلي بشتى الطرق، وكأن بينها وبين هذا المنتج ثأر مبيّت"، مشيرا الى تحمل وزارة الصحة جزءاً من المسؤولية لعدم تطعيمها للبقية الباقية من الصيادين.
التفاصيل في ما يلي:
هرع المواطنون والمقيمون الى سوق الأسماك في شرق مؤخرا، للتزود بأسماك الزبيدي المحلية عقب إعلان هيئة الزراعة السماح بصيده في المياه الاقليمية، غير أن الرياح أتت بما لا تشتهي سفنهم وعادوا خالي الوفاض، إذ تبين لهم أن المعروض ليس سوى "زبيدي ايراني" وسط أسماك أخرى، ليس من بينها المنتج المحلي.
وعزا رئيس الاتحاد الكويتي لصيادي الأسماك ظاهر الصويان، في تصريح خاص لـ"السياسة"، غياب الزبيدي المحلي عن بسطات السوق، الى ارتفاع أسعار الوقود وأسباب أخرى، مشددا على أن الزبيدي الكويتي "لن يتوفر في السوق مالم تعدل وزارة التجارة عن قرارها وتسمح بعودة المزادات من جديد".
وأضاف الصويان ان "غياب المزادات يفيد باعة السمك المستورد في المقام الأول"، متسائلا: "هل يعقل أن ننزل بالزبيدي الكويتي ونبيعه بأقل من تكلفة صيده؟، مبينا انه "يباع الآن خارج السوق ب12 دينارا ونصف الدينار للكيلو، فهل يعقل طرحه في البسطة ب10 دنانير، بحسب سعر وزارة التجارة؟".
وأشار إلى أن مجلس الوزراء "حل مشكلة الصيادين العالقين بالخارج، حيث سيتم استكمال وصول 500 منهم في 22 الجاري، ويتم توفر كافة الأسماك، لكن من الصعب صيد الزبيدي الكويتي مالم يعاد المزاد لسوق السمك"، متهما وزارة التجارة بأنها "تحارب المنتج السمكي المحلي بشتى الطرق، وكأن بينها وبينه ثأر".

أسعار مناسبة
وفي الجانب الآخر، أعرب جمهور من المستهلكين عن خيبة أمل عند توافدهم لشراء الزبيدي الكويتي، فلم يجدوه.
وفي هذا السياق، يقول بوعلي: حضرت لشراء الزبيدي الكويتي لكن للأسف لم يطرح في السوق حتى الآن، مشددا على أهمية صيده بأسرع وقت حيث إن المواطن الكويتي لايفضل سواه.
الأمر ذاته ينطبق على بدر المطيري، الذي لفت الى انه حضر خصيصا من صباح الناصر لسوق شرق لشراء الزبيدي الكويتي وأصيب بخيبة أمل فلم يجد سوى الإيراني.
ويرى أبو كاظم (بائع أسماك في شرق) أن الصيادين لم يباشروا الصيد بعد، مما غاب بسببه الزبيدي المحلي عن السوق، لافتا إلى أن الزبيدي الإيراني متوفر وبسعر مناسب هو 7 دنانير للكيلو من حجم الوسط، و9 دنانير للحجم الكبير.
ويقول جمعة محمود (بائع أسماك) إن أعدادا كبيرة من المستهلكين توافدت الى السوق منذ الإعلان عن السماح بصيد الزبيدي الكويتي، لكنهم شعروا بغصة لعدم توافره حتى الآن، فمراكب الصيد لم تتحرك من مكانها بعد.