الخميس 03 أكتوبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

حضور خجول للدراما التراثية وتراجعها أمام المعاصرة في رمضان

Time
الخميس 20 أبريل 2023
View
5
السياسة
كتب - مفرح حجاب:

حضرت الدراما التراثية الخليجية والعربية في الدورة الرمضانية هذا العام على استحياء، وغاب عنها الشغف وذروة المشاهدة التي تقف خلفها وتضعها في الصدارة، في المقابل كان هناك حضور مميز للدراما المعاصرة، وحاول البعض الرجوع إلى حقبة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، كما شاهدنا في مسلسل "عزيز الروح " للفنان محمد المنصور، وايضا مسلسل "منزل 12" للفنان سعد الفرج ومسلسل "دفعة لندن" للكاتبة هبة مشاري حمادة، لكن الابتعاد عن التراث كان جليا وبعض الأعمال، التي قدمتها الدراما الكويتية والسورية على وجه الخصوص لم تكن كافية ولم تحقق التميز.
تغيرت بشكل كبير أولويات المنتجين في الدراما التي تعرض خلال دورة رمضان، بعد إغلاقات جائحة "كورونا" لموسمين متتالين، حيث تمكن غالبية المنتجين من التعرف اكثر على مزاج المشاهد وتوجهاته بعد قضاء فترة الإغلاق الطويلة أمام التلفزيون، وايضا الحضور الكبير للمنصات الإلكترونية التي اهتمت بكل ما هو معاصر ولعبت على وتر الكوميديا والصورة المتميزة أكثر من البحث عن القيمة الدرامية التراثية، وهو الأمر الذي دفع حتى التلفزيونات الحكومية والقنوات الفضائية إلى الإبتعاد بعض الشيء عن المغامرة في الإنفاق على الدراما التراثية، إذا وضع في الاعتبار ان المراحل العمرية التي تتابع تلك المنصات معظمها من الشباب والجيل الجديد، الذي لا يهتم كثيرا بالدراما التراثية، لأن الشغف كله ينصب على الاثارة والحبكة الدرامية المعاصرة والنظر إلى صورة متميزة أكثر من أي شيء، لذا عملت الفضائيات التجارية والمنصات الرقمية على تجديد اختيار الأعمال التي تعرض خلال دورة رمضان.
ورغم ان تلفزيون الكويت يعرض مسلسل "البوشية" للفنانين مريم الصالح وعبدالرحمن العقل وجاسم النبهان ومحمد جابر، وكذلك مسلسل "في دروب السعي مظالم" للفنانين عبدالإمام عبدالله وهيفاء حسين وماجد مطرب إلا ان متابعة الجمهور لتلك الأعمال غير كافية ولا تتسق مع أهميتها، وهذا حصل في قنوات فضائية عدة تعرض مجموعة من الأعمال تستلهم الماضي، من أبرزها "الزند"، لذا فإن هذا العزوف الجماهيري يحتاج الى وقفة وقراءة جديدة في النصوص وصناعة الأعمال التراثية وجودتها وتكلفتها ونوعية الجمهور المستهدف من مشاهدتها، إذ علينا أن نعترف بوجود عوامل كثيرة وراء عزوف الجمهور عن هذا اللون الدرامي وعدم اهتمام المنتجين والقنوات والمنصات بها، وأبرزها حالة الصخب التي تلازم الأعمال الدرامية المعاصرة والترويج لها سواء عبر حسابات النجوم المشاركين فيها أو من خلال بعض الشركات التي تتولى التسويق، بالإضافة الى ان النجوم الكبار المشاركين فيها أصبحوا ينفقون من أموالهم على الترويج لأعمالهم من خلال صفحات وحسابات لكي يتصدروا "الترند"، وهذا الأمر خلق مشكلة كبيرة حتى في التنافس بينهم عند عرض أعمالهم خلال شهر رمضان.
الإشكالية الأخرى تكمن في الثقافة العامة والاختلاط عبر منصات "السوشيال ميديا" والتي جعلت الجيل الجديد ومتابعي المواقع يفقدون متعة القيمة الفنية للعمل التراثي، وهذا الأمر حدث بالتبعية نتيجة نقص في النصوص القوية وأيضا غياب الرؤية لدى المنتجين وعدم وجود خطة حقيقية للترويج لمثل تلك الأعمال حتى تواكب دعاية الدراما المعاصرة. المهم أيضا ان غالبية النجوم ليس لديهم اهتمام كبير بالأعمال التراثية، لأنهم يعتبرونها مزعجة وتحتاج الى تحضير ومراجعة كبيرة، لذا يستسهلون العمل في الدراما المعاصرة، لكن تبقى الدراما التراثية هي العبق الحقيقي للفن والقيمة الكبيرة، التي يبحث عنها كل فنان يريد أن يكون له تاريخ فني مميز.
ويظل هناك دور أكبر ومسؤولية يجب أن تتحملها التلفزيونات الحكومية والقنوات الفضائية الكبيرة والتي يفترض ان تتبنى تلك النوعية من الأعمال الدرامية للحفاظ على موروث الآباء والأجداد حتى يتعرف عليه الجيل الجديد بشكل جيد دون تشويه.


محمد وحسين المنصور وعبدالعزيز بهبهاني في "عزيز الروح"


سعد الفرج يتوسط بعض نجوم مسلسل "منزل 12"


"البوشية" عبدالرحمن العقل ومحمد الصيرفي ومحمد الشطي

آخر الأخبار