حضور واسع لنجوم الفن السابع وبرنامج ثري في "كان" السينمائي

أتمت إدارة مهرجان "كان" السينمائي الدولي تحضيرات الدورة الـ 76، التي تفتتح الليلة، وتواكبها إجراءات أمنية مشددة، إذ ينتشر نحو 1000 من عناصر الشرطة وشركات الأمن الخاصة لمنع حدوث ما يعكّر صفو المهرجان، خصوصاً في ظل التوترات الاجتماعية والتظاهرات التي تشهدها فرنسا منذ فترة.
ويشكل المهرجان، الذي يقام بين 16 و27 الجاري ويستضيف نخبة لامعة من نجوم السينما يتهافت لرؤيتهم الجمهور بالإضافة إلى 4500 صحافي معتمد، "حدثاً تُعتمد فيه إجراءات أمنية مشددة لأن المنطقة سبق أن شهدت أعمالاً إرهابية فضلاً عن استقبالها فئة معينة من كبار الشخصيات".
إلى ذلك تخيّم مناخات هوليوودية على المهرجان، حيث التنافس على "السعفة الذهبية" والجوائز التي يمنحها المهرجان إلى جانبها، فيما تتجه الأنظار إلى الحضور القياسي لأفلام النساء هذا العام.
وتُسلّط الأضواء على قصر المهرجانات بمدينة كان الفرنسية، في وقت أدّى إضراب كتّاب السيناريو في هوليوود إلى توقف تصوير العديد من الأعمال في الولايات المتحدة.
وتشهد مختلف فئات وأقسام المهرجان هذا لعام، عروضاً لنحو 100 فيلم، يميزها الحضور القوي للسينما الأميركية، بعدما تميّز برنامج العام الفائت باثنين من أبرز أفلامها هما "Elvise" و"Top Gun: Mavric".
ويُرتقب حضور ثلة من نجوم هوليوود على درج قصر المهرجانات، من بينهم هاريسون فورد الذي يعود مجدداً، وقد بلغ الثمانين، مع تولّيه دور "عالم الآثار إنديانا جونز" في جزء خامس من السلسلة السينمائية الشهيرة، التي ألّفها جورج لوكاس وتولى إخراج أفلامها ستيفن سبيلبرغ.
وتتهيأ رئيسة المهرجان الجديدة إيريس كنوبلوك، التي أمضت معظم مسيرتها المهنية في استديوهات "وارنر" الأميركية، لاستقبال عدد كبير من نجوم هوليوود في "كان"، ومنهم مارتن سكورسيزي، الذي سيحضر لعرض فيلمه الجديد "Killers of the flowers moon"، بطولة ليوناردو دي كابريو وروبرت دي نيرو، مايكل دوغلاس الذي ينال سعفة ذهبية فخرية، وبيدرو باسكال، الذي سيكون موجوداً لعرض فيلم قصير ناطق بالإنكليزية بعنوان "Strange Way of Life"، يؤدي بطولته مع إيثان هوك ويحمل توقيع المخرج الإسباني الشهير بيدرو ألمودوفار، ويتناول علاقة مثلية في أجواء الويسترن.
وفي موازاة الكبار المخضرمين، يبرز حضور الجيل الجديد من خلال ضمّ الممثلة الأميركية بيري لارسون (33 عاماً) المعروفة بدور "كابتن مارفل"، إلى لجنة التحكيم، إلى جانب بول دانو، فيما يسرق "ذي ويكند" الأضواء لدى حضوره عرض مسلسل "The Idol" مع ليلي روز ديب.
وإلى جانب تواجد الاستديوهات الكبرى في "كان"، تشارك كذلك منصات البث التدفقي ومنها "آبل" التي قررت عرض أفلامها، ومنها فيلم سكورسيزي، في دور السينما قبل إتاحتها عبر المنصة. بينما تستمر "نتفليكس"، في عدم إتاحة أفلامها بدور السينما، إذ تعترض على القاعدة المطبقة في مسابقة "كان" السينمائي.
ويتنافس على نيل "السعفة الذهبية" في المسابقة الرسمية 21 فيلماً، ويتولى المخرج السويدي روبن أوستلوند رئاسة لجنة التحكيم هذا العام، حيث يسعى مجموعة من المخرجين إلى نيل السعفة الذهبية للمرة الثانية، من بينهم الإيطالي ناني موريتي، التركي نوري بيلجه جيلان، الياباني هيروكازو كوري-إيدا، الألماني فيم فندرز، فيما يأمل البريطاني كين لوتش البالغ 86 عاماً في سعفة ثالثة ليحقق إنجازاً تاريخياً. وتنافس أفلام سبع مخرجات على السعفة الذهبية، حيث يسجّل المهرجان بذلك رقماً قياسياً في وقت يهيمن فيه الرجال على الصناعة السينمائية رغم الجهود الحثيثة من أجل المساواة.
ومع أن المخرجات لا يزلن أقلية، فإن كون المخرجات السبع المشاركات أصغر سناً من نظرائهن الرجال يساهم في تجديد دماء المهرجان ويشكل رسالة مهمة، ومنهن الفرنسية السنغالية الأصل راماتا تولاي سي، التي تشارك في المنافسة بفيلمها الروائي الأول "بانيل إيه أداما"، وهناك المخرجتان جوليا دوكورنو الفائزة بالسعفة الذهبية العام 2021 عن فيلم "Titan"، والفرنسية المتحدرة من أصل لبناني أودري ديوان، التي فازت في العام نفسه بالدب الذهبي في مهرجان برلين عن فيلم "Happening"، إذ ستكون الأولى ضمن لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في حين اختيرت الثانية ضمن قسم "أسبوع النقاد". ويتوقع أن يثير فيلم الافتتاح "Jeanne du Barry" للمخرجة الفرنسية مايوين ضجة واسعة، لأن مايوين تواجه قضية من الصحافي إدوي بلينيل، يتهمها بأنها اعتدت عليه في مطعم.
وتؤدي مايوين، شخصياً في الفيلم دور "جانّ دو باري"، محظية الملك لويس الخامس عشر الذي يجسده نجم هوليوود جوني ديب، الذي استُبعد من الأعمال الأميركية بسبب اتهامات بالعنف الزوجي، التي وجهتها له زوجته السابقة أمبر هيرد ثم الاتهامات المتبادلة بينهما بالتشهير، ويشكل مهرجان "كان" عودة قوية لجوني بعد هذه المواجهة القضائية التي حظيت باهتمام إعلامي واسع وانتهت لصالح ديب.
وينتظر أن ترافق الضجة فيلم "Le retour" الروائي لكاترين كورسيني، إذ أن المساعدة المالية الحكومية حُجبت عن الفيلم لكونه لم يصرّح سلفاً، كما يُفترض به قانوناً، عن مشاركة ممثلة دون السادسة عشرة في مشهد جنسي الطابع.