طرابلس، عواصم- وكالات: توقفت عملية القائد العسكري للجيش الوطني الليبي خليفة حفتر للسيطرة الخاطفة على العاصمة الليبية، أمس، لكنه لن يواجه على الأرجح ضغوطا حقيقية من الخارج للانسحاب، حيث أن وصول خصوم متشددين يعزز دعوته للحرب على الارهاب. ويعتقد دبلوماسيون أن حفتر لن يواجه في الوقت الراهن ضغوطا من داعميه بما في ذلك الامارات ومصر وفرنسا، التي لا تزال تراه الرهان الافضل لانهاء الفوضى والانقسامات المستمرة منذ الاطاحة بالقذافي في 2011.ويدعم حجة فرنسا وصول متشددين في الأيام الاخيرة لمساعدة قوات السراج، ومن بينهم صلاح بادي القيادي في ميناء مصراتة القريب والذي له صلات باسلاميين. من جانبه، حاول رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، التقليل من شأن وجود متشددين، ولجأ إلى "سلاح" المهاجرين لتحذير أوروبا ودفعها للتحرك، محذرا من أن الحرب قد تدفع نحو 800 ألف مهاجر ليبي نحو السواحل الأوروبية، واصفا حفتر بالخائن لليبيا والمجتمع الدولي.
في المقابل، أكد وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني أن الموانئ الإيطالية ستظل مغلقة، في حين سارع نائب رئيس الوزراء لويجي دي مايو إلى الرد على السراج، قائلاً "لن نسمح أبداً بأن يصل 800 ألف مهاجر إلى إيطاليا".من جانبها، نقلت صحيفة "لا ريبوبليكا" الايطالية، عن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، دعوته لفرض حظر للسلاح على حفتر وانسحاب قواته من المناطق التي سيطرت عليها.بدوره، عبر مشروع قرار بريطاني في مجلس الأمن حول ليبيا، ستقوم الدول الأعضاء بمناقشته خلال الأيام القادمة، عن القلق العميق تجاه النشاطات العسكرية بالقرب من العاصمة طرابلس، مطالباً جميع الأطراف بالتهدئة الفورية والالتزام بوقف إطلاق النار. من جهتها، أعربت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، عن قلقها جراء تصاعد أعمال العنف في العاصمة طرابلس وما حولها، وحضت "أطراف النزاع على عدم ارتكاب أي جرائم تدخل في اختصاص المحكمة"، بينما ذكرت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة أن الاشتباكات الأخيرة أدت إلى نزوح نحو 18000 شخص.