السبت 12 أكتوبر 2024
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

حقبة السبعينات... انفتاح ثقافي وفني جعل الكويت " جوهرة الخليج"

Time
السبت 04 فبراير 2023
View
5
السياسة
حفلت الحلقة الحواريّة الثالثة من "ذاكرة الأندلس" بذكرياتٍ طبعت المشهد الفني والثقافي في الكويت أيّام السبعينات. ففي غضون ما يقارب الساعتين من النقاش، أحيت أكاديميّة لوياك للفنون - "لابا" تلك الفترة التنويريّة المتميّزة من نافذة مسرح وسينما الأندلس، والتي كانت سابقةً لعصرها ومحيطها. فكان أن جمعت "لابا" تحت إدارة شركة "أجيال" العقاريّة، نخبةً من أهل الفن والثقافة والإعلام، تعاقبوا على استعادة حقبةٍ ميّزت المشهد الفني والثقافي والأدبي في الكويت، وتجلّت على وجه التحديد إبداعاتٍ وإنتاجاتٍ سينمائيّة ومسرحيّة ما زالت متجذّرة في ذاكرة الكويتيّين والعرب والأجانب.
ففي مقرّ مشروع الأندلس " الجديد" مكان السينما سابقاً، والذي يستضيف الندوات الحواريّة منذ أكتوبر الماضي، استُهّلت حلقة "الأندلس والانفتاح الثقافي في السبعينيّات" بترحيبٍ من عضو مجلس إدارة "لوياك" السيّدة فتوح الدلالي، التي نقلت تحيات رئيسة مجلس إدارة "لوياك" والعضو المنتدب لأكاديميّة "لابا"، السيّدة فارعة السقاف، والتي تعذّر حضورها بداعي السفر. وفي كلمتها الافتتاحيّة، قالت الدلالي: لقد ثابرت "لابا" على تبنّي مشروعٍ ثقافيّ وتنويريّ متكامل، من خلال العديد من البرامج والمشاريع الرياديّة، سواء "الملاذ المسرحي" أو برنامج "الجوهر" أو غيرها من الفنون الاستعراضيّة والموسيقيّة والدراما. لقد نجحنا في تحريك المياه الراكدة في بحر الثقافة، ونطمح من خلال مشروع "ذاكرة الأندلس" الرياديّ إلى العودة للزمن الجميل، كي نستنهض الهمم ونستفيد من الدروس التي حملتها تلك الحقبة".
وعبر ثلاثة محاور، تنقّل كلّ من الأستاذ والباحث الإعلامي حمزة العليان والإعلامية نيفين أبو لافي بين أروع اللّحظات وأكثرها ألقًا خلال السبعينيّات، من المناخ العام والترويح السياحي إلى النهضة الإعلامية والثقافية وتجلّياتها من خلال إصدار الصحف والحركة المسرحيّة والفنيّة والفعاليّات الثقافيّة، وصولًا إلى حفلات وفعاليّات سينما الأندلس.
من جهتها، حاورت الإعلامية نيفين أبو لافي، الفنان القدير جاسم النبهان، أحد روّاد فرقة المسرح الشعبي وصاحب الأعمال الفنيّة المتميّزة، مستذكرةً كيف "كانت الكويت في السبعينيّات منارة للفنّ والموسيقى على مسرح الأندلس، الذي وقف على خشبته عمالقة الفنّ في الوطن العربي والعالم، في زمنٍ تخطّت إنجازاته حدود المعقول، ولم يسبقنا إليه أحد في محيطنا الذي طالما طُبع ببيئاتٍ مغلقة.
وفي سياق إجابته، نوّه الفنان والممثّل جاسم النبهان بـ"جهود "لوياك" و"لابا" في إحياء المشهد الفني، وتحديدًا المسرحي، والذي كنتُ شاهد عيانٍ على تطوّره منذ سبعين عامًا. لقد واكبتُ الكثير من إنجازات الإنسان الكويتي خلال فترة الستينيّات والسبعينيّات، والذي كان يطمح لأن تكون الكويت منارة بغاية الروعة في الفنون والآداب والشباب والرياضة وشتّى المجالات، وبلوغها مصاف الدول العربية والأجنبية. لم يكن هناك من رافض لهذه الفكرة في ذلك الوقت، رغم وجود بعض المتعصّبين. كان المجتمع الكويتي يتقبّل ثقافة الآخر، فقد بُني على الحبّ والتعاون والتكافل والتواصل مع الآخر عن طريق البحر، ولكن للأسف نفقد اليوم هذا الاتصال والتواصل. كان حينها البحّار البسيط يتلاقى بثقافات وحضارات وأديان مختلفة في آسيا وغيرها، وذلك قبل بروز وسائل الإعلام التقليدي".
وعن ارتباط الفنّ بالإنسان الكويتي من خلال الأهازيج البسيطة، والأثر الكبير لفيلمَي "بس يا بحر" و"عرس الزين" في أوائل السبعينيّات، رغم صعوبة التصوير والإنتاج والعرض حينذاك، تحدّث أبو طلال عن معاصرته الفيلمين، قائلًا: "لقد شارك أعضاء من فرقة المسرح الشعبي في فيلم "بس يا بحر"، بينهم الممثل الراحل عبد العزيز المسعود. ولم نكن لنشهد هذه الأعمال لولا وجود مسؤولين مثقفين، واعين وداعمين كالشيخ الراحل جابر العلي السالم الصباح والمخرج والمؤلف السينمائي خالد الصديق وباقي المسؤولين حينذاك في وزارة الإعلام وباقي وزارات الدولة، الذين وقفوا وقفة لا ننساها كفنّاني مسرح وتلفزيون وسينما".
واختُتمت الحلقة الثالثة بفيديو خاص أعاد الحضور إلى فترة السبعينيّات، من خلال استعراض سلسلة احتفالاتٍ موسيقية وفنيّة لكبار النجوم الكويتيّين والعرب والأجانب. وعلى وقع أروع الأنغام والألحان، كانت جولة في ذاكرة الحاضرين، اختصرت شغفهم بتلك الفترة المليئة بالأحداث، والتي ستكون محور الحوار في الندوة الرابعة المقبلة، تحت عنوان "الأندلس والكويت في السبعينيّات".
آخر الأخبار