حقل الدرة!

طلال السعيد

مشكلتنا في الكويت اننا كلنا اصبحنا وزراء دفاع وخارجية وداخلية، وكل منا اصبح له رأي يتحمس له، ويكتبه، ويدافع عنه في وسائل التواصل الاجتماعي، حول موضوع حقل الدرة النفطي، الواقع داخل الحدود الكويتية، والذي يثار حوله كلام كثير لا نعرف مدى صحته من عدم الصحة، في نقل اخبار حقل الدرة، حتى اختلط الحابل بالنابل، ودخل دائرة النقاش من ليس اهلا للنقاش، وكل واحد يدعي ان الحق معه، وان كلامه هو الصحيح، وانه هو فقط الذي يعرف ما الذي يجري على ارض الواقع!
"ابتلشنا"، ولم نعد نعرف من نصدق بعد ان كثر الكلام، وكثر الاخذ والرد حول هذا الموضوع الحساس!
والسؤال الذي يجب ان يطرح: لماذا لا يترك الموضوع، بما له وما عليه، لاصحاب الشأن وهم يتصرفون وفق ما يرون فيه مصالح البلاد العليا، فنحن في ذمة حكومة وهي مسؤولة امام الله عز وجل عن مصالح البلاد والعباد، وهي كذلك محاسبة من مجلس الامة، والمجلس نفسه محاسب من الناخبين، وهذا يعني ان دور المواطن ليس الان، انما لاحقا، والتشويش على اصحاب القرار ليس في الصالح العام نهائيا؟
لا يمكن ان يتصور احد ان هناك مواطنا كويتيا في موقع المسؤولية سوف يفرط بحقوقنا الوطنية، صغيرة كانت او كبيرة، وهذا ما يجب ان يعرفه الجميع، وان الدور حاليا على المسؤولين، اما المواطن فدوره ينحصر بالوقوف خلف حكومته، ودعمها بكل قوة، ووضع جميع امكانياته تحت تصرفها، ودعم كل اجراء تقدم عليه، ثم لاحقا يأتي دور المحاسبة حين يثبت ان هناك تفريطا بحقوقنا الوطنية، أما اليوم فلنترك الامر لاصحاب الامر!
هناك من يتعمد التشويش على اصحاب القرار، وهناك من يتدخل في ما لا يعنيه، على اساس انه الوحيد الحريص على البلاد والعباد، وانه يملك الرأي والحل والعقد، مع العلم ان سكوته في مثل هذه الاحوال افضل بكثير من حديثه!
المؤسف، حقا اننا اصبحنا نتدخل في ما لا يعنينا، وسمحنا لأنفسنا بتوجيه السياسة الحكومية وفق ما نراه نحن، وليس وفق الظرف الدولي الذي نمر فيه، وتوازنات القوى من حولنا، والتي تتطلب مزيدا من الحكمة في التعامل مع مجريات الاحداث.
اتركوا الحكومة تعمل، وراقبوا عملها، وبالتالي لكم حق التدخل، ولا تضغطوا على اصحاب الشأن، فالامر يهمهم مثلما يهمنا، لكن الفرق بيننا وبينهم اننا نقول كل ما نريد، وهم يحسبون الفحشاء، وحسابا لكل تصريح يدلون به...زين.