السبت 05 أكتوبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

حكاية الصحافي عفيف حليم نصر ... ونصف قرن من الكفاح

Time
الخميس 06 أبريل 2023
View
5
السياسة
الأستاذ عفيف حليم نصر من بلدة كفرشيما اللبنانية الهادئة والوادعة، التي أعطت الكثير والكثير للفن والأدب والرياضة، تحدّر من عائلة آل نصر العريقة التي اشتهرت بالطباعة والأدب والصحافة، وكيف لا وعمّه رشيد فارس نصر الذي أسّس المطبعة الرشيدية في كفرشيما، وأصدر جريدة "السلام" في مطلع القرن الماضي.
وعمه خليل بك فارس نصر الذي أسس جريدة "الأردن" ومطابعها، وانتقل بها إلى إمارة شرق الأردن نزولاً عند رغبة أمير البلاد، آنذاك.
وعمه ناصر فارس نصر الذي أسس مطبعة في كفرشيما لطباعة الدفاتر المدرسية والجامعية (التي لا تزال تعمل إلى يومنا هذا)، وعمه طانيوس فارس نصر المجاهد العربي الكبير الذي أسس وأصدر جريدة "الإقدام" في فلسطين.
أبصر الأستاذ عفيف حليم نصر النور عام 1923، عندما كان والده لا يزال في المهجر، ويذكر أن جدّه لوالدته موسى باشا قطّان كان رئيساً لبلدية بيت لحم، آنذاك.
تلقى علومه الأولى في كفرشيما، وعمل بالطباعة في المطبعة "الرشيدية" مطلع شبابه، وسافر إلى الأردن عند عمه خليل، حيث عمل هناك لفترة من الزمن، وتنقل فيها بين عمه خليل بك نصر وابن خاله توفيق باشا قطّان.
بعدها سافر إلى الكويت وعمل في شركة إنكليزية، وكان مسؤولاً عن الحسابات فيها، ولم يطل به الزمن حتى عاد إلى لبنان وعمل في مطبعة "الأميركان" مع أخوانه هاني، بديع، نصر وبدر، وكان محباً للطباعة والصحافة والشعر، حيث يذكر أنه قد شارك في شبابه بالعديد من النشاطات الاجتماعية والسياسية، التي كانت تقام آنذاك في كفرشيما، خصوصا من خلال نادي الأدب والرياضة العريق.
في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي قام جولات صحافية عدة على الدول العربية، وعمل مع أخيه بدر الذي أسس وأصدر مجلة "المجتمع اللبناني" حيث انتدبه ليمثل المجلة في الخارج، لما كان له من خبرة في الصحافة والعلاقات العامة، وكانت له جولات عديدة في العديد من البلدان العربية منها العراق والكويت والخليج العربي.

"المجتمع العربي المصور"
في بداية السبعينيات القرن الماضي، أسس دار "المجتمع العربي المصور"، وتابع جولاته الصحافية المتنقلة في العراق والكويت وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارت العربيّة المتحدة، ومملكة البحرين وليبيا، وأصدر أعداد خاصة سنويّة واكب من خلالها النهضة العمرانية الهائلة والازدهار الشامل الذي عمّ كل أرجائها، خاصة بعد الفورة النفطيّة التي عمّت تلك البلاد.
حيث لقب عن جدارة بالصحافي المتجول، لاسيما أنه كان يتنقّل بسيارته الخاصة، ومعرضاً لمخاطر ومشاق السفر كافة، وفي المناسبة كانت زوجته، وهي ابنة عمه طانيوس، مؤسّس جريدة "الإقدام" في فلسطين، رفيقته الدائمة في أسفاره وجولاته، وعملت معه جنباً إلى جنب، وكانت مديرة للعلاقات العامة في دار "المجتمع العربي"، وقد قامت بتأليف كتاب عن نهضة المرأة العربية، ومدى مساهمتها في بناء المجتمع في القرن العشرين.
قضى القسم الأكبر من جولاته الصحافية في المملكة العربية السعودية حيث جال فيها، طولاً وعرضاً، وأصدر العديد من الريبورتاجات الخاصة عن مدنها التي رافق فيها الازدهار والرخاء في ظل القيادة الحكيمة والرشيدة، التي تمتّع بها ووفّرها لشعبه، المغفور له، الملك عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، مؤسس وباني المملكة، وأكمل أبناؤه الميامين المسيرة على خطاه.
وكان الأستاذ عفيف قد ارتبط بعلاقات وطيدة مع حكام تلك الدول، ومنهم المغفور لهم الملك سعود والملك فيصل والملك خالد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وسمو الشيخ زايد، طيّب الله ثراهم، وأيضا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، أطال الله بعمره، حيث رافقه من مطلع شبابه، وعاصر معظم مراحل تدرّجه، وكانت له معه لقاءات عدة، ولم يكن ليفوّت أي زيارة له عندما كان يزور المملكة.
هذا، ولا ننسى أيضاً صداقاته الكثيرة مع معظم الأمراء أبناء الملك عبدالعزيز الذي كان يتشرف بزيارتهم أثناء جولاته في المملكة.
ونشير أيضاً إلى أن الأستاذ عفيف كان قد تميّز بأخلاق حميدة، وبكرم كبير، وكان محباً لفعل الخير وصادقاً مع الجميع، وقد ساعد العديد من اللبنانيين والعرب أثناء وجوده في الدول العربية لدى حكامها ومسؤوليها لتسهيل أمورهم.
وظل في قمة عطائه حين فاجأه مرض عضال في العام 1986 بُعيد إصداره آخر عدد عن المملكة العربية السعودية في العام نفسه، وظلّ يعاني منه مدة أربع سنوات إلى أن سافر إلى إيطاليا في أواخر العام 1989 لتلقي العلاج هناك، حيث وافته المنية عام 1990.

الأستاذ عفيف حليم نصر


العدد الخاص بلقاء الملك عبدالله والبابا بيندكتوس الثاني


الأستاذ عفيف حليم نصر ترافقه حرمه الأديبة زينه ط. نصر أمام برج مدينة الرياض -رحمهما الله-



الصحافي حليم عفيف نصر

ما يجدر ذكره، أن ابنه الصحافي حليم الذي كان قد رافقه في عدد من جولاته على البلدان العربية، وعاونه في العديد من إصدارات "المجتمع العربي" كان قد أصدر في العام ٢٠١٠م إصداراً توثيقياً خاصاً باللغتين العربية والإنكليزية عن الزيارة التاريخية التي قام بها المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -طيّب الله ثراه- إلى حاضرة الفاتيكان عام ٢٠٠٧م.


مجموعة من الأعداد الخاصّة المصوّرة من أرشيف دار المجتمع العربي المصوّر في لبنان
















آخر الأخبار