حكومة الخير

طلال السعيد

يا حكومة الخير، الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، فقد قمنا نتلمس ونبحث عن اخباركم، وقراراتكم، حتى تلك التي تمس حياتنا اليومية من الحسابات الوهمية، وغير الوهمية في "تويتر"، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي!
فحين يتطوع مواطن، جزاه الله خيرا، بشرح البديل الستراتيجي للناس لكي يتعرفوا عليه بطريقته الخاصة، ويأخذ دور الحكومة وهي تتفرج فتلك طامة كبرى، ليس على المواطن المتطوع، انما على الحكومة، والاكبر منها حين ينفي وزير المالية خبر الزيادة والبديل الستراتيجي، الذي لا يزال اكثرنا يصفق له، وهو لا يعرفه، ويجهل حتى معناه، والفئات التي يشملها رغم شرح المواطن المتطوع.
ويقول الوزير ان هذا البديل المعلوم المجهول لا يزال مجرد اقتراح قيد الدراسة، ولا تزال عليه تحفظات كثيرة، قد تلغي تلك الزيادة التي لا نعرف هل هي حقيقة، ام وهم، ومن اهم التحفظات خوفهم من ان تؤثر الزيادة على استدامة مالية الدولة، يعني "اذا عطونا الزيادة ما يبقى عندهم فلوس"!
وليس من حقنا ان نسأل عن مليارات التنمية اين ذهبت؟ واموال الدولة التي استبيحت، وتأتينا اخبارها عبر "تويتر" نفسه، متى يتم تحصيلها، واين تذهب، الا ان البديل الستراتيجي الذي نسمع به ولا نعرفه حتى الان، هو فقط الذي يخلص الفلوس؟
يا حكومة الخير كان عندكم ناطق رسمي يتحدث الى الناس بما هو مسموح به، ونضع تحتها عشرين خطا، وكان نواة عمل حكومي منظم يشارك الناس في القرار الحكومي الا انه توقف، ولسنا هنا بصدد بحث الاسباب، لكن النتيجة اننا نبحث عن متبرعين يشرحون لنا توجهات الحكومة، ونبحث عن صدق الخبر من خلال الحسابات الوهمية وغيرها.
والادهى والامر ان تلك الحسابات التي نبحث فيها هي التي توجه سياسات الدولة، مع الاسف، فقد اصبح القرار يرتجف من "تويتر"، ويخاف من وسائل التواصل الاجتماعي، ويحسب حسابها، متصورا ان تلك الحسابات تمثل وجهة نظر الشارع الكويتي!
يا حكومة الخير كل هذا يحدث في ظل تهميشكم لأصحاب الحل والعقد، وإبعادكم المواطنين المخلصين من مجالسكم، بل اغلاق المجالس الرسمية، وقطع الزيارات، وعدم التواصل مع المواطنين وسماع وجهات نظرهم، واعتمادكم على بطانة السوء مع شديد الاسف!
يا حكومة الخير، في كل قرار مفصلي ابحثوا عن متطوع يشرح وجهة نظركم، فإن احسن، فقولوا اننا كلفناه، وان اساء فقولوا انها وجهة نظره لا دخل لنا فيها...زين.