حكومة العراق تُبصر النور ليلاً بعد ولادة مُتعثرة

بغداد، عواصم - وكالات: بعد ولادة متعثرة، وتحت جنح الظلام، أبصرت الحكومة العراقية الجديدة النور بصعوبة، ليل أمس، حيث صوّت البرلمان لصالح التشكيلة التي تقدم بها رئيس الوزراء المكلف محمد شياع السوداني، والتي تهيمن على غالبيتها أحزاب وكتل إيران المنضوية تحت لواء الإطار التنسيقي الشيعي. وتسببت الخلافات حتى الرمق الأخير في تأجيل جلسة التصويت على التشكيلة الوزارية من ظهر أمس وحتى الليل، بطلب من الكتل السياسية لتفسح في المجال للمناقشات، فيما تواصلت المفاوضات بين السوداني وقيادات الكتل البرلمانية للتوصل
لتفاهمات بشأن تشكيلة وزارية كاملة غير منقوصة، تضم 23 حقيبة وزارية.
وتعهد السوداني تعزيز علاقات العراق الخارجية على أساس مبدأ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركةِ وعدم الدخول في سياسة المحاور، خاصة مع دول الجوار ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، مشددا في برنامج حكومته الذي تقدم به إلى البرلمان على عدم السماح بأن يكون العراق ممرا أو مقرا للاعتداء على الدول الأخرى والطلب من الدول الأخرى المعاملة بالمثل.
كما تعهد بمواصلة الحوار بين العراق ودول التحالف الدولي بشأن تواجد القوات الدولية في العراق، وفقا لما تحدده الحاجة ومتطلبات ديمومة الأمن والاستقرار بما يحفظ للعراق سيادته ووحدته، والإعداد لمشروع قانون الانتخابات البرلمانية ومشروع النفط والغاز.
وشدد على أن حكومته ستعمل على الإعداد لإجراء انتخابات مبكرة في غضون عام واحد، ومحاربة الفساد والسلاح المنفلت، مؤكدا أن جميع البنود في البرنامج الوزاري لحكومته جاءت بالاتفاق مع الكتل السياسية، مشيرا إلى أن الحكومة ستعمل اذا ما نالت الثقة على تعديل قانون الانتخابات النيابية في غضون ثلاثة أشهر تمهيدا لإجراء انتخابات مبكرة في غضون عام واحد.
وتضمن البرنامج الحكومي بناء أدوات فعّالة لمحاربة الفساد خلال مدة أقصاها 90 يوما من تاريخ تشكيل الحكومة ومعالجة الفقر والبطالة، والإسراع في إعمار المناطق المحررة (من تنظيم داعش)، والانتهاء من ملف النازحين، وتحسين الخدمات الصحية للمواطنين.
كما تضمن البرنامج الإشارة إلى إنهاء ظاهرة السلاح المنفلت، وكذلك معالجة ملف "ملء الفراغ الأمني"، في المناطق الإدارية بين إقليم كردستان وباقي مناطق العراق.