حكومة العطلات!

طلال السعيد

حقيقة انجاز غير مسبوق للحكومة الرشيدة سوف يذكره التاريخ، وهو عطلة عيد الفطر احد عشر يوما، تلتها عطلة عيد الاضحى احد عشر يوما، على اعتبار ان الجمعة والسبت مع الحسبة، ونحن لا نطلب من الحكومة المستحيل، اذا طلبنا منها ان تراجع معدل الجرائم خلال العطلتين لنعرف بالضبط فائدة اعطاء عطلة طويلة من دون مبرر، الا ان الناس ما لها خلق تشتغل، وكان يكفي ثلاثة ايام للراحة واستعادة النشاط.
ولا ننسى ان الاعلان عن العطلة الطويلة تم قبل نحو شهر من حلول العطلة، وكان يكفي ان يكون قبل يوم او يومين من العطلة، فماذا تريد الحكومة من الاعلان باكرا عن اجازة طويلة، خصوصا بعد توزيع ثلاثة آلاف دينار على المتقاعدين؟
حكومة لا تريد ان تعمل، ولا تريد للناس ان تعمل، وقد كان الديوان الاميري بانجازاته يغطي على ضعف الحكومة، وحاليا أوقف الديوان المشاريع وسحبها، فانكشفت الحكومة.
اجازة طويلة تعقبها عطلة طويلة اخرى قتلت الشعور بالواجب الوطني، واصبح الشعار "راجعنا بعد عطلة العيد"، حتى تراكمت المعاملات وضاع حق المواطن، ولم يعد احد يسمع صوته، ولا شكواه، واذا داوموا بعد العطلة سيحتاجون الى اسبوع اخر ليتذكروا ما هي معاملتك، واين وضعوها قبل العطلة، هذا اذا لم ترتفع نسبة الغياب، وتنخفض نسبة الانجاز كما جرت العادة!
الحكومة، مع شديد الاسف، اصلت شعور البلادة في موظفيها من المواطنين، واطلقت يد المستشارين الوافدين للتصرف بمفاصل الدولة التي اصبحت مملكتهم الخاصة، واطلقت ضحايا المخدرات والامراض الاجتماعية الاخرى في الشارع ليعيثوا في البلاد فسادا، من دون حياء ولا خوف، وللتو اكتشفت ان الخليجي الذي يتعاطى يبعد الى بلاده، غير مأسوف عليه!
لا تعلمونا الكسل و"الربادة"، فنحن بناؤون ابناء بنائين، شغلنا بلدنا بانفسنا، بدءا من تنظيف الشوارع، ونهاية في محطات الكهرباء اثناء الغزو، وبعد التحرير اطفأنا ابار البترول المشتعلة بايدينا، واعدنا اعمار بلدنا، والتففنا حول قيادتنا بشكل اذهل العالم، فلماذا قتلتم هذا الشعور فينا، وخذ عطلة واسكت، وخذ ثلاث الاف دينار وسافر؟
يا حكومة من المستفيد من كل هذا، ومن الذي كذب وصدق كذبته، ويودنا ان نصدقها بان الكويتي لايعمل؟
سامح الله حكومة العطلات، وابدلنا بها خيرا منها، حكومة تحرر الكويت من الاحتلال الداخلي، وتعيد الكويت الى اهلها، فليس لنا شركاء في وطننا، وليس هناك يد تبني وتحمل السلاح مثل يد الكويتي يا حكومة العطلات... طفح الكيل... زين.


[email protected]