طلال السعيديبدو أن مفاوضات تشكيل الحكومة قد تحول مسارها بعد أن ضعفت أو تلاشت "لاآت" الحكومة السابقة، وأصبحت المفاوضات تسير باتجاه ارضاء من أسمو انفسهم معارضين على حساب ثوابت حكومية سابقة. وأصبح الاحتفاظ بالكرسي أهم منها بكثير، فقد أصبح العفو، الخاص والعام، قابلا للتفاوض بعد أن كان مستحيلا، فقد تسيدت المعارضة الموقف وستفرض على الرئيس المكلف تشكيل حكومة معارضة، بعد أن أصبح لهم زعيما يتكلم باسمهم، ويفاوض نيابة عنهم، حتى لو لم يشاورهم بالأمر، خصوصا في تفاوضه مع احد الوزراء الحالمين بالعودة بعد أن سمح له بفتح حوار مع الزعيم الاوحد الذي اصبح يتكلم بأبيات المتنبي "لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى"، وياليته توقف عند هذا الشطر وترك الشطر الاخر الذي يقول "حتى يراق على جوانبه الدم"!ولعل تزعمه المعارضة هو الذي جعله يهدد باراقة الدم متناسيا أن "شيخته" موقتة، وان الديرة محكومة، وما عليه إلا أن يتذكر السوابق فقط. المشكلة ليست بالمعارضة وزعيمها فهم يبحثون عن مكسب يسجل لحسابهم امام الشعب الكويتي، ويضمن لهم تسيد المشهد السياسي، انما المشكلة في المفاوض الحكومي الذي يبدو انه اختيار غير موفق، فقد قدم من التنازلات أكثر مما هو مطلوب، وهذا المفاوض الحالي هو الذي يفترض أن يكون رأس الحربة في الحكومة المقبلة، فهل سيكون التشكيل موفقا؟في المجلس الماضي قادت الحكومة المشهد السياسي منفردة لاربع سنوات، ولم تحقق شيئا يذكر الا احتفاظها بوزرائها، وتجاوزها طرح الثقة رغم تواضع الاداء، وفي هذه المرحلة يبدو أن المعارضة سوف تستلم الخيط والمخيط مقابل بقاء الوضع على ما هو عليه... زين.
[email protected]