طلال السعيدحكومتنا الرشيدة كل سياستها وتفاعلها مع المستجدات مبني على ردود الافعال، وليس هناك حكومة تبادر او تستبق الحدث بإجراء "يبرد الكبد" فاللهم أبدلنا بها خيرا وعوض صبرنا خيرا فأنت الذي قلت: "وبشر الصابرين". في الوقت الحالي، الانظار كلها موجهة الى "كورونا" وما صاحبها من بلاوي، كفانا الله شرها، حتى أننا أصبحنا ننتظر بفارغ الصبر إلغاء المسحة سيئة الذكر عنا ولكنهم ينتهجون نهج "ادفع بالتي هي أحسن"، وها نحن ندفع مرغمين لا ابطال، المهم وزارة الصحة كعادتها وجهت كل جهدها الى الجائحة، وأهملت بقية اداراتها التي لاتقل أهمية عن الجائحة وما صاحبها، فهل جرب الوزير او الوكيل او احد اركان الوزارة مراجعة منطقة الصباح الطبية اثناء الدوام بالنهار وبخاصة منطقة المجلس الطبي والعلاج بالخارج وما حولها وشاهدوا بأعينهم الزحام الشديد الذي يصل الى منتصف شارع الجاحظ الخارجي وكل هذا من دون نتيجة؟ فمن كان عنده "واسطة" وليست اي "واسطة" بل عامل بنغالي او طباع من اياهم تنجز معاملته ومن لايعرف احدا يراجع غدا وبعد غد وهكذا دواليك، فوضى عارمة وزحام لامبرر له، ومراجعون يقفون على الطرقات، ورائحة تذكرك برائحة الموت، ولا أمل بانفراجة، فكبار المسؤولين مشغولون بمتابعة الجائحة تاركين بقية الادارات على البركة، اما ادارة فحص العمالة الوافدة فحدث عنها ولاحرج، مكاتب فاضية ومسؤولون لايعرفون معنى الدوام ولاتجد هناك "وجه طيب" تلجأ اليه او تشتكي عنده، وزحام يصل الى الشارع وليس هناك تنظيم ولا حتى التزام بالدور، فبعضنا يذهب بعد صلاة الفجر على امل ان تنجز معاملته ورغم ذلك لاتنجز معاملته ولا يتم فحص العامل واذا حصل وتم الفحص بعد جهد جهيد فعليك الانتظار من اسبوع الى اسبوعين لاستلام النتيجة، واذا كانت النتيجة سلبية لا يتم إبلاغ الكفيل ولو برسالة نصية حتى يراجع، يعني تعقيد في تعقيد ولا تجد من يلبي طلبك ولو انهم حولوا الموضوع الى القطاع الخاص لكان افضل واسرع ولكن مسؤولي الصحة لايعرفون عن هذا الموضوع شيئا ابدا ولايزال العامل البنغالي والطباع الترعاوي يتسيدان الموقف، فاذا وفقت بواحد منهم ودفعت المقسوم تنجز معاملتك بسهولة ويسر، والأدهى والأمرّ سرقة الأدوية التي كانت "خش ودس" ولكنها الآن أصبحت علنا فهل من مجيب؟ ...زين
[email protected]