حكومة... حار!

طلال السعيد

صدق الاسيوي الوافد المخالف لقانون الاقامة والذي اصبح خبيرا في الشأن الكويتي، حين قال مقولته المشهورة، بعد ان سألناه: كيف استطعت ان تبقى في الكويت عشر سنوات وانت مخالف لقانون الاقامة، وتتجول بكل مكان ولا يمسك بك احد؟
هنا قال المقولة المشهورة: "حكومة حار ما يطلع من بيت حكومة بارد يطلع".
والترجمة ان الحكومة اذا احكمت القبضة الامنية، وقامت بحملات التفتيش يختبئ هو وغيره من المخالفين في البيت، واذا ارتخت القبضة الامنية خرج الى العمل، حتى يشعر بأنه لا بد من السفر فيسلم نفسه، ويدفع الكفيل، الذي بلّغ عن غيابه قيمة التذكرة، حتى لو ان التغيب كان منذ عشر سنوات!
موجب هذا الكلام ما رأيناه بالامس القريب في الشويخ الصناعية، فقد تغيرت معالمها، وحركة المرور اصبحت سهلة فيها، ولا ازدحام، والمواقف متوافرة، وتستطيع ان تبحث عن حاجتك براحة ويسر، ومن دون ازعاج الات التنبيه على غير عادة، أو عكس ما كانت عليه قبل ايام عدة!
وعرفنا ان السبب هو حملات التفتيش القوية التي شنتها الجهات المختصة على المنطقة، مع الحزم في تطبيق القانون، وابعاد المخالفين، فقضت على الفوضى العارمة، وجعلت كل مخالف يكمن في محل سكنه، ولا يخرج خوفا من الترحيل، فأغلب المخالفين تجدهم في المناطق الصناعية في الشويخ واخواتها، صناعية الجهرة والصليبية والفحيحيل!
لكن، ومع الاسف، حملات التفتيش لا تستمر، اذ ما تلبث ان تختفي، وهذا ما يسميه الاسيوي "حكومة بارد"، فترتخي القبضة الامنية، وتخرج الحيات من جحورها، فتعود الفوضى والازدحام غير المبرر، والسباق على المواقف!
كم نتمنى ان تستمر الحملات، فالرقم الذي تم ابعاده من المخالفين يعتبر قليلا جدا نسبة الى اعداد المخالفين، الذين يقال انهم اكثر من مئة الف مخالف، ان لم يكن الرقم اكبر، وليس لاحدهم نية لتعديل وضعه، او دفع الغرامات، او حتى رسوم الاقامة، لكن إذا ضيق الخناق عليهم وحاصرتهم نقاط التفتيش، بالتأكيد سوف يضطرون الى مغادرة البلاد مرغمين! وللمواطنين الكويتيين من له حاجة في الشويخ الصناعية، فهذا هو وقت الذهاب اليها، قبل ان تخرج الحيات من جحورها... زين.