الدولية
حكومة لبنان: مصادر عون "متفائلة" وأوساط الحريري "حذرة"
الاثنين 17 ديسمبر 2018
5
السياسة
ماريو عون لـ"السياسة ": لن تُحلَّ "العقدة" من دون لقاء الرئيس المكلف النواب السُّنَّة المستقلينبيروت- "السياسة":لعلّ الحديث عن قرب ولادة حكومة، تنتشل لبنان من الفراغ المزمن وتنتزع اليأس من نفوس اللبنانيين، بات محفوفاً بخطر الرجم في الغيب، وأقرب إلى السوريالية منه إلى الواقع السياسي المعيش. فعلى الرغم من الإشارات الإيجابية، التي صدرت من غير فريق خلال الساعات الماضية، لا يمكن الجزم بإمكان ظهور الدخان الأبيض، إلا في حال واحدة: إجماع الفرقاء على تجاوز العُقد؛ وهذا ليس متاحاً حتى اللحظة، على أمل أن يفضي اللقاء المرتقب بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، إلى حلول تفكُّ العُقد، التي زادها تشابكاً إصرار "حزب الله" على "التلطّي" خلف مطلب توزير النوّاب السُّنَّة المستقلين، وسط خشية من محاولته استيلاد شرط جديد، يعرقل جهود التشكيل الحكومي، ويبقيها في دوّامة المراوحة إلى أجل غير مسمّى. وفيما كشفت مصادر رئاسة الجمهورية لـ"السياسة" أمس، أن الأفكار التي يجري تداولها، في إطار مبادرة الرئيس عون، "ستجد مخرجاً للأزمة، يفضي إلى إعلان حكومة في الأيام القليلة المقبلة"، تحفظت أوساط الرئيس الحريري على الإفراط في التفاؤل بنتائج المشاورات، مُحذرة من "محاولات (حزب الله) الدائمة لعرقلة الحلول الهادفة إلى إخراج البلد من أزمته". وقال وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال أواديس كيدانيان: "لقد أصبحنا على مسافة قريبة جداً من تأليف الحكومة... بقي علينا أن ندوِّر الزوايا"، مشيراً إلى أنه سمع من الرئيس عون ومن رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن هناك "مبادرة جدية تحتاج إلى موافقة الرئيس الحريري؛ والجميع في انتظار ما سيصدر عن اجتماع اللقاء التشاوري المرتقب". من جهته، كرر الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري ما سبق أن أعلنه الرئيس الحريري أثناء وجوده في لندن قبل أيام، قائلاً: "نحن في المئة متر الأخيرة من تأليف الحكومة، متمنياً "ولادتها قريباً، لتكون هدية الأعياد لكل اللبنانيين (...) الوضع الاقتصادي بحاجة إلى حكومة متجانسة تلبي تطلعات الناس". وتحدث الحريري عن "أجواء أضفتها مبادرة رئيس الجمهورية، توحي بعودة الأمور إلى مربع التأليف"، مشيراً إلى أن "ما صدر من كلام عن توزيرٍ من خارج النوّاب السِّتَّة هو في الاتجاه الصحيح، لكن كما يقول الرئيس بري (ما نقول فول تيصير بالمكيول)". وأضاف: "بعيداً عن التحليلات التي قد تشوش على طريق الحل، فلتأخذ الأمور مجراها، وليكن الكتمان سيد الموقف للإبقاء على بارقة الأمل في التأليف قريباً".في سياق "تفاؤلي" أيضاً، كشف عضو "تكتل الجمهورية القوية" النائب ماريو عون لـ"السياسة" أن ثمة "أجواء إيجابية برزت في الساعات الماضية، تؤشر إلى إمكان التوصل إلى اتفاق يساعد على تشكيل الحكومة في الأيام الفاصلة عن عيدي الميلاد ورأس السنة"، عازياً تفاؤله إلى ما سيسفر عنه اللقاء المرتقب بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف "لاسيما بعدما أوحت تصريحات النواب السُّنَّة المستقلين بأنهم يقبلون انتداب من يمثلهم في الحكومة، شرط أن يلتقيهم الرئيس الحريري أولاً".وتمنى النائب عون على الرئيس المكلف أن "يأخذ بالنصائح التي تقول: لا شيء يمنع اللقاء بهم"، مشيراً إلى أن "الجميع بات مقتنعاً بأننا أمام كارثة كبيرة، إذا لم تشكل الحكومة؛ وهذا ما حذّر منه الرئيس عون". وخلص إلى القول: "من غير المنطقي أن يبقى رئيس الحكومة متمسكاً بموقفه الرافض لقاء نواب السُّنَّة المستقلين؛ فمن دون حصول هذا اللقاء لن تحل العقدة، ووضع البلد لم يعد يحتمل بقاء الأمور على ما هي عليه".في المقابل، أكد عضو "اللقاء التشاوري" النائب جهاد الصمد، إثر اجتماع عقده اللقاء أمس، أن "أي مبادرة لا تُقر بحق اللقاء بالمشاركة في الحكومة، من باب احترام نتائج الانتخابات، لن يُكتب لها الحياة (...) ويبقى الوضع على ما هو عليه، حتى إشعار آخر".