بيروت ـ "السياسة":وحده التيار الكهربائي المحجوب عن جلسة مجلس النواب، أمس، في قصر الأونيسكو، خلال مناقشة البيان الوزاري لحكومة "معاً للإنقاذ" برئاسة نجيب ميقاتي، كان لافتا إلى حد كبير، اذ حال دون انعقادها في موعدها وارجأ لقرابة الساعة ونصف الساعة، الى ان تحرّك مسؤولون من "حزب الله" واستقداموا مولدين يحتويان المازوت الإيراني إلى محيط الاونيسكو، غير أن التيار الكهربئي كان سبقهم في إنارة القاعة.في المقابل، نفت الامانة العامة لمجلس النواب، ما تم تداوله عن اضاءة الجلسة العامة لمجلس النواب بالمازوت الايراني، مؤكدة أن كل ما ورد في هذا الاطار غير صحيح على الاطلاق وأن العطل الكهربائي الذي طرأ قد تم اصلاحه، من دون أن يعني ذلك نفي تأمين الحزب للمازوت الإيراني.وفي جلسة الثقة، احتدم النقاش بين النواب، وتحول إلى مبارزات سياسية بين الكتل النيابية، في ما يتعلق بعدد من الملفات السياسية الضاغطة، حيث جرى تبادل للاتهامات عن المسؤولية بشأن العديد من هذه الملفات التي أغرقت البلد بالأزمات والانهيارات المالية والاقتصادية بشكل غير مسبوق. وكان البارز على هذا الصعيد السجال الحاد الذي حصل بين نواب تكتل "لبنان القوي"، من جهة، وبين نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي وعدد من نواب كتلة "الجمهورية القوية"، من جهة أخرى، رداً على كلام النائب جبران باسيل الذي اتهم نواب ووزراء بتحويل أموال إلى الخارج، وفي حماية حزب "القوات اللبنانية" لرجل الأعمال إبراهيم الصقر المطلوب للعدالة. كما انتقدت كلمات عدد من النواب الذين تحدثوا في الجلسة، بيان الحكومة وبما تضمنه من إجراءات لحل الأزمة القائمة، وقصوره عن معالجة الكثير من الملفات التي ترخي بثقلها على الوضع الداخلي، في حين دعا ممثلو الكتل النيابية الأخرى الحكومة إلى الالتزام ببيانها الوزاري، لإخراج البلد من مأزقه. وخلال تلاوة البيان الوزاري أمام مجلس النواب لنيل الحكومة الثقة، قال ميقاتي: "من رحم المُعاناة ومن قلب معاناة بيروت التي دمرها انفجار الرابع من أغسطس، انبثقت حكومتنا لتُضيء شمعة في هذا الظلام الدامس وتطلق شعلة الأمل".وأردف: "نؤكد على بعض الثوابت الوطنية التي ستحكم عمل حكومتنا وهي: التزام أحكام الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وإحترام الشرائع والمواثيق الدوليّة التي وقّع لبنان عليها وقرارات الشرعيّة الدوليّة كافة".
وأكّد الالتزام "بتطبيق قرار مجلس الأمن الدّولي رقم 1701 واستمرار دعم قوات الأمم المُتّحدة العاملة في جنوب لبنان، ومُطالبتها المجمتع الدولي وضع حدّ للانتهاكات والتهديدات الإسرائيلية الدائمة للسيادة اللبنانيّة، مشدداً على الدعم المطلق للجيش والقوى الأمنية كافة في ضبط الأمن على الحدود وفي الداخل وحماية اللبنانيين وأرزاقهم وتعزيز سلطة الدولة وحماية المؤسسات".وقال ميقاتي: "متمسكون باتفاقيّة الهدنة والسعي لاستكمال تحرير الأراضي اللبنانية المُحتّلة والدفاع عن لبنان في مواجهة أي إعتداء والتمسّك بحقه في مياهه وثرواته وذلك بشتى الوسائل المشروعة، ونؤكد على حق المواطنين اللبنانيين في المُقاومة للإحتلال الإسرائيلي وردّ اعتداءاته واسترجاع الأراضي المُحتّلة".وشدّد على "حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وعدم توطينهم في لبنان، والحرص على تفعيل التعاون التاريخي بين بُلداننا العربية"، داعيا "الأشقاء العرب إلى الوقوف إلى جانب لبنان في هذه المحنة التي يرزح تحتها".وأضاف، "ستُباشر الحكومة بإتخاذ كُل الإجراءات التي ينصّ عليها القانون الذي يُنظّم عملية الانتخاب، لإتمامها بكُل نزاهة وشفافية وتوفير السُبل كافة لنجاحها، واستئناف التفاوض الفوري مع صندوق النقد الدولي للوصول إلى اتّفاق على خطة دعم من الصندوق، وتتعهد الحكومة المُباشرة بتطبيق الإصلاحات في المجالات كافة والتي باتت معروفة ووفقاً للأولويات الملحة وبما يحقق المصلحة العامة".وثمن المُبادرة الفرنسيّة والالتزام ببنودها كافة بكل شفافية وبتوصيات الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار والسير بتحديث وتطوير خطّة التعافي المالية".وغردت الوزيرة السابقة مي شدياق، عبر "تويتر" على إنقطاع الكهرباء في قصر الاونيسكو، وكتبت: "أي صورة تحاولون نقلها للعالم عن لبنان، فشل ذريع يا عيب الشوم... من المسؤول؟".وسألت: "من ينقذ لبنان من هذا المشهد المعيب؟".وأوضح رئيس حزب الكتائب النائب المستقيل سامي الجميّل: "هذه لعبة من المنظومة باعطاء الثقة لان حزب الله يسيطر بشكل كامل على المجلس وهذا ما دفعنا الى الاستقالة، لدينا قناعة ان لا امكانية للقيام باي اصلاح، وهناك ضرورة لاجراء الانتخابات وتغيير الواقع والسماح للبنانيين بمحاسبة المسؤولين وتجديد المجلس".