الأحد 29 يونيو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

حل مشكلة ازدحام المرور

Time
الأحد 16 أكتوبر 2022
View
5
السياسة
أحمد الدواس

طلبت الحكومة اقتراحا لحل مشكلة ازدحام السيارات في شوارع البلاد، فنقول ان سيارات جميع دول العالم تقف أمام الإشارة المرورية لمدة "ثوان أو لنقل دقيقة واحدة "، وسياراتنا تقف أمام الإشارة فتشعر كأنك تقف ربع ساعة، لماذا ؟! هنا يحدث اختناق مروري فالسيارات تصطف الواحدة وراء الأخرى في طابور طويل.
المثال يشبه تماما تواجد خمسة أشخاص أمام مدخل هيئة حكومية ،مثلا، وهم يرغبون بدخوله، فهؤلاء بإمكانهم الدخول بسرعة، أما لوكانوا 70 شخصا أو أكثر، مثلا ، لأصبح المكان مزدحما ، فهم واحد وراء الآخر، والضغط شديد، لذلك نقترح سرعة فتح الإشارة الضوئية من الضوء الأحمر الى الأخضر.
من ضمن الحلول أيضا، أن يبدأ دوام المدارس الساعة 8 وينتهي في الواحدة، بينما يبدأ دوام الموظفين الساعة 9 وينتهي في الثالثة والنصف عصرا .
أفضل من هذا كله ألا يكون في البلد إشارات مرور، تماما مثل تجربة البرازيل ، ويمكن تطبيق هذه الطريقة عند بناء المدن الجديدة، فكيف نجحت البرازيل في جعل عاصمتها برازيليا تخلو من إشارات المرور، فلا ازدحام مطلقا ؟
لقد عملت في سفارتنا في برازيليا في سنة 1986 وعشت هذه التجربة، فأنت تقود سيارتك من دون أن تتوقف عند أي إشارة للمرور، فالسائق يمر من تحت جسر صغير وفي الوقت نفسه تعبر السيارات فوق الجسر ذي الطريقين، وضع يشبه تقريباً الجسر الموجود أسفل دوار الجوازات المقابل لمنطقة الرميثية عندنا ، وبذلك يصبح لدينا سائق سيارة يتجه من الدائري الخامس نحو السالمية فيهبط قليلاً بسيارته تحت الجسر، وعلى الجسر تسير السيارات بطريقين، هذا يذهب ناحية اليمين وذاك ناحية اليسار، وإذا استمر هذا السائق في السير سيقترب من جسر آخر فيهبط أسفله ، وفوقه سيارة تذهب ناحية اليمين وأخرى ناحية اليسار، وإذا أراد السائق العودة للخلف سار على درب يعود به ناحية الخلف، أي يعود به على الدائري الخامس.
ان الازدحام المروري يكلف الكويت نحو ملياريّ دينار سنوياً، فليت إدارة المرور تجعل الإشارة الضوئية تعمل بسرعة، وليت المسؤولين يطلعون على تجربة البرازيل في حل مشكلة المرور قبل إنشاء مزيدٍ من المناطق الجديدة، ومن ثم تكرار المشكلات المرورية وإهدار أموال الدولة.
هناك أيضاً حوادث الصغار والكبار، وهي على درجة كبيرة من الأهمية، ففي أحد الأيام اختنق الطفل الرضيع فهرع أبوه لإسعافه بسيارته إلى مستشفى"مبارك" ، إلا ان الأب قطع المسافة من الرميثية إلى الجهة المقابلة حيث مستشفى"مبارك" في 50 دقيقة ، بسبب الازدحام المروري، في حين بدت بوابة المستشفى أمام ناظريه ، وأخذ الرضيع ينزف الدماء من أنفه الصغير على صدر أبيه ولما وصل باحة الاستقبال بعد التاسعة صباحا ، تلقى الأب الصدمة المفجعة عندما أخبره الأطباء بأن الوليد لفظ أنفاسه الأخيرة .
ثم لنفترض ان أحد المواطنين جرح نفسه وأخذ ينزف دماً ففي وضعنا الحالي سيهرع نحو سيارته ليذهب للمستشفى، وبجوار منزله إشارة مرور وهنا عليه ان ينتظر ربع ساعة حتى تفتح الإشارة فتكون حياته معرضة للخطر، لوحدث الأمر معي سأضطر الى صعود الرصيف بسيارتي وتجاوز الإشارة الحمراء بحذر أرقب السيارات العابرة وأنا أنزف وخائف، فماهذا يا وزارة الداخلية ؟!
أعرف حادثة مماثلة عندما حمل الأب طفلته بسيارة إسعاف، لكن هذا السيارة اصطفت مع السيارات الأخرى أمام إشارة المرور انتظاراً لفتح الإشارة ! لماذا لاتستخدم وزارتا الداخلية والصحة التكنولوجيا لفتح الإشارة أمام سيارة الإسعاف، وقد قلنا ذلك مرارا ؟ ففي عام 1971 تقريباً ، أي قبل51 سنة، كان أستاذ الاقتصاد يتحدث إلينا ونحن طلبة فقال"إن سيارة الإسعاف في الدنمارك وهي تُطلق صافرتها على الطريق حاملة معها المريض، بإمكان سائقها و"بكبسة زر" ان يفتح إشارة المرور أمامه وهي بالضوء الأحمر لكي تصبح باللون الأخضر فيمر بصورة عاجلة فيصل المستشفى بأسرع وقت "، إننا حتى بعد 51 سنة لانملك هذه التقنية في بلدنا، فمتى نأخذ بها ؟! مستعدون فقط لتعمير بلد وإقراض هذا البلد أوذاك، ونتخبط في مجال الصحة والتعليم والبنية الأساسية، كل ذلك وبلادنا تعيش الحاضر المتخلف، مع ان لديها الإمكانات المادية لكي تصبح دولة متقدمة من الطراز الأول.

سفير كويتي سابق
[email protected]
آخر الأخبار