حلا شيحة: إيماني أن الفن رسالة سبب عودتي للتمثيل

القاهرة- محمد أبو العزم:

حققت انتشارا كبيرا ونجومية لم تصل إليها الكثيرات من بنات جيلها، في عز تألقها تفاجئ الجمهور والوسط الفني باعتزالها وارتداء الحجاب، ظلت كذلك لسنوات، ليفاجأ الجميع بها تتخلى عن حجابها وتعود مرة أخرى إلى الفن، الذي تعتبره حياتها وعشقها الأول والأخير، أستقبل الجمهور عودتها وخلعها الحجاب بين مؤيد ومعارض. عن أسباب اعتزالها التمثيل ثم عودتها مرة أخرى، تفاصيل أحدث أعمالها الفنية "زلزال" التقت "السياسة" الممثلة حلا الشيحة في هذا الحوار.
ماذا يمثل لك الفن ؟
أنا من أسرة فنية، نشأت على حب وممارسة الفن، والدي الفنان التشكيلي أحمد شيحة، كذلك شقيقتي مايا وهنا تعملان في الفن الذي لا أعتبره "لقمة عيش"، لكنه حب وعشق منذ الصغر،"موهبة من عند الله".
هل كانت لك خصومات في الوسط الفني قبل اعتزالك؟
ليس لدي أي خصومات مع أحد، أتعامل مع الجميع بكل حب، طيبة، صدق، تسامح، كلها أمور نحتاجها في الوقت الحالي، لدى صداقات كثيرة مبنية على الاحترام والمودة.
لماذا العودة بعد الاعتزال؟
دفعني للعودة إيماني أن الفن رسالة، مضمون، فكر، يجب أن يستخدم بشكل جيد لتوجيه عقول الجمهور، خصوصا الأطفال، توجيه رسالة جيدة لهم بشكل تربوي، مخاطبة كل الأعمار بشكل جيد.
كيف قررت العودة؟
كان قرارا شخصيا، اتخذته عن قناعة تامة، حقي أن أتخذ القرار الذي أريده، فمثلما قررت الاعتزال، قررت أيضا العودة، هذه حياتي الشخصية ولا يحق لأحد التدخل فيها.
كيف تعاملت مع من هاجمك بمجرد خلعك الحجاب؟
لقد توقعت هذا الهجوم الشرس من الجمهور ومن جهات بعينها، لقد تعاملت مع هذا الهجوم بمنتهى البساطة، لأنه من الصعب أرضاء كل الأشخاص.
ألم تندمي على سنوات الغياب؟
لا أندم على قرار اتخذته عن قناعة تامة، دائما متفائلة إن القادم أفضل، لذلك لم أندم على الغياب لسنوات، لأنني قضيت هذه السنوات مع أسرتي، تعلمت أشياء في الحياة، أحب أن أفعل ما أريده، لذا عندما رأيت أن حياتي المقبلة في الفن قررت العودة لها.
ألم يصبك الخوف من العودة لجمهور قد يكون وضعك في دائرة النسيان؟
وضعت هذا الأمر في الحسبان، ظللت أفكر به، وجدت أن الجمهور مازال يتذكرني ويتذكر أعمالي الفنية، التي حققت نجاحا كبيرا، هذه الأعمال جعلتني متواجدة مع الجمهور، لذلك قررت العودة وتقديم أعمال تحترم عقليته.
لماذا كانت العودة من خلال مسلسل "زلزال"؟
فكرة العمل أعجبتني، محمد رمضان ممثل موهوب، يتمتع بجماهيرية عريضة والمسلسل نجح بشكل كبير في رمضان،

حيث جسدت من خلاله شخصية فتاة تعيش في حي شعبي، ترتبط بمحمد رمضان، يرفض والدها هذا الارتباط بسبب خلافه مع أسرته على المنزل الذي ينهار في زلزال 92، تتوالى الأحداث بعد وفاة أسرته.
ما تقييمك للدراما المصرية في الفترة الأخيرة؟
هناك حالة من الانتعاش، شاهدت أعمالا جيدة جدا، أحدثت طفرة في عالم الدراما، بها تكنيك وإخراج جيد، جودة الصورة على درجة عالية من الإبداع، أتمنى تقديم أعمال ناجحة مثلها.
ما الشخصية التي تتمنين تجسيدها بعد العودة؟
ما زال لدى الكثير لأقدمه، أنا عائدة بشوق ولهفة لا نهاية لهما، أرغب في تقديم أعمال تحمل رسالة من دون إسفاف، أريد تقديم شخصية القوية الشرقية الناجحة، لاحظت تجاهل الدراما لهذه الشخصية، لدى طاقة كثيرة أريد إخراجها.
هل المرأة ما زالت مظلومة دراميا وسينمائيا؟
نعم، البطولات الرجالي ما زالت مسيطرة، الظهور النسائي يقتصر على الأدوار المساعدة، أريد أن تكون المرأة محور الأحداث وأساس قصة العمل، لا تنحصر فقط في شخصية الأم، الأخت، والحبيبة.
الم تفكري في خوض تجربة المسرح؟
بصراحة، المسرح ليس في حساباتي الآن، لأنه يحتاج إلى تفرغ تام ووقت طويل، لكن إذا وجدت النص المناسب سأخوض التجربة، بعدما رأيت التطور الذي حدث في المسرح، لا سيما أنني لم أقف على خشبة المسرح من قبل، لذلك أرغب في تقديم عمل مسرحي.
هل تتابعين الحركة المسرحية أخيرا؟
نعم، أعجبتي فكرة مسرح مصر التي قدمها أشرف عبدالباقي وأعاد من خلالها الجمهور للمسرح ورسم البهجة على الوجوه من خلال المسرحيات التي قدمها مع فرقته المميزة.
هل قابلت أشرف عبدالباقي؟
نعم، عندما ذهبت لمشاهدة مسرح مصر قابلته، عرض علي المشاركة في المسرحية، قال لي"نفسي تشاركي معايا في دور"، سبق وتعاونا معا في فيلم "أريد خلعا".
ماذا كان ردك؟
أكدت له ان المسرح يحتاج إلى تفرغ وهو ما لا يتوافر في الوقت الحالي.
من الممثلين الذين ترغبين في التعامل معهم خلال الفترة المقبلة؟
اتمنى العمل مع الجميع، بالطبع عادل إمام الذي سبق وتعاونا معا في فيلم "عريس من جهة أمنية"، كان أول شخص هنأني بعودتي، قابلته بمجرد قرار العودة، كما أرغب في التعاون مع كريم عبدالعزيز، الذي تعاونت معه في فيلم "ليه خلتني أحبك"، كذلك أرغب في التعاون مع أحمد مكي.
لماذا زرت عادل امام بعد عودتك؟
علاقة جيدة تجمعني به، أحبه جدا، أردت أخذ نصيحته في عدد من الأمور لخبرته في المجال الفني، اتمنى أن أشاركه في عمل فني خلال الفترة المقبلة، قال لي "يلا بينا نعمل حاجة مع بعض قريب"، سأوافق فورا على أي عمل يعرضه علي.
هل لديك تفكير في عمل يجمعك مع شقيقتك "هنا"؟
نعم أريد ذلك خصوصا أنها ممثلة موهوبة جدا، اذا توافر السيناريو الجيد الذي يجمعنا سويا بالتأكيد سأوافق.
هل يمكنك تقديم برنامج فني؟
بصراحة، أرغب بشدة في الجلوس على كرسي المذيع، وتقديم شيء مختلف، توجد أفكار كثيرة لدي، أتمنى تقديم برنامج فني يحمل جانبا إنسانيا، طريقة حوار مختلفة تفيد المشاهد، يقدم رسالة من الممثل وليس لمجرد التسلية والضحك فقط.
هل يمكنك تقديم أعمال سينمائية من إنتاج السبكي؟
السبكية يعرفون جيدا ماذا يريد السوق، قدموا أعمالا ناجحة كثيرة، ساهموا في انتعاش صناعة السينما، قدموا جيلا من الممثلين في أعمال حققت أعلى الإيرادات في تاريخ السينما المصرية، سأتعاون معهم إذا وجدت العمل المناسب.
ما الشخصية الأقرب إلى قلبك؟
كل الشخصيات التي قدمتها قريبة إلى قلبي، لا سيما ادواري في فيلمي "كامل الأوصاف"، "السلم والثعبان"، مسلسل "كلمات"، كلها شخصيات أثرت في حياتى الفني، كانت نقطة تحول في مشواري الفني، خاصة شخصية "ياسمين" في فيلم "السلم والثعبان"، التي أحبها الجمهور، صدقها وتأثر بها.
هل يمكن تقديم جزء ثان منه؟
الفيلم كان حالة خاصة، فيه رومانسية تجذب أي شخص وقتها، الآن صعب تقديم جزء ثان، لأنه لن يحقق نفس نجاح الجزء الأول بسبب طبيعة العمل وأحداثه التي لن تتماشى مع الوقت الحالي، لو تم عمل جزء ثان فلن أشارك، لأن الشخصية التي قدمتها أحبها الجمهور بشكل معين، لا أريد أن يكرهها في جزء آخر، لا أعلم اذا كان سيتقبلها الجمهور أم سيرفضها.
هل تعرضت للظلم في حياتك؟
دائما أظهر بقوتي أمام أي شخص، أنا شخصية متصالحة مع نفسي والآخرين، تعرضت للظلم مرة واحدة وسامحت، بطبعي شخصية متسامحة وخجولة لأقصى درجة، لا أحب أن يحزن أحد بسببي.
ألا تقلقك الغيرة والمنافسة في الوسط الفني؟
لا أنكر إن الغيرة والمنافسة موجودة في الوسط الفني، يجب أن تكون موجودة حتى يقدم كل ممثل أفضل ما لديه أمام الشاشة، لكن يجب أن تكون المنافسة شريفة وبكل حب واحترام.