الأربعاء 02 أكتوبر 2024
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

حلحلة "البدون"

Time
السبت 17 يونيو 2023
View
9
السياسة
حسن علي كرم

قرأنا على مواقع التواصل الاجتماعي، وربما غيرنا اخرون، خبراً يفيد الكثيرين من الاخوة الباحثين عن ملاجئ الاستقرار والامان والراحة.
ففي المعلومة التي بثت هو ان كندا تحتاج الى مليون ونصف المليون من الوافدين لسد الحاجة في بلادهم الاعظم مساحة، (9093510 قرابة اربع نسمة لكل كيلومتر مربع، نسبة الحصر 82 متوسط العمر 83 تقريباً). هذه كندا دولة راقية، ومن الدول الثماني الصناعية، ودولة التعليم فيها متقدم، وغالبية طلبة الكويت تخصص طب يفضلون كندا للتخصصات العالية، واحدى دول التحالف التي شاركت في حرب تحرير الكويت، وعلاقتها جيدة جدا مع الكويت، هذا بخلاف التبادل التجاري بين البلدين.
اذا صح ان كندا في الاعوام المقبلة سوف تفتح حدودها لتدفق الوافدين فذلك ليس محبة، انما حاجة، اذ بحسبان ان الانسان العادي لاتزال ارضا بكرا، ومساحة شاسعة وفراغا لا يمكن تخيله، فيما الراغبون بالهجرة في كل العالم، الباحثون عن الاستقرار والامان وضمان العمل المؤكد للملايين، ان لم يكونوا مليارات. الكويت احدى الدول التي تعاني من مسألة ما يسمى الاقامة غير الشرعية (البدون)، وهي قضية باتت مع تقادمها مستعصية على الحل، فعددهم المعلن نحو 120 الفا، والواقع يبدو ربما اكثر من ذلك، وفوق هذا وذاك يتكاثرون بالولادة والتزاوج، وباتوا يشكلون حملاً على الحكومة الكويتية، وبحكم ضآلة المساحة تحملهم، والدول القادمون منها لا تعترف بهم كمواطنين، وهي ترفض عودتهم. هؤلاء الاخوة "البدون" هم ثلاثة، وربما اربعة اجيال، لا يزالون يعانون من انعدام الهوية، وهي المشكلة التي ليس من العدل براءة الحكومة الكويتية، أكان في السابق او حاليا منها.
صحيح ان الحكومة ضمنت لهم التعليم والاقامة والصحة والوظيفة ورخصة السوق، والتموين، وحقوقهم لا تقل عن المواطنين، الا ان المعضلة هي الاعتراف بالمواطنة، الامر الذي يراها "البدون" حقا فيما الحكومة وثلة من المعارضين يرونهم وافدين.
المسألة باتت مثل الطبيخ القديم، كل واحد يدفع القدر الى الطرف الاخر، فهل هناك حل في ظل هذا التعنت؟
لا، فلا الحكومة الكويتية رغم وعودها لكنها لن تجنس هذا الرقم المخيف، ولا حتى المتعاطفون مع "البدون" يوافقون على تجنيس هذا العدد دفعة واحدة، فيما جدولة التجنيس تثبت عدم جدواه، اذن ما هو الحل؟ ارى مع تواجد عدم الحل اللجوء الى كندا، التي يمكن ان تكون باب الفرج، فاذا صح وفقاً للمتداول من الاخبار حاجتها في العامين المقبلين الى مليون ونصف المليون وافد، فـ"بدون" الكويت بهذا القياس اولى من جنسيات اخرى، لاسباب لا تخفى على المسؤولين الكنديين والحكومة الكويتية. فغالبية "البدون" من المتعلمين، وبعضهم يحمل شهادات عالية في الطب والهندسة وعلوم اخرى، لذا هناك فرصة ذهبية لا يمكن تفويتها، ومطلوب من وزارة الخارجية الكويتية التواصل مع السفارة الكندية في الكويت، والتأكد من صحة الخبر والتنسيق

صحافي كويتي

[email protected]
آخر الأخبار