الاثنين 12 مايو 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

حليمة السعدية... مُرضع الرسول

Time
الأربعاء 14 أبريل 2021
View
5
السياسة
صحابيات في الإسلام

إعداد - ريندا حامد:


عُرفت بحنانها وطيبتها العالية، خصها اللهُ تعالى من بين كلِّ النساء بشرف رضاعة رسولنا الكريم، كما خصها بشرف تربيته في سنوات عمره الاولى، فكانت اول من تنبه لعلامات النبوة بين كتفيه، وأوّل من ادرك تميز هذا الطفل الصغير بصفات وسلوكيات خاصة لم تستطع تفسيرها، وانطواء سريرته على ملكات لم تألفها في عشرات الأطفال الذين ارضعتهم، إنها السيدة حليمة بنت أبي ذؤيب التي عرفتها كتب التاريخ بحليمة السعدية، لانتمائها إلى بني سعد بن بكر من قبيلة هوازن، وكانت ديارهم تقع جنوب مدينة الطائف بنحو 70 كيلو متراً، أما زوجها فهو الحارث بن بكر، انجبت منه ثلاثة أبناء وهم: عبد الله، وأنيسة، والشيماء.
وتحفل كتب المؤرخين بروايات عدة عن تفاصيل اختيارها كمرضع لرسولنا الكريم، اشهرها ما ورد فيها ان العرف كان يجري في تلك الفترة ان تطوف نساء البوادي حديثات الولادة على بيوت مكة التي كانت مقصداً لجميع سكان شبه الجزيرة، باحثات عن عمل، لعل احدها يطلب مرضعة للأطفال او مربية. وكانت العادة ان يبادر الاثرياء بإرسال اطفالهم في وقت مبكر الي البادية، لضمان ان ينشؤوا على طباع العرب الصارمة، ويستفيدوا من مناخها المعتدل الذي يناسب صحة الرضع، وحدث في ذلك العام ان حضرت عشر نساء في قافلة من بني سعد مع ازواجهن، يعرضن خدماتهن على اشراف مكة للعمل كمربيات او ليرضعن الأطفال، وكانت احداهن السيدة حليمة، فوفقت صاحباتها في الظفر بعمل، وحصل بعضهن على أطفال لرضاعتها ما عداها، فحزنت حزناً شديداً وجلست تندب سوء حظها.
ولكنها لم تكن تعلم ان الله قد اختار لها دورا عظيما مع سيد الخلق، فقد امتنعت المرضعات عن قبوله لأنه يتيم ما يعني عدم تلقي عائداً مجزياً من ذويه، وأرشدتها احداهن الي حيث تقيم اسرته، وشجعتها علي السير اليه لكيلا تعود لديار قومها خالية الوفاض، فما ان دخلت عليه حتى انزل الله محبته في قلبها، وشعرت بسعادة غامرة وهي تتلمس جبهته الكريمة، وما ان وضعته في حجرها حتى انهمر اللبن من ثدييها، وطابت نفسها لصحبته، ووافقت امه على تكفلها بإرضاعه بعد ان امتنع عنها اللبن قبل عدة ايام وبدأت صحته في الاعتلال.
ومكث النبي لديها أربع سنوات، ما بين رضاعة وتنشئة، تربى خلالها على الأخلاق العربية الأصيلة، وعلى المروءة والشهامة والصدق والأمانة، ثم ردته إلى أهله وعمره حينذاك نحو خمس سنوات، بعد أن غمرتها بركات هذا الطفل اليتيم الذى جاء رحمة للعالمين. وقد كرمها رسولنا الكريم فكان يناديها: "أمي"، كما يروى عنه ما يؤكد مكانتها المتميزة في الارض والسماء منها ان الله شفعه يوم القيامة في بطن امه التي حملته، وصلب والده الذي انزله، وحجر عمه الذي كفله، وبيت جده الذي اواه، ثم ذكر حليمة التي ارضعته.
وعن ديانتها فقد اختلف المؤرخون بين من قال انها ماتت على غير الإسلام في السنة الثامنة بعد الهجرة، وبين من قال بإسلامها وهم الأكثرية، كما قالوا بإسلام زوجها أيضا وعدوهما من بين الصحابة.
وذكر الإمام الطبراني في معجمه انها كانت ممن روين أحاديث عن النبي، ووضعها ابن الجوزي مع الصحابيات اللواتي أسلمن وحسُن إسلامهن، ويُروى أنَّ النَّبي تأثر كثيراً عندما بلغه خبر وفاتها وبكى على فراقها.
آخر الأخبار