الاثنين 23 يونيو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

حليمة عدن أول عارضة أزياء بالحجاب والـ"بوركيني"

Time
الأحد 15 ديسمبر 2019
View
5
السياسة
في عالم الموضة، حيث الغلبة للملابس التي تظهر مفاتن الجسد، تمشي عارضة الأزياء حليمة عدن على منصة العرض بثقة، وهي ترتدي الحجاب وأزياء تغطي كامل جسدها.
حليمة التي وصلت إلى الولايات المتحدة لاجئة صومالية، وتمكنت خلال عامين أن تصبح واحدة من أكثر الوجوه شهرة في عالم الموضة، ذكرت في لقاء مع مراسلة "بي بي سي" ألينا إساخنكو، أنها أول عارضة أزياء محجبة يلمع نجمها في العالم، مبينة أن المعجبين بجمالها وشجاعتها يشيدون بها، في حين ينتقدها آخرون بسبب صورها الجريئة على قاعدة أنه "لا مكان للمرأة المسلمة المؤمنة على منصات عروض الأزياء".
وتحدثت حليمة خلال اللقاء عن معاناتها للتوفيق بين مهنتها وأدائها الصلاة، قائلة "أحاول الصلاة خمس مرات في اليوم، ولكني لا أنجح في هذا الأمر دائما، أتذكر نفسي أثناء أسبوع الموضة في نيويورك وأنا أركض حاملة بيدي سجادة وأبحث عن مكان للصلاة، وغالبا ما يكون هذا المكان هو غرفة تبديل الملابس" لافتة إلى أن هدفها "جعل صناعة الأزياء أكثر شمولية لفتح الطريق أمام الفتيات ليصبحن عارضات أزياء في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن انتمائهن العرقي أو الديني، وفيما يلي التفاصيل":
تبلغ حليمة عدن 22 عاما وهي أول عارضة أزياء محجبة تظهر على غلاف مجلة "فوغ" البريطانية، وتظهر مرتدية رداء السباحة "بوركيني" على صفحات "أميركان سبورتس إليستريتد"، التي غالبا ما تنشر صور عارضات شبه عاريات.
ورغم أن طول حليمة لا يتعدى 166 سنتمترا، وهو أقل بكثير من المقاسات المطلوبة عادة من عارضات الأزياء، إلا أن ماركات تجارية فاخرة تدعوها باستمرار للمشاركة في عروضها، وقبل عامين، أصبحت أول عارضة أزياء محجبة في العالم توقع عقدا مع واحدة من أكبر وكالات الأزياء "IMG Models".
تقول حليمة: "لا تغيري نفسك، بل غيّري قواعد اللعبة"؛ مضيفة لو لم أخض اختبارات الأداء فما كانوا ليختاروني في أي عرض، لم أفقد عزيمتي لأني أحمل إيماني معي دائما، فالإيمان يمنحني الثقة بالنفس"، في إشارة إلى أسباب نجاحها.
وفي سؤال عن أهم العبر في القرآن بالنسبة لها، أكدت حليمة أنها "لا تطلق أحكاما على الناس أبدا، فالله وحده القادر على الحكم، فقط ساعد الناس وامنحهم الحب، وإضافة إلى أن التفاعل مع أولئك الذين لا يشاركوني معتقداتي والذين ينظرون إلى الحياة بطريقة مختلفة عني جزء مهم من إيماني".
وتضيف: "نشأت في مخيم لاجئين، وأدركت أنه يمكن لكل هذه الحياة الفاخرة أن تنتهي بلحظة، وأنا مستعدة للحظة كهذه". وتشير حليمة إلى أنها ولدت في مخيم للاجئين في كينيا؛ فعائلتها فرّت من الصومال في منتصف التسعينيات بسبب واحدة من أكثر الحروب دموية في القارة الأفريقية، مشت والدتها 12 يوما قبل الوصول إلى كينيا، وعندما بلغت حليمة السادسة من عمرها انتقلت إلى الولايات المتحدة مع والدتها وشقيقها، وفقدوا التواصل مع والد حليمة بسبب الحرب. وتؤكد أنها تعيش مع عائلتها حاليا في ولاية مينيسوتا، مضيفة: "اعتقد أصدقائي في أميركا أنني أميرة صومالية لأنني كنت أخبرهم كيف انتقلنا باستمرار من منزل إلى آخر في كينيا، لم يعرفوا أن المنازل التي عشنا فيها كانت مصنوعة من قناني بلاستيكية ومن ركام الأبنية".
وتتابع: "سخر زملائي مني وقالوا إنني أرتدي غطاء رأس، لأن شعري متسخ كما كانوا يلقون نكات عن الإرهابيين، أيام الثانوية"، مضيفة عندما بلغت التاسعة عشرة، أصبحت أول مشاركة على الإطلاق تظهر على المسرح مرتدية الحجاب ورداء السباحة البوركيني في مسابقة ملكة جمال مينيسوتا.
وتقول: "أردت دائما المشاركة في مسابقة ملكات الجمال، لكنني صومالية ولم يسبق لأي واحدة منا اتخاذ مثل هذه الخطوة، وبعد المسابقة أخبرت أصدقائي أنه بإمكانهن ارتداء بوركيني والشعور بالثقة وإن كن واقفات إلى جانب شابات أخريات يرتدين ثياب السباحة المكشوفة، إننا على الأقل نبدو مختلفات، لكن لا أحد يستطيع أن يحرمنا من فرصة تجربة شيء جديد".
وتضيف بعد المسابقة، تلقيت عرضا للتعاون مع واحدة من أكبر وكالات الأزياء في العالم هي "IMG Models"، ووافقت عليه لكنها وضعت شرطها: ارتداء الحجاب عند مشاركتها في التصوير والمشي على منصات العرض، "ارتديت الحجاب منذ الطفولة، لذا فهو بالنسبة لي جزء لا غنى عنه في خزانة ملابسي، كما هي الحال مع الأحذية التي لا يمكن الخروج دونها". وتؤكد أنها كانت في السابق تحمل معها دائما حقيبة مليئة بأغطية شعر مختلفة وياقات قمصان وجوارب طويلة، أسافر دائمًا مع مديرة أعمالي لتساعدني في تغيير الملابس عندما يكون طاقم العرض من الرجال". لافتة إلى أن المصممين ومنظمي العروض يبذلون كل ما بوسعهم كي يكون لدي غرفتي الصغيرة التي أشعر فيها بالراحة".
وترفض ارتداء ملابسها في الأماكن العامة، كاشفة عن أن العديد من العارضات يفضلن أن يكن معا، لكنني لا أستطيع ارتداء الملابس في الأماكن العامة، لذلك أحتاج إلى غرفة منفصلة، لا أطلب الكثير إن لم يناسب ذلك أحد المصممين فأنا جاهزة دائما للمغادرة". وترى والدة حليمة أن عملها كعارضة أزياء يتعارض مع الإيمان، لكن حليمة تقول: "تعرف أمي أن بإمكانها الوثوق بي لقد ربتني على نحو صحيح، لذا فهي إلى جانبي، على أية حال هي تدرك أيضا أنه إن لم يكن الأمر مناسبا لي، فلن أرضاه، وسأقول لا ببساطة"، مضيفة "في أوساطنا لم يسمع أحد عن واحدة منا عملت في مجال عرض الأزياء، لذا اعتقد كثيرون، بمن فيهم والدتي أنني سأقوم بالتصوير وأنا نصف عارية لكن الجميع الآن سعيد بنجاحي".
وفي إجابتها عن سؤال، ما إذا كانت ما إن كانت ستقبل أن تمشي يوما على المنصة من دون حجاب لتظهر للنساء اللاتي لا يتمتعن بحرية اختيار نزع الحجاب أن ذلك أمر ممكن، فأجابت: "إذا كنا نريد العيش في مجتمع يضمن للمرأة حق اتخاذ قراراتها بنفسها، فعندئذ يكون سؤالك هذا لي خطأ، فقبل كل شيء هذا السؤال يسلبني حقي بارتداء ما يجعلني أشعر بأني جميلة وواثقة من نفسي، هذا حجابي، بغض النظر عن نمط الملابس الذي تختاره المرأة فهي تستحق الاحترام والدعم والحب هذه هي رسالتي".
وتقول: "في أي بلد في العالم، لا ينبغي لأي امرأة ارتداء الحجاب دون رغبتها، ولا ينبغي لأي امرأة خلعه تحت الإكراه"، مضيفة إذا أراد أحد إحداث التغيير، فلا يحتاج إلى تغيير نفسه، بل إلى تغيير قواعد اللعبة، فيمكنك اليوم رؤية الكثير من العارضات المحجبات على منصات العرض ولدينا محجبات كثيرات في الوكالة - أعتقد أن هذا الأمر أصبح أمرا عاديا". وتضيف: "كل ما نسمعه عن النساء المحجبات يكتنفه السلبية ويكون مسيسا بشدّة، أريد تغيير ذلك، أنا شابة تعشق الأزياء والتصاميم، ولدي روح ومشاعر، ولا أختلف عن أي شابة أخرى".
وترى حليمة أنها تمكنت من تحقيق ما تطمح إليه وما كانت تحلم به: مصممون مشهورون يصطفون للعمل معها؛ ومعجبون يلاحقونها من عرض إلى آخر، وكبرى مؤسسات الإعلام العالمية تدعوها لإجراء المقابلات ومع ذلك، فلدى العارضة حلم معلّق، "أود فعلا أن تجلس والدتي في الصف الأول في أحد عروضي لمرة واحدة، لكن هذا يجب أن يكون أكبر عرض أزياء في حياتي، آمل أن يتحقق هذا في يوم من الأيام".









آخر الأخبار