حماة للوطن

طلال السعيد

التجربة التي مرت بها دولة الكويت تجربة مريرة جدا لم تمر بها دولة من دول المنطقة، ونقصد بها الاحتلال العراقي الغاشم، وتداعيات اجتياحها، وما حصل بعدها حتى يومنا الحاضر!
اثر ذلك وقعت الدولة اتفاقيات دفاعية مع الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي تسمى "الدفاع المشترك" تضمن امن الكويت مدة تلك الاتفاقيات القابلة للتجديد، مع العلم ان دولة الكويت لم توقع اي اتفاقية مع اي دولة قبل الغزو العراقي، وذلك من واقع الايمان بالعروبة والقومية والمصير المشترك.
كل تلك القيم نسفها الغزو العراقي فاصبح الخطر من الشقيق "حامي البوابة الشرقية للامة العربية".
نذكر بهذه الحقايق بعد نشر احصائية منقولة من موقع وزارة الدفاع عن طالبي الالتحاق او التطوع بالجيش الكويتي ورد فيها ان هناك 11 الف سعودي، و10 آلاف "بدون" و2800 سوري، و800 ايراني، و450 عراقيا، ولم يوضح المصدر بالضبط هل هم التحقوا فعلا، او انهم يطلبون الالتحاق؟
طبعا بعضهم ابناء كويتيات، او مواليد للكويت، او اي صلة اخرى، فهل فعلا هؤلاء هم حماة للوطن؟
ولماذا تدفع الدولة ملايين الدولارات على اتفاقيات الدفاع المشترك اذا كانت تعتمد تجنيد جنسيات متنوعة يفترض ان بلدانها اولى بها، فمن الخير فيه لوطنه لن يكون به خير الاخرين، ألم يأن الاوان لكي تلتفت الجهات المسؤولة الى محتوى الموقع الذي، وان ارضى البعض، الا انه لا يرضي الاغلبية؟
حماة الوطن عبر الاجيالt هم ابناء الوطن، وليس غيرهم، اما اذا كان هناك عزوف عن الالتحاق بالجيش، فيفترض ان هناك جهات مختصة تدرس الموضوع، وتضع له الحلول المناسبة الكفيلة بترغيب الشباب بالانخراط في القوات المسلحة، والمؤكد ان لا يعالج الخطأ بخطيئة فيفتح الباب على مصراعيه، فتعتمد الدولة على غير ابنائها، ولا نريد ان نتحدث عن تجارب الاخرين مع مشكلات تجنيد عيال الناس؟
ليس هناك مشكلة ليس لها حل، لكن المصيبة حين نبحث عن ابسط الحلول، والحلول الموقتة التي ما تلبث ان تصبح دائمة على حساب امن واستقرار بلدنا! تجربة الحرس الوطني في التجنيد جديرة بالاستنساخ في الجيش، حتى وإن كان الجيش اقدم واعرق، الا ان مشكلته بالحلول الموقتة التي اصبحت دائمة، واصبحت امرا واقعا، والادهى والامر ان قوة الشرطة تسير عكس اتجاه الحرس، وتذهب الى ما ذهب اليه الجيش صاحب الحلول الموقتة في تجنيد غير الكويتيين!
هذا الموضوع يجب الوقوف عنده طويلا، فاما ان تلغي اتفاقيات الدفاع المشترك وتعتمد على تلك الجنسيات، او تعتمد تلك الاتفاقيات وتعيد النظر بقوانين الجيش...زين.

[email protected]