الأربعاء 09 أكتوبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

حمد الحميضان: انطلقوا إلى ضوء النهار واملأوا العالم بالحب والسلام

Time
الأربعاء 26 سبتمبر 2018
View
5
السياسة
كتب - جمال بخيت :


لم يكن حمد الحميضان إلا طفلا جميلا يقف أمام اللوحة والألوان من دون أن يعرف حجم موهبته عندما كان عمره 13 عاما ، والآن بعد مضي أعوام أطلق حمد معرضه الشخصي الأول في قاعة "هاب"، ومعها يكون حمد قد بلغ من العمر 19 عاما تشكلت معه الموهبة وكبرت ومالت إلى كفة الإجادة في الصياغة وابتكار نماذج لونية ذات ثراء، كتبت عنه خلال انطلاق موهبته التي كانت تبشر بعالمي جديد "بيكاسو الكويت"، وتحققت النبوءة، وقدم حمد بعضا من إبداعاته وموهبته البديعة.
اختار حمد بعض محطاته الخاصة ذات الحجم الكبير، ربما شعر الآن بقوة الموهبة، فاختار لغة التضخيم في رسم الشخوص المتلونة والتي تحمل علامات في جنون هادئ، كما يقال، بدأ معرضه برسم لوحة "ساعد نفسك" ، واشغل اللوحة بألوان الإكريليك على الكانفس ما أضفى على جماليات سطوح العمل حالة من الإضاءة الفنية الجميلة.
حالما تراه ، وتبدو أيضا لغة للتمرد الإنساني، ولكنها جاءت بتوازن روحي، ربما علمته التجربة هذه المفردات التشكيلية إلى جانب المتاح الذي ساهم بدرجة كبيرة في خلق فنان تنتظره جموع العالم لترى هذا الموهوب الصغير الذي ترتقي معه مفردات اللون والإضاءة والظلال ، وتشكل لديه نموذجا بارعا في الابتكار التشكيلي في عالم الرسم.
"القوة في يدي" حالة من الفخر بالموهبة تسقطها فنية المفردة المرسومة عند لقاء إنساني يعبر عنه حمد بواقعية وزخرفة الأشكال والوجوه التي تتخذ أشكالا مختلفة، وكأنه فجّر طاقات جديدة لدى رسوماته، فجاءت حالة الأجساد مليئة على الإضاءة واحترافية الصياغة، وكذلك تبدو خطوات القوة في لوحة "لا بد أن تظل تحارب أو تقاتل ولا تتوقف"، هنا رسم المحارب أو المقاتل وكأنه يتحدث مع الأنا ولكن بلغة الإنسان الذي يرى ذاته محاربا في مجتمعات تشكلها لغة التشكيل والألوان الحكايات، سواء التعبيرية أو الأنماط التي من الممكن أن نسميها التكوينية المعاصرة.
وفي معرضه، يواصل حمد تألقه واعتزازه بنموذج العالمي بابلو بيكاسو، فيقدم له نموجا فنيا بديعا إلى بيكاسو، وفيه يتذكر هذا الراحل الجميل الذي أثرى عالم التشكيل بجنون لوحاته وقدم خلال مسيرته فنا جميلا لايزال يشاهده العالم حتى الآن.
ولد حمد الحميضان في 11 سبتمبر 1999 في الكويت، وقد أطلق عليه عدد من الفنانين المعاصرين لقب الطفل المعجزة، وهو الثاني من بين أربعة أشقاء، أثَّر والِدا حمد في توجهه الفني وبخاصة والده، وقد أقام حمد باكورة معارضه في إنكلترا لأن عائلته تعيش هناك، حيث تسعى والدته للحصول على شهادة الدكتوراه في علم الأحياء الدقيقة.
في البداية، بدأ حب حمد للفنون كهواية فقط، لكن سرعان ما أصبح شغوفا بحضور المتاحف والمعارض الفنية، ومشاهدة المباني التاريخية العريقة والغنية بالمظاهر الثقافية والحضارية. تأثرت معظم لوحاته المبكرة بالصور التي كان يراها في كتب والده الفنية، ومن مشاهدة والده وهو يرسم.
في وقت لاحق، وبمحض الصدفة، تبنى أسلوب بيكاسو التكعيبي في الرسم رغم أنه لم يسبق له أن رأى أيّا من أعمال بيكاسو سابقا، وبالإضافة إلى اهتمامه بأعمال الفنانين سلفادور دالي وجاكسون بولوك، أصبح حمد من محبي أعمال بيكاسو بشكل خاص، تظهر عواطف حمد الشابة في أعماله الفنية، فبعض الشخصيات في هذه الأعمال حقيقية، وبعضها من وحي الخيال، وبعضها مستوحى من الأساطير القديمة، ولكنها جميعها رسمت باتقان وحرفية. لوحاته تضج بالتعبيرات التي تُظهر حيوية الشباب وهو ما يحاكي أعمال الفنانين الناشئين الذين يصورون واقع المجتمع في أعمالهم الفنية.
وسرعان ما أصبح حمد حديث الصحافة المحلية والوطنية بعد تمكنه من بيع أول مجموعة من لوحاته الفنية الست بالكامل، وبعدها مجموعته الثانية المكونة من 12 قطعة، وكلا المجموعتين نفدت بعد ساعات من عرضها للبيع. ونظرا للمديح الذي كاله النقاد الفنيون لحمد لدرجة أنهم لقبوه ببيكاسو، فقد كُلِّف في مايو 2010 برسم بطاقة عيد ميلاد الاحتفال بالذكرى الـ 180 لسوق كوفنت غاردن في لندن، وقد كان لذلك أكبر الأثر في جذب اهتمام وسائل الإعلام العالمية لموهبته الفنية وعلى رأسها الهيئة البريطانية للإعلام BBC، إضافة إلى وسائل الإعلام الأخرى، وقد ظهر هذا الاهتمام بشكل خاص في الولايات المتحدة الأميركية، حيث قالت مارلين أوتريم مديرة معرض "أوف ذا وول"، وهو أحدث معرض يستضيف أعمال حمد: موهبة حمد نادرة جدا، ونحن واثقون بأنه موهبة استثنائية، وفخورون بقدرتنا على استضافة المجموعة التالية من أعماله الفنية، وندعو الجميع لمشاهدة أعمال هذا الشاب العبقري.
في الآونة الأخيرة، حل حمد الحميضان في المركز الرابع ضمن قائمة العشر الأوائل لفئة المواهب الشابة دون سن العشرين.
وقد أقيم المعرض الفردي الثالث له في مسقط رأسه في الكويت، وكان الأكبر من نوعه حتى الآن، وتضمن أعمالا جديدة.
أقيم المعرض خلال الفترة من 14 إلى 28 ديسمبر 2011 في منصة الفن المعاصر في الكويت، وقد ذهب ريع هذا المعرض إلى مركز الأحلام الكويتي لرعاية الأطفال المصابين بالتوحد.
أقام حمد عددا من الفعاليات خلال الفترة التي قضاها في الكويت (2013 – 2018)، إحداها في "أفنيو مول" الذي يُعد أكبر مركز تسوق في الكويت، حيث رسم أكبر لوحاته حتى الآن "Let’s Stay Together" والتي بلغ طولها 7 أمتار ،وعرضها متران. أما الفعالية الأخرى، فقد نظمها لمجموعة من ذوي الإعاقة الذهنية .
يقول حمد : مر الوقت سريعا. من الماضي وحتى الحاضر، أبذل قصارى جهدي لبلوغ أعلى المراتب. أنا أُلهم الآخرين بإبداعاتي، وأُطلق العنان لمخيلتي لتعبر عما يجول في نفسي. مشاعري تظهر جلية في رسوماتي ولوحاتي، قماش لوحة الرسم تحت سيطرتي الكاملة، أفعل بها ما أشاء لأُعبر عما يجول في خيالي وأرسم كل ما أُريد.ويضيف:
في الماضي عام 2014 إلى الحاضر عام 2018، اختيرت مجموعة من 15 لوحة رُسمت في أوقات مختلفة خلال هذه الفترة. وستتمكن كمشاهد من رؤية التطور والتقدم في الأسلوب الفني طوال المسيرة المهنية للفنان، كل لوحة تروي قصة مختلفة، ولكن عندما تضعها كلها في معرض واحد فإنها جميعها توحي بالإلهام والطاقة الإيجابية.
كل عاقل ذو تجربة، يدرك أنه لا يوجد في الحياة ما يدعوك لأن تكون حزينا أو تعيسا، فالحياة قصيرة جدا لنضيعها على مشاعر الألم والحزن، لا تختبئ من همومك ومشكلاتك في الظلام، بل انطلق إلى ضوء النهار وواجهها بشجاعة، دع شحنات الإبداع الإيجابية تتدفق إلى روحك وعقلك وقلبك، وتملأ عالمك بالسلام والحب والبهجة.



آخر الأخبار