المحلية
حوادث المرور ... حرب غير معلنة في الشوارع ضحاياها بالمئات
الأربعاء 29 يونيو 2022
5
السياسة
كتب- ناجح بلال:مع غروب شمس يوم أمس، فجعت خمس عائلات بوفاة أحد افرادها في حادث مروري مروع ناجم عن تصادم على طريق جاسم الخرافي، تلاها حادث تصادم اسفر عن اصابتين لقائدي شاحنتين على الدائري السابع، فمجزرة الطرق والحوادث المرورية متواصلة 24 / 7 اي على مدار الساعة وفي كل ايام الاسبوع.وجاءت احصائيات جمعية السلامة المرورية لتزيد من حالة القلق والخوف لمرتدي الطرق خصوصا وفي السنوات الاخيرة، بعد ان كشفت عن ان عدد الوفيات جراء الحوادث المرورية بلغت 2500 حالة خلال الخمس سنوات الأخيرة، كما أعلن موقع الإدارة العامة للمرور عن وفاة 323 حالة نتيجة الحوادث المرورية عام 2021. وامام هذه "المجزرة" وعدد الضحايا الكبير، تسأل "السياسة" متخصصين ومواطنين عن المسؤولية جراء هذه الواقع الأليم، ليجمعوا على ان "المسؤولية" مشتركة مواطنين وحكومة، افردا ومؤسسات، ثقافة وتربية، قانونا واعرافا، وأكدوا على ضرورة اتخاذ كافة السبل للحد من الحوادث المرورية بما فيها الالتزام بالقوانين المرورية وعدم تدخل الواسطة في إفلات الجناة من الحجز، كما تباينت بعض الاراء في تقاذف المسؤوليات اذ حملها البعض لوضع الطرق في البلاد وتقصير وزارة الاشغال في صيانتها فيما راى اخرون السبب بالتهاون في الاجراءات القانونية... وفي التفاصيل: * المطر: الأرقام مخيفة... وقتلى الحوادث 2500خلال 5 سنوات* الحمادي: معظمها ناجم عن السرعة الزائدة وعدم التقيد بالقوانين * المطوع: تغليظ العقوبات فلا يمكن تغريم من قتل إنساناً 50 ديناراًبداية، قال المواطن عبدالله المزيني إن حوادث المرور زادت في السنوات الأخيرة نتيجة الرعونة في قيادة الشباب، مطالبا بضرورة سحب رخص القيادة لأي شاب ترصده كاميرات المراقبة يقود سيارته بتهور.وذكر المواطن جميل الكندري أن الواسطة التي تتدخل في إفلات مرتكبي المخالفات المرورية تزيد من الحوادث وتشجع الشباب على التهور لتصل الحوادث المرورية لوفيات نتيجة هذا التهور.من جانبه، ارجع المواطن بوشافي كثرة وفيات الحوادث المرورية لتهالك وتكسر الشوارع نتيجة إهمال وزارة الأشغال الدائم في معالجة الطرق بالطريقة السليمة، مشددا على أهمية إنشاء مراكز إسعاف في الطرق السريعة خصوصا طريق السالمي، لاسيما ان تأخر وصول الإسعاف يسهم في تزايد معدل الوفيات المرورية.السلامة المرورية بدوره، أكد رئيس الجمعية الكويتية للسلامة المرورية د. بدر المطرلـ"السياسة " الإحصاءات الرسمية الأخيرة المنشورة المتعلقة بحالات الوفاة الناتجة عن حوادث السيارات في البلاد خلال السنوات الخمس الأخيرة التي بينت أن هناك ما يقارب 2500 حالة خلال نصف عقد من الزمن الأخير ومنها 711 لقوا مصرعهم ما بين مواطن ومقيم بسبب الحوادث خلال عامين حتى أبريل الماضي.وأشار إلى ان الإحصاءات تؤكد خطورة الوضع وتعد مؤشرات خطيرة تستدعي تكثيف الجهود والعمل على الحد من الحوادث حماية للأرواح، مشددا على أهمية السعي لتعديل كل ما يتعلق باستراتيجيات وخطط السلامة المرورية، مطالبا بضرورة التفكير الجاد في حل مثل هذه القضية، مشددا على أهمية الأخذ بكل الوسائل الحديثة للحد من تزايد معدلات الحوادث خصوصا أن القضية المرورية تتعلق بثلاثة محاور هي "الإنسان، الطريق، السيارة".وعن المحور الأول، قال المطر إن الإنسان يقع عليه الجانب الأكبر من المسؤولية لذا يجب تدريبه على كافة أشكال الضبط الانفعالي والتحكم في سلوكه من خلال زيادة ثقافته ووعيه المروري من أجل غرس الأخلاق داخله أثناء القيادة قبل الحصول على إجازة القيادة، مع ضرورة تفعيل القوانين للحد من الاستهتار والرعونة.واضاف ان المحور الثاني يمكن تحقيقه من خلال توسعة الطرق وخلق مدن ومناطق جديدة مع أهمية البدء الفوري في مشروع المترو والتوسعة في المواقف والمرافق العامة، في حين يتعلق المحور الثالث بالسيارة فلابد من التأكد من صلاحية استخدام السيارة في الطرق ووضع العديد من القيود على امتلاك السيارات.رعونة من جهته، أرجع الخبير الأمني وعضو مجلس إدارة جمعية السلامة المرورية بدر الحمادي أسباب زيادة الحوادث المرورية لرعونة البعض في قيادة السيارات، موضحا أن قائد المركبة يتحمل 90% من الحوادث.وأوضح الحمادي أن الحوادث الناتجة عن الاختناقات المرورية أضرارها مادية فقط لكن السرعات في الشوارع الرئيسية هي السبب الرئيسي للموت، مطالبا قائدي المركبات بضرورة الاعتدال في السرعة على كافة الشوارع، وعدم استخدام الهواتف أثناء القيادة وضرورة ربط حزام الأمان.وبين الحمادي أن من أسباب زيادة الحوادث المرورية تأخر البعض عن عملهم فيقودون سيارتهم بسرعة عالية، وقد ينتج عن السرعة الحوادث مشددا على أهمية الالتزام بالسلوكيات والثقافة المرورية. سوء الاستخداممن جانبه، اعتبر أمين اللجنة الاسلامية العالمية لحقوق الانسان المحامي مبارك المطوع أن سوء استخدام المركبات هو سبب معظم الحوادث، مستشهدا على ذلك بما تعلنه وزارة الداخلية يوميا عن الحوادث والحالات التي تحال للمستشفيات، مطالبا بتشديد الرقابة على الطرق وعدم التساهل في اصدار الرخص واجازات القيادة.وشدد المطوع على أهمية الالتزام بتطبيق قانون المرور على الجميع دون تدخل الواسطة التي تخرج الجاني من الحجز، مستذكرا بحزن حادث وفاة ابنه "المعتصم بالله" ذو الاعوام العشر بالقرب من منزله بعد عودته من صلاة المغرب. وبين المطوع أنه خاطب مرارا أهل الاختصاص لاعتبار الجرائم التي تسبب قتل الابرياء في الحوداث المرورية لا يمكن أن توصف دوما بالقتل الخطأ الأمر الذي تساهلت فيه الأحكام، مستغربا أن يحكم بتغريم القاتل خمسين دينارا بعد تسببه في القتل.