منوعات
"حيفا في الذاكرة الشفوية"... شهادات تاريخية على تغير أحوال المدينة
الثلاثاء 04 أكتوبر 2022
5
السياسة
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ضمن سلسلة ذاكرة فلسطين، كتاب روضة غنايم "حيفا في الذاكرة الشفوية: أحياء وبيوت وناس". يقع الكتاب في 472 صفحة، ويتتبع تاريخ خمسة أحياء في مدينة حيفا، هي: العتيقة، والكولونيّة الألمانية، وعبّاس، ووادي النسناس، ووادي الصليب، من خلال روايات ذاتية لأفراد سكنوا الأحياء الخمسة، يسردون تاريخ عائلاتهم وتفاصيل حياتهم اليومية؛ إذ تجمع هذه المرويات سير الناس وسيرة المدينة وفلسطين عامة، إضافة إلى صور من ألبوماتهم الشخصية تتعقب تاريخ المدينة، وتمثل انعكاسًا للتطورات التي طرأت عليها، وما شهدته من أحداث منذ نهاية الفترة العثمانية إلى أيامنا الحاضرة.من الخاص إلى العام قصّة حيفا شائقة وشائكة وفريدة، وبخاصة ، خلال الفترة الممتدة من القرن التاسع عشر إلى عام 1948 التي مرّت فيها مدينة حيفا بتغيرات عدة بعيدة المدى؛ إذ تحولت في مدة زمنية قصيرة نسبيًا من قرية صيّادي سمك إلى مدينة صناعية متطورة، ومركز تجاري مزدهر في الشرق الأوسط. في فترة الحكم العثماني كانت الحياة بسيطة في حيفا، فلم تتمكن من جذب الناس إلى أرضها إلا في أواخر هذا العهد، وساهم في هذا التطور ميناؤها والسكة الحديد التي كانت تمر جواره، فأصبحت حيفا محورًا مهمًّا في الشرق الأوسط الذي يربط بين أوروبا وأفريقيا وآسيا والجزيرة العربية. كتاب حيفا في الذاكرة الشفوية يروي تاريخ المدينة عبر سرديات الناس، الميكروهيستوريا، ويسلط الضوء على قصة مدينة حيفا من زاوية مختلفة، وتاريخها من مخزون ذاكرة أهلها؛ أي تحولات المدينة من خلال سردية أهلها. فعلى سبيل المثال، في عدة سرديات روى الناس تجاربهم حينما تمكنوا من العودة إلى بيوتهم بعد انتهاء المعارك في عام 1948، فوصفوا حالها بعد عودتهم إليها؛ إذ تعرضت للغزو والنهب والتدمير، جاء في سردياتهم تفاصيل أكثر بهذا الشأن، فتحدثوا عمن استولى على بيوتهم، وماذا فعلوا من أجل استرجاعها.