السبت 05 يوليو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

حين بكى الآسيوي!

Time
الأحد 24 فبراير 2019
View
5
السياسة
طلال السعيد


صديق احضر عامل منزل من بلده للعمل بالكويت، عمل عنده ثلاثة اشهر، ثم اتضح بعدها انه لا يجيد العمل في المنازل رغم كثرة محاولات رب العمل تعليمه، الا انه لم يتعلم فقرر إعادته من حيث جاء، والغريب بالامر ان هذا العامل الآسيوي انفجر بالبكاء بعد ان علم انه سوف يغادر الكويت الى بلده!
ففي الكويت وجد الراحة النفسية والملبس، والمأكل، والمسكن، والراتب الذي يحوله كله الى بلده من دون ضرائب، ولا رسوم، أما حاجاته اليومية والضرورية فيوفرها له الكفيل، وفِي اجازته المدفوعة يذهب الى سوق الكويت ليلتقي ابناء جنسيته، ثم يعود لعمله، فكيف لا يبكي حين يجبر على مغادرة الكويت بلد الخير؟
هذا شعور الوافد، فما بالك بالمواطن الذي ترعرع في كنف هذه الارض الطيبة، ورضع حبها منذ الصغر؟
لنا وطن يستحق منا التضحية والفداء، ويستحق الحب الصادق، فقد أعطى الوطن، ولا يزال يعطي من دون بخل او منة، فليس لنا بد من ان نبادله عطاء بعطاء، ونضحي بالغالي والنفيس من اجله، ولعل اقل ما نقدمه ان نحتفل بالعيد الوطني وعيد التحرير، واقلها ان يرفع احدنا علمنا الوطني على باب بيته لتصل الرسالة للجميع، هنا مواطن يحب وطنه، ويفخر بولائه وانتمائه لهذا الوطن العظيم، الذي لايعرف قيمته الا من فارقه برغبته او بغير رغبته، فمن عاش على ارض الكويت الحبيبة من الصعب عليه ان يعيش في مكان اخر، بشهادة الوافدين الذين غادروا البلاد بشكل نهائي، فهم لا يزالون يتمنون ترابها، فما بالك بالمواطن؟
اللهم احفظ الكويت من كل شر ومكروه، واحفظ قائدها واميرها صاحب القلب الكبير، وزعيم الديبلوماسية العالمية، وزعيم الانسانية، واحفظ ولي عهده الأمين الكويتي المخلص، الذي يعمل بهدوء وصمت من اجل مصلحة الوطن والمواطن، فقد يبكي ذلك الآسيوي دموعا على فراق الكويت، لكن الكويتي بكى دما حين أجبر على فراق ارضه...زين.
آخر الأخبار