فؤاد الهاشمإلى سعادة النائب الدكتور عبيد الوسمي الموقر، أولا ألف مبروك على الفوز بعضوية البرلمان، وإن كان لا يقارن بفوزك الأعظم في الانتخابات الماضية بحصولك على رقم خيالي لم يرد من قبل في تاريخ الديمقراطية الكويتية.ثانيا: وصلنا خبر تقديمكم لمشروع اقتراح بقانون في شأن الحقوق القانونية والمدنية لـ"البدون" ومنحه صفة الاستعجال!سعادة النائب: لا نختلف معكم أن منهم من تعرض للظلم بحرمانه من الجنسية، ويستحق الانصاف، لكن أن يتم ذلك بصفة الاستعجال فهذا ما يختلف فيه معكم الشعب الكويتي، اذ يعاني المليون مواطن من تبعات أسوأ فترات زمنه خلال العقد الماضي، منذ أن كانت بلدا "كوتا" صغيرا يسكنه "بن عريعر"! إذ تدهور حال الديرة من سيئ الى أسوأ، ويستحق صفة الاستعجال في قضايا إسكانه، وطرقه، وتطبيبه، وتعليمه، وقروضه، و قطع ذيول عقاربه ورؤوس أفاعيه، إذ ما دام "البدون" انتظروا خمسين عاما فما يضيرهم لو انتظروا عامين أو ثلاثة غيرها من أجل إصلاح البيت أولا، والذي سيضمنا وسيضمهم في النهاية، وتطبيقا لمبدأ "ما يحتاجه البيت يحرم على المسجد"!سعادة النائب العزيز الدكتورعبيد الوسمي لا أحد يرش العطر على جسده وهو غارق في العرق، بل يستحم اولا، ويتطهر ثم يتعطر، وقبل الاستعجال في تجنيس "البدون" عليكم اولا غسل بدن ملفات الجنسية الكويتية من 400 الف مزور أغرقوا برائحة عرقهم، ونتانة أفعالهم البلد بأزمات، وتسببوا بسحب اللقمة من فم من يستحقها لتطحنها أضراس من لا حق له فيها، فتسحبها من المزورين وتمنحها للمستحقين، فتحقق العدالة لبلدك وشعبك، وتعيد محبتك الى قلوب مواطنيك!في بداية السبعينات أصدرت الحكومة قرارا ينص على "معاملة البدون معاملة الكويتي في العمل والدراسة في كل المراحل حتى الجامعة والعلاج الخ...الخ"، فكانت النتيجة ان قفز عدد "البدون" من 20 الفا الى 75 الفا فظهر عندنا "البدون" المصري والسوري والعراقي وحتى الفلبيني والخليجي، ليطمروا جوازاتهم وهوياتهم في الرمال، ويزيحوا عن كاهلهم جشع الكفيل، وعذاب التأشيرات وروتين الإقامة!هذه المعلومة عاصرتها -شخصيا- حين نشرتها صحف ذلك الزمان "السياسة" و"الرأي العام" كما اكدها لي المرحوم الدكتور عبدالرحمن العوضي، حين كنا أنا وهو ندير جمعية زراعة الاعضاء، فكان هو الرئيس وأنا الامين العام، اذ قال لي إن: "تعليمات عليا صدرت اليه حين كان وزيرا للتخطيط، وبعد إنجاز تعداد للسكان بأن يضيف أعداد "البدون" الى تعداد الكويتيين لتعديل التركيبة...السكانية"! أي إن "القرعة كانت تريد التباهي بشعر بنت...أختها"!خلال مشاركتي في فعاليات المؤتمر الشعبي الذي انعقد في مدينة جدة في أكتوبر عام 1990، وبينما كانت دموع الألم تعتصر قلوب 1200 كويتي اجتمعوا ليحفروا طريقا يعود بهم إلى وطنهم، وأثناء انتظارنا جلسة الافتتاح، تسرب إلينا نبأ المجادلة التي دارت بين أركان النظام وأحد الرموز الوطنية الذي قال لمسؤول كبير تعليقا على الأحداث التي سبقت الغزو، وسميت "دواوين الإثنين": "الحضر والسنة والشيعة والبدو كلهم صاروا ضدكم، فمن بقى معكم"؟فجاءه الرد: " عندنا...البدون"!
سعادة النائب: "البدون" قضية صنعها النظام، ولو أراد حلها لما احتاجت إلى أكثر من نصف قرن- حتى اليوم– بلا قرار وإن حل "نفق المنقف" الذي سيغرق بأمطار الشتاء المقبل – كالعادة – أسهل على لجنتكم الموقرة من عملية إخراج مارد "البدون" من "قمقم" الحكومة!* * *آخر العمود:سعادة النائب الوسمي الموقر: لاحظت – خلال جلسة الافتتاح وانتخاب الرئيس جلوسك وحيدا بعيدا وصامتا، وأقول لك: لا تقع في خطأ غيرك ممن كان يكسب أعداء بالسرعة ذاتها التي يخسر بها...أصدقاء! لا تستسلم لفكرة بقائك وحيدا، بل تواصل مع كل النواب! كن طيرا في سمائهم وليس بطة سوداء تسبح في...رمالهم!* * *زبدة الكلام:نائب أسبق ظهر في شريط فيديو يسخر من البرلمان في دولة الإمارات العربية المتحدة! المواطن الإماراتي لا يحتاج الى "بوس خشم" نائب حتى ينجز معاملته لأنها تقضى له مباشرة، إما من الجهاز الحكومي أو عبر الـ"آيفون"، والذي ليس له خشم حتى يباس!هذا أولا، و ثانيا: الفرق بين مجلسنا وبرلمانهم أن الأول دجاجة تملأ الدنيا صراخا حتى تعطينا بيضة واحدة يسلقها هامور ثم يبتلعها! بينما الثاني سمكة تبيض عشرة آلاف بيضة في قاع البحر وبهدوء فيتلذذ مليون مواطن إماراتي... بأكلها! وأسأله: من الأفضل، دجاجتنا أم سمكتهم؟(أبو ظبي)